حملت الحكومة العراقية قائد القوات وقائد الشرطة في مدينة البصرة اليوم الاربعاء مسئولية الحملة الفاشلة التي شنتها القوات على الميليشيات في المدينة وانتقدها قادة اميركيون وصفوها بانها سيئة التخطيط وفجرت أعنف معارك شهدتها البلاد منذ أشهر. والفريق موحان الفريجي ولواء الشرطة عبد الجليل خلف من كبار القادة العراقيين وكانا محل تقدير من القادة الاميركيين والبريطانيين. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية اللواء محمد العسكري إن مهمة الفريجي في البصرة انتهت وعين قائد آخر بدله.
كما صرح اللواء عبد الكريم خلف المتحدث باسم وزارة الداخلية ولا تربطه علاقة قرابة بقائد شرطة البصرة بأن الاثنين أعيدا الى موقعين هامين في بغداد لمكافأتهما على "مهمتهما الناجحة ضد المجرمين في البصرة".
وقال الميجر جنرال كيفن بيرجنر المتحدث باسم الجيش الاميركي انه اطلع على تقارير تحدثت عن استبدال القائدين وأحجم عن التعليق قائلا "تغيير القيادات هو أمر أحيله الى الحكومة العراقية لتوضيحه أكثر". وكان الفريجي وخلف قد نقلا الى البصرة العام الماضي ولقيا ثناء من جانب القادة الاميركيين والبريطانيين لتصديهما للميليشيات ولمحاولات اختراق قوات الجيش والشرطة. ونجا الاثنان من محاولات عدة لاغتيالهما. لكن مصيرهما أصبح محتوما بعد ان فشلت حملة مارس في اقتلاع الميليشيات الموالية للزعيم الشيعي مقتدى الصدر من الشوارع وفجرت قتالا امتد الى باقي انحاء الجنوب والى العاصمة العراقية.
وفي الاسبوع الماضي فصلت الحكومة العراقية 1300 جندي وشرطي لعدم مشاركتهم في القتال خلال الحملة. وأبلغ ديفيد بتريوس قائد القوات الاميركية في العراق الكونغرس ان التخطيط للحملة "لم يكن مرضيا" وانه كان يفضل عملية تدريجية أكثر. وبعد تصاعد العنف في العراق ونتائج الحملة غير المؤكدة عادت قضية العراق الى صدارة حملة انتخابات الرئاسة الاميركية في الوقت الذي تستعد فيه واشنطن الى سحب 20 الف جندي من العراق خلال الاربعة أشهر القادمة.
المالكى هو المسؤل عن الفشل وقد أشرف نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي بنفسه على هذه الحملة وقال قادة اميركيون انهم علموا بها قبل ايام معدودة. وذكرت تقارير صحفية بريطانية ان الفريجي كان من بين الذين طالبوا بحملة تدريجية مثل التي يفضلها بتريوس. ورغم فشل الحملة الاولية وصف قادة اميركيون مجمل الحملة في البصرة بأنها ناجحة خاصة وان القوات العراقية أخذت المبادرة وأرسلت على وجه السرعة 6600 جندي اضافي الى المنطقة.
النفط فى خلفية الصورة.. والبصرة هي ثاني أكبر مدينة في العراق ومصدر 80 في المئة من عائدات النفط العراقي. وبعد قتال شرس ساد هدوء نسبي المدينة منذ أن دعا الصدر مقاتليه للابتعاد عن الشوارع بنهاية مارس. ولكن القوات الحكومية العراقية واصلت بدعم من المستشارين والقوة الجوية الأميركية والبريطانية شن غارات.
قصف أميركي يقتل المدنيين!! يأتي هذا التطور فيما قتل أربعة أشخاص على الأقل وأصيب شخص واحد في قصف جوي أميركي على مدينة البصرة جنوبي العراق فجر اليوم، وفق ما أعلنه متحدث باسم القوات البريطانية، فيما ذكرت مصادر الشرطة العراقية أن الغارة قتلت ستة أشخاص وجرحت ثلاثة آخرين. وبينما قال المتحدث البريطاني توم هولوواي إن القصف استهدف مسلحين كانوا يهمون باستهداف دورية للجيش العراقي، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن شهود قولهم إن القصف استهدف منازل سكنية وأوقع أربعة قتلى مدنيين إضافة إلى ثلاثة جرحى وفق حصيلة أولية. وأشار الشهود إلى أن القصف دمر عدة منازل في حي الحيانية الذي يشهد منذ الليلة الماضية اشتباكات بين القوات العراقية ومسلحين يعتقد أنهم ينتمون لمليشيا جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر.
اشتباكات وهجمات
وفي بغداد قتل شخصان وأصيب 18 آخرون في اشتباكات وقعت بين قوات عراقية بدعم أميركي ومليشيا جيش المهدي في مدينة الصدر مساء أمس وفق ما ذكرت مصادر أمنية اليوم، وبين الجرحى ثلاثة أطفال وثلاث نساء. وفي التطورات الميدانية الأخرى عثرت الشرطة العراقية على ثلاث جثث في مناطق مختلفة من بغداد. وفي بلد شمال بغداد قتلت الشرطة العراقية سبعة يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة واعتقلت ثلاثة مشتبه بهم، وفق ما أعلن الجيش الأميركي. كما انفجرت عبوة ناسفة على جانب الطريق في مدينة كركوك ما تسبب بإصابة اثنين من حراس منشأة حكومية، وفق مصادر أمنية. من ناحية أخرى أطلقت القوات الأميركية مدير مستشفى للأمراض النفسية والعقلية في بغداد بعد احتجازه لمدة شهرين للاشتباه في تزويده تنظيم القاعدة بمرضى لاستخدامهم في تفجيرات انتحارية.
وقال رئيس المديرية الصحية للنصف الشرقي من بغداد علي بستان إن القوات الأميركية أفرجت عن ساهي المالكي القائم بعمل مدير مستشفى الرشاد للأمراض النفسية والعقلية بعد تعهده بالحضور في أي وقت يحتاجون إليه.
قتيلين للمارينز على صعيد آخر أعلن جيش الاحتلال الأميركي اليوم مقتل اثنين من مشاة البحرية (المارينز) في محافظة الأنبار غربي العراق. وأوضح البيان أن الجنديين سقطا الاثنين الماضي في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهما.