والدة «جهاد موافى»: فؤجئت بصمود ابنتى بعد الحكم.. وبرنامجها فى السجن صلاة وذكر ودراسة والد «سمية بشر»: ميليشيات الانقلاب عاملت المعتقلات كأسرى حرب.. والحكم عار على القضاء «جهاد موافى»هى طالبة بالفرقة الأول بكلية الآداب قسم علم نفس جامعة الإسكندرية، وهى إحدى حرائر الإسكندرية اللائى اعتقلن يوم الخميس 31 من أكتوبر الماضى، فكانت مع صديقتها «سمية بشر» التى اعتقلت معها، فى مسيرة لحركة (7 الصبح) الشهيرة بالإسكندرية والمناهضة للانقلابالعسكرى الغاشم. «الشعب» التقت أسرة الحرة «جهاد» وتحدثت إليهم، حيث قالت والدتها:«إن جهاد من الفتيات الملتزمات، فقد ارتدت الحجاب منذ صغرها دون أن يجبرها أحد منا عليه، كانت متدينة بطبيعتها، محبة للدين والوطن». كما ذكرت والدتها أنها كانت تشجعها على الجراءة والإقدام فى اتخاذ القرار، ولذلك منذ دخولها المرحلة الجامعية، وهى تنطلق فى أعمال الخير، والمشاركة فى الفاعليات المناهضة للانقلاب، أملة من الله عز وجل نصرة دين الحق ورفعة هذا الوطن، وأضافت والدتها أن «جهاد» دائما ما كانت تسعى إلى رضاها، وأنها بالنسبة إلى أمها صديقتها المقربة. أما عن والد «جهاد» فقد وصفها وعيناه تترقرق بالدموع مع نظرات من الصمود والإيمان قائلا:«لم أجد فى تربيتى ل«جهاد» أيةمشقة؛ فكانت ملتزمة ومتدينة بالفطرة من حجابها الشرعى ومعاملتها الطيبة مع الأقارب والجيران، وهدوءها الزائد جعلها غامضة لبعض الناس». كما أضاف أن ابنته «جهاد» كانت ملتزمة بحفظ كتاب الله والقراءة فى السيرة والفقه. و«جهاد» تم اعتقالها بالطريقة نفسها غير الآدمية التى اعتقلت بها حرائر الإسكندرية، وكان معها أخوها «محمد موافى»الذى حضر معها المسيرة ولكن لم تلحق به قوات الأمن،فجرى هو وزملاؤه دون أن يعرف ولم يتمكن من الوصول إلى شقيقته «جهاد». أما عن حال «جهاد» فى أثناء المحاكمة -كما ذكرت والدتها- كان حالها كباقى الفتيات يغلب عليهن الصمود والقوة والعزم والثقة بأن هذا الظلم إلى زوال، وهو أيضا حالهن بعد إصدار الحكم. وفى زيارة الأهالى إلى بناتهن بعد الحكم ذكرت والدة «جهاد موافى» أنهم توقعوا من الفتيات بكاء وانهيارا عند مقابلة أهلهن ولكنهن خيبن ظنونهم؛فقد قابلوهن بابتسامات مشرقة متفائلة بالخير والنصر القريب، وأنهن مستعدات لقضاء فترة العقوبة كاملة فى ظل من العبادات والخلوة مع الله، حيث ذكرت «جهاد» لوالدتها برنامجهن فى الزنزانة من صلاة فى جماعة وقيام بالليل وذكر وصيام ودراسة سيرة وفقه، وأوصت والدتها بأن تجلب لها بعض كتب السيرة والفقه والكتب الدراسية لإكمال مذاكرة منهجها. واختتمت الأم حوارها برسالة إلى ابنتها قائلة:«انتى قدها وقدود يا جهاد وأنا فخورة بيكى ولى الشرف أن تكون ابنتى فى هذا الموقف الشريف وأراها فى هذا الكم من الصمود والقوة والإصرار». واكتفت الأم بعبارة واحدة توجهها إلى القضاء المصرى ألا وهى:«حسبنا الله ونعم الوكيل». الحرة «سمية بشر» فى أسرةمصرية إسكندرانية بسيطة تتكون من 7 أفراد؛ أب متدين وأمتقية وخمسة أبناء مجتهدين متفوقين، نشأت الفتاة الحرة «سمية بشر»، إحدى حرائر الإسكندرية اللاتى اعتقلن فى أثناء مشاركتهن فى مسيرة مناهضة للانقلاب أشعلتها حركة (7 الصبح)، والتى أعقبت حادثة تعدى عدد من البلطجية فى حماية قوات أمن الانقلاب على مدرسة (المدينةالمنورة) بالتخريب والتكسير وسرقة محتوياتها وأجهزة الحاسبات منها، فخرجوا معبرين عن تذمرهم من هذه الفعلة، فجروا إلى سجون الانقلابيين، وهى طالبة بالفرقة الأولى كلية الآداب قسم علم نفس جامعة الإسكندرية. وفى حوار مع والد «سمية بشر» حدثنا عن علاقته بابنته القوية التى دائما ما تتحدث معه عن العمل الدعوى والسياسى، واصفا أخلاق «سمية» بالسمو والأدب والذوق الرفيع، مضيفا أنها ذات شخصية قوية صانعة قرار، رافضة للظلم، محبة لحياة الأحرار، متدينة بطبعها. فيما أضافت والدتها أن «سمية» كانت بعونها دائما وكانت من خير البنات وأحسنهن، فكانت تحافظ على حجابها الشرعى وتُلقن الفتيات الصغيرات دروسا دينية بالمسجد، وكانت دائما ما توصى والدتها بأن تدعوا لها لتنال الشهادة، فكانت محبة للشهادة ساعية لمنالها، كما أضاف أخوها الأصغر «مصعب» أن معاملتها معه تتسم بالحنان والعطف والأخوة الصادقة، فكانت تساعده فى مذاكرة دروسه وتحنو عليه وتحثه على ضرورة المشاركة فى المظاهرات المناهضة للانقلاب. كما قص لنا الوالد «بشر السيد» قصة اعتقالها قائلا:إنها كانت ذاهبة إلى الكلية يوم الخميس الموافق 31/10/2013 حين وجدت مسيرة مناهضة للانقلاب نظمتها حركة (7 الصبح) فانضمت إليها هى وصديقتها «جهاد موافى»-والتى اعتقلت معها أيضا-وبعدها بدأت قوات الأمن بالهجوم على المسيرة يقصدون من ذلك اعتقال الفتيات -على وجه التحديد- بالرغم من احتواء المسيرة على عدد كبير من الشباب،فأرادوا من اعتقال الفتيات بشكل عشوائى توصيل رسالة إلى الشعب المصرى بأن ليس هناك خط أحمر للانقلاب العسكرى ولا حتى الفتيات المصريات، موضحا كيف تم اعتقالهن بطريقة غير آدمية حيث اختبأ عدد من الفتيات بعمارة -كان بوابها قد سمح لهن بالإختباء فيها- ولكن لمحه ضابط الداخلية- فهدده بكسر البابإن لم يفتح فاستسلم بواب العمارة وفتح له، وإذ بظابط الداخلية يهدد الفتيات بقوة السلاح والألفاظ المهينة ويخضعهن له، جالسات أمامه كأسرى حرب، ثم يأخذهن على عربة الأمن إلى مديرية أمن الإسكندرية. وعندما علم الوالد بذلك الخبر ذهب إليها بمديرية أمن الإسكندرية أملا فى إخراجها، ولكن جاء بعد فوات الآوان حيث تم ترحيلها هى ومن معها من فتيات إلى سجن دمنهور، وذلك يوم السبت الموافق 2/11/2013، وهناك وهو ينتظر ابنته حتى يعطيها القليل من الطعام ليسد جوعها،بعد غيابها عنه لمدة يومين تقريبا دون طعام أو شراب، فإذ ببعض رجال الأمن يعتدون عليه بالسباب والضرب المهين، حيث تم تحويله إلى النيابة وتلفيق عدد من التهم إليه منها (تهريب مسجونات - التعدى على أفراد الشرطة - قطع الطريق)، مؤكدا أنه لم يفعل شيئا سوى انتظاره ابنته حتى يراها ويطمئن عليها، وتم الإفراج عنه فجر يوم الأحد بضمان محل إقامته. ذاكرا أنه من مصابى مذبحة فض رابعة وأن له ابنين أكبر سنا من «سمية»؛ أحدهما أصيب إصابة بالغة فى فض رابعة ومازال يتشافى منها حتى الآن، والآخر أصيب بطلق حى فى الذراع فى حادثة المنصة. أما عن لحظات المحاكمة، سواء قبل إصدار الحكم أو بعده، أكد والدها أن «سمية» كانت ذات ابتسامة عريضة هى وباقى الفتيات، وأن هذه الابتسامات زادت آباء وأمهات الحرائر ثباتا وعزما وثقة فى النصر القريب، كما ذكرت والدتها لحظة رؤيتها ابنتها الوحيدة وهى فى قفص الاتهام، دمعت عيناها فإذا بسمية تبتسم لها وتجبرها على مسح دموعها بابتسامات ينغمس فيها الأمل والقوة والثبات. أما عن موقف والدها من إصدار الحكم، فكان ثابتا بثبات ابنته مؤكدا أنهم تعودوا على هذا، فهم أصحاب دعوة ومبادئ ومن سننن هذه الدعوة العقبات التى يجب تحملها والصمود أمامها، مضيفا أنهميطالبون بالحق ويعملون لينالوا الحرية والكرامة ولرفع راية الإسلام عالية، ولذا لابد أن يصيبهم الأذى. كما ذكر أنه عند سماعه الحكم تذكرقصة فرعون والسحرة حينما قالوا له «اقض ما أنت قاض» مؤكدا أن هذا هو حالهم تلك اللحظة. ومن ناحية صدور الحكم، قال والد سمية إنه كان متوقعا صدور حكم ولكن ليس بكل هذه السنوات، واصفا إياه بالحكم الظالم، كما أشارإلى أن هذا الحكم ليس موجهاإلى الفتيات فحسب، ولكنه إلى الشعب المصرى أجمع حتى يهيب كل من يحاول أو يفكر فى الهتاف ضد العسكر، ولكن ظنون القضاء المسيس لم تكن فى محلها؛فقد حدث عكس المتوقع، فبعد إصدار الحكم خرج عدد من الفتيات بكثافة أكبر من ذى قبل فى كل مياديين مصر منددات بالقضاء المصرى. رسالة من والد سمية إلى ابنته: «ليست رسالة إلى سمية كونها ابنتى،ولكن كونها حرة من حرائر الإسكندرية اللاتى يخططن التاريخ من جديد بحروف من ذهب، وأقول لهاإن الله اصطفاك حتى يجعلكأكثر صبرا وثباتا ولكى يكون لديكوقت لحفظ كتاب الله، وإن شاء الله ستخرجينمن السجن وأنت بطلة، ويدخلون هم السجون كمجرمين». رسالة إلى القضاء: «من العار على قاض فاسد أن يحكم حكما جائرا ليس له أى معنى إنسانى لفتيات كل ما فعلنه أنهن هتفن ضد العسكر» رسالة إلى عبد الفتاح السيسى ومحمد إبراهيم: «إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين»، وهناوصف السيسى ومحمد إبراهيم بفرعون وهامان وجنودهما هم (القضاء الفاسد- الإعلام الفاسد- وبعض قوات الجيش)، مؤكدا لهم أنه «لن يتم الله عليهم هذا الأمر، وسينتصر الحق وستدخلون فى مزبلة التاريخ». ورسالة إلى الثوار الأحرار: أكد فى هذا النحو أن هذا الانقلاب خير، حيث أظهر الثائر الحق، وفرق بين الحق والباطل، وأظهر كل من كان لهم مصالح شخصية؛ معتبرا أن الثوار الحقيقيين هم ثوار رابعة والنهضة الذين ضحوا بدمائهم وأولادهم وأموالهمفى سبيل رفعة هذا الوطن ورفع راية الإسلام عالية. كما عبرعن استبشاره بالخير الكثير لمصر، مؤكدا أن ما يحدث الآن هو بداية النجاح والتقدم ويجب علينا الصبر والتحمل والمقاومة، مؤكدا أن النهضة ستتم على أيدى الإسلاميين، مشيرا إلى أن د.«محمد مرسى»لو كان فاشلا ما انقلبوا عليه، وأن ما يتم الآن من مظاهرات مستمرة ضد العسكر دليل على قوة الشعب المصرى الذى سيسترد شرعيته وسيمكن له ولدينه فى الأرض.