ذكرت صحيفة "ديلي تلجراف" البريطانية أن مصداقية باكستان كحليف رئيس في الحرب على "الإرهاب" أصبحت موضع شك عندما ظهر أن حكومة الرئيس برويز مشرف أذنت بإطلاق سراح الآلاف من مقاتلي طالبان الذين اعتقلوا لدى قتالهم قوات "التحالف" في أفغانستان. وأضافت الصحيفة أنه بعد خمس سنوات من إزالة حكم طالبان، أصيب مسئولو الولاياتالمتحدة بالصدمة لاكتشاف أن آلاف المقاتلين الأجانب احتجزوا من جانب باكستان بعد فرارهم من أرض المعركة في أفغانستان، أطلق سراحهم بهدوء وسمح لهم بالعودة لبلادهم. وقال محامون باكستانيون يمثلون المسلحين أنهم أطلقوا سراح 2500 أجنبي، اعتقلوا في الأساس للاشتباه بصلتهم بالقاعدة أو طالبان خلال السنوات الأربع الماضية. وذكرت الصحيفة أن الإفراج الواسع عن السجناء أثار توبيخًا قاسيًا لنظام مشرف من الحكومة الأمريكية. ونقلت "تلجراف" عن دبلوماسي أمريكي في إسلام أباد قوله "لقد حذرنا باكستان مرارًا بشأن اعتقال ثم إطلاق سراح المشتبه بهم"، مضيفًا "إننا نراقب ردهم بقلق بالغ". وقالت الصحيفة إنها تعقبت وأجرت مقابلات مع العديد من السجناء السابقين الذين كانوا من بين مجموعة تضم ثمانية سجناء أجانب أطلق سراحهم الشهر الماضي. وضربت مثالاًَ ب "برهان أحمد" [32 عامًا] البنجالي، الحاصل على شهادة أمريكية في الهندسة، والذي اعترف بمساعدة طالبان ضد قوات الاحتلال التي تقودها أمريكا منذ خمس سنوات، على حد زعم الصحيفة. وكانت السلطات الباكستانية قد اعتقلت برهان على الحدود في 2003، وأطلقت سراحه الشهر الماضي بعد أن قضى ثلاث سنوات في السجن بدون محاكمة. وقال محامي برهان "فيدا جول" إن موكله "لا يمثل أية مشكلة. سيذهب إلى بنجلاديش. إنه ليس بمجرم وبرأته قوات الأمن. اعتقاله كان غير قانوني". كما أجرت الصحيفة مقابلة مع سجين جزائري سابق [37 عامًا]، والذي جاء لقتال الحكومة الأفغانية المدعومة من روسيا في بداية التسعينات. واعتقل الجزائري، الذي تزوج بامرأة باكستانية العام الماضي. وأشار الجزائري إلى أنه سيعود للجزائر للاستفادة من العفو الذي عرضته الحكومة. وردًا على سؤال ما إذا كان المفرج عنهم سيعودون للجهاد، قال هزرات أمان، الموظف في مؤسسة "خدمات" الباكستانية الخيرية الإسلامية، التي تساعد بعض هؤلاء السجناء السابقين، إن بعضهم قضى عامين أو ثلاثة في السجن. بعضهم سيعيش سلميًّا وآخرون سينضمون للجهاد مرة أخرى".