في المؤتمر الصحفي الذي عقد يوم أمس(30 آذار 2008) وتميزبقفشات خفيفة الدم أطلقها كل من السيدان موسى والمعلم , في هذا المؤتمر أعلنا وزير الخارجية السوري والأمين العام لجامعة الدول العربية نجاح القمة وأجابا على اسئلة الصحفيين في جو ساده الإنسجام والمرح. لبنان قاطع قمة دمشق وعواصم المعتدلين العرب خفضت مستوى تمثيلها فيه الى الحد الأدنى وبعض هذه العواصم تمثلت بوزير خارجيتها في اجتماع الجامعة العربية الذي سبق المؤتمر لتفاجيء المؤتمرين في القمة بمندوب صغير مهمته الأولى هي رفع العتب ولا أظن ان العتب قد رفع وما في القلوب بقي فيها ولم يغادرها وربما تنبؤنا الأسابيع القادمة بالمستور فتظهر لنا ما حاول الجميع إخفاءه لأن الإختلاف الخطير في المواقف جليا كالشمس وأكبر من أن يغطى بغربال.
القى الرئيس السوري الدكتوربشارالاسد خطابا افتتاحيا جامعا ابتعد فيه عن الإساءة للدول العربية صاحبة المواقف السلبية من قمة دمشق ومن سوريا بشكل عام وترك الباب مفتوحا من أجل لم الشمل العربي من جديد ونحن نقول ان العرب سوف لا يلتمّون طالما ابقوا آذانهم مصغية للطلبات الأميركية كي لا نقول الأوامر وما دام هؤلاء المعتدلين يقابلون الأخطار المحيطة بالعرب والمسلمين بعيون مغمّضة وبقلوب باردة لا تمسها الحرارة الا حين تقترب الأخطار من كراسيهم .
لا بد للمراقب من أن يلمس العلاقة الوثيقة بين المحاولات الأميركية المستميتة التي مارستها من أجل تخريب قمة دمشق وما رافق هذه المحاولات من ضغط شديد على من أسمتهم أميركا بالمعتدلين العرب وبين النية الأميركية المبيتة لتوجيه ضربة عسكرية لمحور الممانعة العربي الإسلامي المتمثل في ايران وسوريا و المقاومات العربية والإسلامية في فلسطين ولبنان وفي العراق وأفغانستان. يبدو ان اميركا ساقت عربها أمامها إما بالرضا وأما بالعصى بعد أن كشرت عن أنيابها استعدادا للضربة القريبة فمن المعلوم ان الوحوش تكشرعن انيابها قبل تنفيذ هجومها الغادرعلى ضحيتها كي ترهبها ولتتهيأ للإنقضاض وإبراز الأنياب لا يضيرهذه الوحوش وافتضاح نيتها في تنفيذ هجومها الوشيك لا يقلقها لأن قرار الوثوب على الضحية اتخذ وبات أمرا لا رجوع عنه .
تزورنا في هذه الأيام كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية وزارنا قبلها بوقت قصير ديك تشيني نائب رئيس بلادها وقبله رئيس بلادها نفسه الذي سوف يكررالزيارة بعد شهرمن الآن تقريبا , جميعهم يعشقون بلادنا..! ويدّعون حرصهم على ايجاد حل لقضيتنا المركزية في فلسطين..! ثم يضعون الالغام في جميع الدروب التي قد توصل لذلك الحل يريد هؤلاء الأفّاكون تليين ادمغتنا من أجل تهيئة الأجواء في المنطقة للضربة الكبرى التي يستعدون ليل نهار لتوجيهها لجبهات الصمود العربية والإسلامية التي أتينا على ذكرها, أي من أجل الإبقاء على امتنا تحت عبائتهم ومن أجل تأمين الهيمنة المطلقة للكيان الصهيوني الغاصب على البلاد والعباد لكن ثقتنا كبيرة في أحرار الأمة المقاومون والصامدون والممانعون المتسلحون بالايمان والمتوكلون على الله الذين يعدّون المفاجئات لهم والذين سوف يقلبون جميع حسابات العدو ويردوه خائبا بعون الله .