رفضت السعودية الجمعة طلباً تقدم به الرئيس الأمريكي، جورج بوش، حثها خلاله على زيادة إنتاجها من النفط لخفض الضغط على الكميات المعروضة ووقف الارتفاع القياسي للأسعار التي تجاوزت 126 دولاراً للبرميل. وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي، ستيفن هادلي، إن الرياض ردت على طلب الرئيس الأمريكي الذي يعتبر الثاني له هذا العام، بالرفض، قائلة إنها لم تلمس وجود زيادة في الطلب تبرر رفع الإنتاج. وكان الرئيس الأمريكي قد وصل إلى السعودية الجمعة، في إطار جولته الشرق أوسطية الثانية هذا العام، والتي قد تكون الأخيرة له مع اقتراب نهاية ولايته، حيث سيناقش مع العاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز أفاق عملية السلام والوضع في المنطقة. ولكن عدداً من الخبراء توقع أن تكون النقطة الأبرز على جدول أعمال الزيارة التي يقوم بوش بها إلى الرياض بعد الانتهاء من احتفالات الذكرى الستين لقيام دولة إسرائيل، إمكانية أن تقوم السعودية برفع إنتاجها من النفط لوقف الارتفاع القياسي لأسعار المادة. وكان بوش قد توجه إلى الملك عبدالله بالطلب عينه خلال زيارته الأولى للمنطقة في أواسط يناير الماضي، وجاء رد الرياض آنذاك بأن موازين السوق من عرض وطلب لا تسمح بمثل هذه الخطوة، وأن مستويات الإنتاج الحالية كافية. وغداة وصوله إلى الرياض الجمعة، استقبل العاهل السعودي بوش شخصياً في المطار، برفقة كبار المسؤولين السعوديين، وأقام الملك عبدالله في مزرعته بالجنادرية مأدبة غداء تكريماً لبوش، بحضور صاحب الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع والطيران، والأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، والأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة. وستكون زيارة بوش مناسبة لاحتفال الرياض وواشنطن بذكرى مرور 75 عاماً على إقامة علاقات دبلوماسية بينهما، كما ستشكل فرصة لتوقيع اتفاقيات مشتركة في مجالات التعاون النووي وتطوير البنية التحتية والدفاع. وبالعودة إلى الملف النفطي، فمن المتوقع أن يعيد بوش طرح وجهة النظر الأمريكية التي تقول بأن الطلب المتزايد على الطاقة من الصين والهند يشكل ضغطاً واضحاً على المعروض من النفط في الأسواق. غير أن بعض الخبراء يستبعدون أن تؤدي خطوة زيادة الإنتاج - في حال اتخاذها- إلى تخفيض الأسعار التي بلغت مستويات قياسية، وذلك باعتبار أن الوضع الحالي ناجم عن زيادة الطلب وليس قلة العرض، وفقاً لأسوشيتد برس. وتأتي زيارة بوش إلى السعودية التي تمتلك أكبر مخزون نفطي في العالم بعد يوم واحد من قرار الكونغرس الأمريكي بتجميد نقل 70 ألف برميل من النفط إلى خزانات الاحتياطي النفطي الاستراتيجي الأمريكي. وكان بوش قد عارض الخطوة، معتبراً أن الكميات التي تضاف إلى هذا الاحتياطي هي لمواجهة الحالات الطارئة، وأن الامتناع عن إضافتها لن يكون له تأثير ملموس على الأسعار. وكان النواب الديمقراطيون في الكونغرس قد تقدموا باقتراح لوقف صفقة بيع أسلحة للسعودية بقيمة 1.4 مليار دولار إذا ما رفضت الرياض زيادة إنتاجها من النفط بمعدل مليون برميل يومياً. وقال النواب الذين تقدموا بالاقتراح إنه يرمي إلى الضغط على بوش خلال زيارته للرياض لإقناع المسؤولين السعوديين بوجوب ضخ المزيد من النفط لخفض التكلفة على المستهلك الأمريكي.