خطأ لغوى فادح لا يقع فيه تلميذ مبتدئ فى قصيدة قديمة لحجازي الفائز بوسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى !!! لا شك أن أحمد عبد المعطى حجازى من الشعراء الذين لهم لونهم ومذاقهم الشعرى الخاص, وهو واحد من الذين تمردوا على القصيدة العربية العمودية باسم التجديد, فكان من رواد شعر التفعيلة، لكنه كان مقلا فى كتابة القصيدة العمودية، وشعره العمودى متوسط القيمة إذا قورن بشعره التفعيلى، وعلى الرغم من اعترافنا بتميز حجازى فى قصيدة التفعيلة فإنه ظل مدة كبيرة تقترب من عشرين عاما متوقفا عن كتابة الشعر، ثم عاد بعد ذلك بديوان طلل الوقت، وفيه كثير من القصائد الخطابية والزاعقة، وقد هاجمه كثير من النقاد واعتبروه تكرارا لتجارب سابقة لحجازى، وأنه لا يحمل أى شىء جديد. وقد حدثت أزمة منذ سنوات عندما هاجم الشاعر الفلسطينى سميح القاسم الشعر المصرى والشعراء المصريين، ولم ينج أحمد عبد المعطى حجازى من هجومه أيضا! كل ذلك يجعلنا نتساءل عن مبررات فوز أحمد عبد المعطى حجازى بهذه الجائزة الكبيرة وبجوائز أخرى، وكلها تدفع من جيب المصرى الكادح الذى لا يجد قوته، وهى نوع من السرقة المقنعة واللصوصية المستترة، فهل يكافئ النظام حجازى على مواقفه المتشددة والمتطرفة من الشريعة الإسلامية؟ إن تاريخ حجازى منذ بدء تجربته الشعرية ملىء بالهجوم على المقدسات الإسلامية بل وعلى الذات الإلهية منذ عهد عبد الناصر وحتى الآن، وهذه قصيدة "بكائية الأبد" المنشورة فى مجلة الرسالة الجديدة عام 1955 والتى أشار إليها الأستاذ وائل السمرى فى إحدى دراساته، والقصيدة تؤكد ما نقوله من هذا التجاوز ضد المقدسات وبها عبارات نتركها للقارئ، أما من الناحية الفنية فهى قصيدة ضعيفة هشة مترهلة ومباشرة وبها خطأ لغوى لا يقع فيها شاعر مبتدئ، حيث استخدم الشاعر فعل الأمر أعطنى فى قوله "يا رب أعطنى" بطريقة خاطئة حيث جعله فعلا ثلاثيا فحذف همزة اعط والصواب أن توضع ويكون الفعل أعطنى بوضع الهمزة، وهو ما سيؤدى إلى كسر البيت عروضيا، فالبيت من بحر الرمل وتفعيلته فاعلاتن، ولو جاءتنا قصيدة حجازى هذه إلى جريدة الشعب ما نشرناها، فما مبررات فوز حجازى بالجائزة؟ بكاء الأبد أحمد عبد المعطى حجازى عندما أبدعنى الغور السحيق من فنون الليل والصمت العميق طوحت بى كفه فوق طريق ضائع النجمة مجهول الرفيق لست أدرى وأنا صمت وليل كيف أشدو؟ كيف أعطيه الشروق * * * عندما قلت اعطنى يا رب حبا يصطفى فى هيكل الأحلام نصبا ويوشى لى بزهر الفن ثوبا يسوى لى بنور الحسن دربا لم تجب بالأمس قلبا صارخا فخسرت اليوم يا رباه قلبا * * * يوم بللت تراب المعبد بدموعى فى الشعاع المجهد مرسلا صوتى وراء الأبد أنا لم أقتل ولم تسرق يدى قبل خلقى فلماذا عذبتنى يد ربى فى الطريق الأسود؟ * * * عندما هرولت فى تيه القرون راكضا فوق الضحايا التائهين قلت: يا رب أعطنى نور اليقين قبل أن يجرفنى ليل الظنون سكت الله فأورت لهبى قهقهات فى طبول الثائرين * * * عندما قلت له: هبنى الضلال واسقنى الكفر وآثام الليال وارمنى فى الأرض أشلاء جمال تنزوى فيها ثعابين الزوال أبصرت عيناى كهفا صاخبا ملحد الرقصة مخمور الظلال ابك من أجلى يا رباه وابك ابك من أجلى ولو ساءك شكى ابك أزهارى أيا مبدع شوكى ابك طيرا ذدته عن كل أيك لو جرت آثامنا فى الأرض نهرا ما ثأرنا منك يا رباه فابك نشرت بمجلة الرسالة الجديدة مارس 1955