قرار تجميد أموال الجمعيات الخيرية الإسلامية !! ماذا يعني تجميد أموال 1055 جمعية خيرية إسلامية في مصر الغلابة ؟ إلا لأنهم شكوا بأن لهذه الجمعيات علاقة بالإخوان المسلمين !! وهو غير صحيح، ومن غير المعقول الاعتماد على حكم قضائي مستشكل عليه ومطعون فيه، أي أنه حكم غير نهائي، إلا أنهم سارعوا بتنفيذه، في الوقت الذي يرفضون فيه تنفيذ أحكام ( بتعيين أوائل الكليات) خصوصًا كليات الحقوق وغيرها من الأحكام النهائية ! * مصر التي تعاني الفقر و يعيش 4 ملايين مصري في المقابر !!يُغلق باب من ابواب الرزق لفقراءها ... !! لم أرى في حياتي ثورة تحارب الفقراء ! ! فهي إذن ثورة على العدل والمساواة والرحمة لتثبيت الظلم والاستبداد والقسوة !! لكم الله أيها المرضى والأيتام والأرامل والمطلقات الذين كانوا يستفيدون من هذه الجمعيات .. بهذا القرار ستتدهور الحالة الصحية لعشرات آلاف المرضى، وستتشرد مئات الألاف من الأسر الفقيرة واليتامي والآرامل، وسيتحول عشرات الآلاف من الأطفال إلى أطفال شوارع ومتسولين . . هل لدى الذين اتخذوا مثل هذه القرارات عقل يفكرون به أو قلب يرحمون به عباد الله ؟ ! لك الله يا مصر الغلابة .. * ويالا ذكاءهم الحاذق !! إنهم يفعلون ذلك كراهيةً في جماعة الإخوان المسلمين بزعمهم، ورغبةً في سحب الشعبية عنهم؛ فبالعكس .. هذا القرار التعسفي لن يزيد إلا من شعبيتهم، والتعاطف معهم، ولن يزيد إلا غضب وثورة وعنف الفقراء !! ولن يزيد الناس إلا تمسكًا بالشرعية والديمقراطية .. فخطورة هذا القرار أنه يزيد من معاناة المحتاجين، ويضر بملايين الأفراد والأسر التي تعتمد في حياتها على أموال هذه الجمعيات، ولتوضيح ذلك فإن جمعية واحدة من هذه الجمعيات تكفل نصف مليون يتيم، كما أنها تقدم دعمًا شهريًّا لملايين الأسر، وتقوم على تعليم مئات الألوف من أبناء الفقراء، وتقدم علاجًا مجانيًّا أو مخفضًا لملايين الأفراد ، * فهذا القرار التعسفي قد أحدث ضجة وصدمة للفقراء فور إعلانه .. بخاصة في الجمعيات الطبية، وخصوصاً أن القرار شمل جمعيات كثيرة غير تابعة للإخوان.. فالجمعية الطبية الإسلامية مثلاً: يتبعها 30 مستشفى ومركزاً طبياً استفاد منها مليون و200 ألف مريض العام الماضي، وفق كشوف المستشفيات، وهذه الجمعية تأسست منذ أكثر من 30 عاماً وتخضع لرقابة وزارة التضامن والجهاز المركزي للمحاسبات .. وبالطبع هذا القرار قد سبب أرتباكاً شديداً في هذه المستشفيات؛ فهم لا يستطيعون إخراج المرضى ، ولا يستطيعون علاجهم !! * اشتكت لي بمرارة سيدة في سن الستين طالبة العون بعدما أبلغها موظفون بتوقف خدمة غسيل الكلى المجانية التي كانت تقدم لها منذ شهور في أحد هذه المركز الطبية، وقالت لي بأسى وحزن شديد: إن وزارة الصحة المصرية منحتها خطاباً لهذا المركز كي تُجرى لها عملية غسل كلى مرتين أسبوعياً على الأقل مجاناً، وأوضحت أن الأطباء أبلغوها عبر الهاتف بأن جلساتها ستتوقف للأسف رغم عنهم؛ بسبب تجميد أموال «الجمعية الطبية الإسلامية» التابع لها المركز، وقالوا لها: أتركي رقم هاتفك للاتصال بك في حال استئناف النشاط .. * والسؤال: لماذا نخلط السياسة بالعمل الخيري ؟ ! فبالتأكيد هذا القرار غير إنساني بالمرة ويعطل الخدمة والرعاية لكثير من المرضى الفقراء .. وبهذه القرارات التعسفية عديمة الرحمة يحاربون الإسلام نفسه الذي يأمر بفعل الخير وإسداء المعروف والبر بالفقراء والمحتاجين .. وبعد هذه الحملة الشعواء على الجمعيات الخيرية الإسلامية انفتح الباب على مصراعيه أمام المنظمات التبشيرية التنصيرية لإخراج فقراء المسلمين من دينهم، حتى قرأنا للأنبا بولا قوله: (الكنيسة الأرثوذكسية بدأت في تقديم المساعدات للأسر الفقيرة المتضررة من قرار مصادرة أموال الجماعات الإسلامية، محبة الرب يسوع تسع الجميع).