قالت مصادر فلسطينية مطّلعة إنّ الرئيس محمود عباس "أبو مازن"، سيتوجّه إلى نيويورك يوم الأربعاء القادم، حيث يجتمع بالرئيس الأمريكي جورج بوش، لبحث سبل العمل واستشراف الموقف الأمريكيّ ممّا طُرِح على الساحتين الفلسطينية والعربية مؤخّراً، وخاصة حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية. وأوضحت المصادر التي وُصِفَت بالموثوثقة، أنّ الرئيس عباس سيجتمع على الأقلّ مع 28 رئيس دولةٍ خلال المداولات التي ستجري في الأممالمتحدة. وأشارت إلى أنّ هذه الاجتماعات دورية مهمّة جداً تعطي بعض الزخم وتدفع باتجاه الموقف الفلسطينيّ الرامي إلى وقف الحصار الدولي المفروض على الشعب الفلسطينيّ. بيْد أنّ المصدر أكّد أنّه من الصعب أنْ يتمخّض عن لقاء الرئيس عباس بوش تحرّك دراماتيكي بالسرعة التي يتصوّرها البعض، ففي خضم الاجتماعات المكثفة لا يمكن بحث تفاصيل خططٍ ورؤى تفتقر إليها الساحة الفلسطينية لوقف العدوان الصهيونيّ المتواصل وحالة الموت السريري الذي دخلته ما تسمى "عملية السلام" بين الفلسطينيين والصهاينة وتفاصيل حكومة وحدة وطنية ما زالت قيد البحث. وشكّك المصدر بقدرة المجموعة العربية اختراق الموقفين الصهيونيّ والأمريكي وخاصّةً بدفع الأممالمتحدة للعب دورٍ جوهريّ في المرحلة القادمة بين الفلسطينيين والصهاينة. وذكر نائب السفير الفلسطينيّ في واشتطن نبيل أبو زنيد أنّ عباس سيلتقي الرئيس الأمريكي بوش لبحث موضوع حكومة الوحدة الوطنية. وقال أبو زنيد إنّ اتصالاتٍ أمريكية فلسطينية جرت خلال الساعات الماضية لعقد هذا اللقاء وتحضير أجندةٍ للمواضيع والقضايا التي سيطرحها عباس وبوش. وتتزامن هذه الزيارة مع وجود وزيرة الخارجية الصهيونية تسيبي ليفني في نيويورك واجتماعها مع نظرائها من مصر والأردن وقطر لمناقشة مسألة دفع مسار التفاوض الصهيونيّ الفلسطيني، على حدّ تصريح الناطقة بلسان الخارجية الصهيونية في القدسالغربيةالمحتلة. هذا وكشفت مصادر صهيونية أنّ الولاياتالمتحدة ستعمل على منع التصويت في مجلس الأمن في الموضوع الفلسطيني، هكذا اتفق أمس بين وزيرة الخارجية تسيبي لفني ووزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس عشية انعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة، والتي يوجد على طاولتها جملةٌ من مشاريع القرارات التي تستهدف إحالة المسألة الفلسطينية إلى عناية مجلس الأمن. ومع ذلك فإنّ الأمريكيين لم يتعهّدوا بأنْ يستخدموا حقّ النقض "الفيتو" إذا ما عُرِض مشروع قرارٍ ذو طابعٍ تصريحيّ وعموميّ فقط لمصادقة المجلس. وحسب المصادر الصهيونية، فإنّ "الولاياتالمتحدة لم تتخذْ موقفاً في موضوع المبادرة العربية". ويأتي ذلك في الوقت الذي يجتمع فيه وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي لبحث السبل الكفيلة بإحياء ما يُسمّى "عملية السلام" في الشرق الأوسط والدور الأوروبيّ في هذه العملية، إضافةً إلى آخر التطوّرات حول الأزمة الإيرانية، في بروكسل يوم الجمعة (15/9). وقد أعلن الأوروبيّون خلال الاجتماع عن تأييدهم لتشكيل حكومة وحدة وطنية في السلطة على أنْ يكون هناك التزام من قبل الحكومة على شروط الأمريكان والصهاينة بالاعتراف بالكيان الصهيوني!. كما صادقوا على الاستمرار في برنامج المساعدات (الملتفّ على الحكومة الفلسطينيّة المنتخبة) الذي تقدّمه دول أوروبا للشعب الفلسطينيّ.