أكدت مصادر مطلعة أن اللجنة الاستخباراتية المكلفة بمتابعة الوضع في العراق، وتقديم تقييم دوري لتطور الحالة الأمنية والسياسية، قدمت تقريرها الجديد إلى الكونغرس الثلاثاء لتضع المعنيين في أجواء التطورات العراقية بعد آخر تقرير قدمته في أغسطس الماضي. وتشير المعلومات الواردة في هذا الإطار إلى أن تفاصيل التقرير لن تكشف هذه المرة، بخلاف التقرير الأخير وذلك كي لا تفقد واشنطن أوراقها أمام القوى الأخرى، في وقت ذكر فيه الجيش الأمريكي في العراق أن ثمانية من عناصر الصحوة قتلوا خلال محاولتهم تدمير عبوة اكتشفوها مزروعة على أحد جانبي الطريق. وبالعودة إلى تقرير هيئة الاستخبارات القومية الأمريكية NIE حول الوضع في العراق، ذكر مصدر في الكونغرس رفض الكشف عن اسمه أن المجلس تسلّم بالفعل التقرير الجديد الثلاثاء. وكان مدير الهيئة، مايك ماكونيل، قد أشار الشهر الماضي إلى أن مضمون التقرير قد يبقى سرياً، مشيراً بذلك إلى رغبته بالعودة إلى التقليد القديم القاضي بإبقاء تقارير الهيئة طي الكتمان. وقال ماكونيل، في خطاب ألقاه آنذاك في بلتيمور إن كشف أجزاء من التقرير ستجعل المهمة أصعب أمام الهيئة التي يرأسها، شارحاً موقفه بالقول: على أقل تقدير، سأكون قد كشفت لقوة أجنبية حجم المعلومات التي أمتلكها عنها. وأضاف: إذا ما عرفت (القوى الأجنبية) تلك المعلومات فستسعى لإخفاء المزيد من الأمور أو ستبدل أسلوب عملها على أقل تقدير. يذكر أن توزيع التقرير جاء قبل أسبوع من الشهادة المقررة لقائد القوات الأمريكية في العراق، الجنرال ديفيد بتريوس، والسفير الأمريكي في بغداد، ريان كروكر، أمام الكونغرس. وتمثل هيئة الاستخبارات القومية الأمريكية المظلة الأكبر لعمل وكالات الاستخبارات في الولاياتالمتحدة، ويدخل ضمن مهامها التدقيق في الأوضاع الراهنة وتقدير المسار المستقبلي للأحداث. وقد سبق للهيئة أن أشارت في تقريرها الأخير في أغسطس الماضي إلى وجود بعض التحسن في العراق، وإن كان ذلك لم يشمل كل المستويات على حد سواء، وتوقع التقرير أن تصبح الحكومة أكثر هشاشة خلال العام الذي سيلي صدوره، مع بقاء العنف المذهبي والعمليات المسلحة عند مستويات مرتفعة. وعلى الصعيد الأمني العراقي، قال الجيش الأمريكي إن ثمانية من عناصر الصحوة قتلوا الثلاثاء خلال محاولتهم تفكيك عبوة زرعت على جانبي أحد الطرق في محافظة نينوى.