شكَّكت قوى المعارضة اليمنية في النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية، والتي أعلنتها اللجنة العامة للانتخابات والاستفتاء في الساعات الأولى من اليوم الخميس 21 سبتمبر، وأشارت إلى تقدُّمٍ كبيرٍ للرئيس علي عبد الله صالح- مرشح حزب مؤتمر الشعب العام- على مرشح تجمُّع اللقاء المشترك المعارض فيصل بن شملان، وأشارت النتائج إلى حصول علي صالح على حوالي 60% من مجموع الأصوات وحصول ابن شملان على 40% تقريبًا، فيما ذكرت مصادرُ أخرى أن علي صالح قد حصل على 82%. ففي أول تحرُّك لأحزاب اللقاء المشترك في أعقاب انتهاء عملية الاقتراع وبدء فرز الأصوات في انتخابات الرئاسة اليمنية عقدت أحزابُ اللقاء المشترك مساء أمس الأربعاء 20 سبتمبر 2006م مؤتمرًا صحفيًّا أكَّدَتْ فيه أنَّها لن تعترف بما دعَته ب"أي نتيجة مزوّرة للانتخابات".
وقال محمد قحطان- رئيس الهيئة التنفيذية لهذا التجمُّع الحزبي المُعارض-: إنَّ اللقاء المشترك يجب أنْ يُعْلِم الإخوة في حزب المؤتمر العام الحاكم والسلطات اليمنية أنَّ المعارضة "لنْ تعترف بتزوير الانتخابات في فصلها الثاني"، مُشيرًا إلى أنَّ عملية الاقتراع "هي الفصل الثاني من التزوير استكمالاً للمراحل السابقة من المخالفات والخروقات التي مارسها المؤتمر الشعبي العام".
وأضاف أنَّ اللقاء المشترك لا يتنافس مع حزب المؤتمر الشعبي العام، ولكن مع سلطة تستخدم كل مقدَّرات الدولة وإمكاناتها، وقال قحطان إنَّ من أشكال المخالفات التي جرت طرد اللجان ومندوبي المرشحين (للانتخابات الرئاسية والمحليات) والتي وقعت في المراكز التي رأى الحزبُ الحاكم أنَّ مؤشراتها تتجه لصالح مرشح المشترك للرئاسة ومرشحيه للمحليات.
واتهم قحطان الحزب الحاكم بمحاولة افتعال مشكلات في المراكز "إلا أنَّهم لم يستطيعوا إيصالَها إلى حدِّ التأثير على سير الانتخابات؛ مما أدَّى إلى افتعال عناصر المؤتمر مشكلات فيما بينهم كمبرر لإغلاق المراكز".
وفي ذات الإطار أكَّد علي الصراري- المسئول الإعلامي للقاء المشترك- أنَّ "حجم التزوير كبيرٌ، ابتداءً من المراحل السابقة للانتخابات حتى اليوم"، وقال: "ما سيحدث تحت جنح الظلام من ممارسات يجعلُنا نطعن بالنتائج التي ستعلَن ما لم تُحصَر هذه الوقائع ويتوقَّف فرزُ الأصوات في هذه المراكز".
واستند تجمُّع اللقاء المشترك المعارض أيضًا في تشكيكه في نتائج الانتخابات إلى صعوبة فرْز اللجنة الانتخابية للصناديق بتلك الصورة السريعة، مؤكِّدًا في المقابل تقدُّمَ مرشحه فيصل بن شملان في عدد من المناطق، ومن بينها محافظة الضالع.
وقد جرت الانتخابات في أجواء تنافسية حادَّة وشهدت عددًا من الانتهاكات، من بينها إغلاق بعض اللجان الانتخابية أمام الناخبين، إلا أن الانتهاكات بصفة عامة لم تصِلْ إلى حدود الخروقات الكبيرة، وذلك وفق تأكيدات المراقبين الذين حضروا الانتخابات بصورة مكثَّفة، وكنتيجة لحدَّة التنافس وقَعت بعضُ الاشتباكات في مناطق متفرقة من البلاد أدَّت إلى مقتل 8 أشخاص وإصابة 11 آخرين.
وذكرت وكالة (أسوشيتد برس) أن من بين القتلى المرشَّح في الانتخابات المحلية عن الحزب الناصري خالد حسن، وذلك خلال اشتباكاتٍ دارت في "تعز" بين مؤيدي أطراف مختلفة في الانتخابات إثر تبادل اتهامات بعرقلة عملية إدلاء الناخبين بأصواتهم.
وتأتي هذه الاشتباكات على الرغم من الوجود الأمني المكثف الذي أكد المسئولون أنه تضمن نشر 100 ألف جندي في طول البلاد وإبقاء 100 ألف آخرين في حالة من التأهب لصدِّ عمليات قد يقوم بها من وصَفهم هؤلاء المسئولون ب"المتشدِّدين"، كما أعلنت السلطات يوم أمس "يومًا خاليًا من السلاح" والذي يُعتبر حملُه جزءًا من العادات القبلية المنتشرة في اليمن، لكنَّ السلطات سمحت بحمل الخنجر المسمَّى "الجنبية"- الذي يُعتبر رمزًا للقوة- أثناء الإدلاء بالأصوات، ولكنها لم تسمح بحمله خلال عمليات فرز الأصوات.
وكانت اللجنة العامة للانتخابات والاستفتاء قد أعلنت أن النتائج سوف تعلَن خلال 72 ساعة، وشهدت الحملة الانتخابية تبادلاً للانتقادات الحادَّة بين المعارضة والحزب الحاكم، إلا أنه فيما تركزت انتقاداتُ المعارضة على الفساد المنتشر في البلاد والذي دفع الكثير من الجهات الدولية لتقليص دعمها المقدم لليمن.. فإن الرئيس علي عبد الله صالح قد اقتصر على توجيه الانتقادات الشخصية لمرشحي المعارضة دون أن يقدم برنامجًا انتخابيًّا قويًّا.
وشهدت الانتخابات إقبالاً من الناخبين تجاوز نسبة ال80% من إجمالي 9 ملايين يمثلون عدد الناخبين اليمنيين من بين 21 مليونًا هم عدد سكان اليمن، ويتوزَّع الناخبون بين 5 ملايين من الرجال و4 ملايين من النساء وتشير الأنباء إلى أن النساء سجَّلن إقبالاً غير مسبوقٍ فاقَ في نسبته إقبال الرجال.