سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بنات «الإخوان» وراء القضبان: حكاية ورا كل باب «رضوى» كان نفسها تبقى «مهندسة نووية».. وحلم «علا» حل أزمة «سكن الشباب».. و«آية» دشنت موقعاً إخبارياً وأول خبر كان القبض عليها
21 حلماً بعددهن، حملتها «فتيات الإسكندرية» معهن وهن فى طريقهن من باب محكمة الإسكندرية إلى سجن دمنهور ودار الرعاية، أغلبهن حرصن على الظهور مبتسمات، بعد أن صور الإخوان لهن سجنهن على أنه ضريبة النضال والولاء للجماعة، فى حين لا يزال 4 من قيادات الإخوان الذين حرضوهن على التظاهر ينعمون بالحرية بعد هروبهم من أيدى الشرطة.. «الوطن» رصدت أحلام البنات، وآخر كلماتهن قبل ترحيلهن إلى سجن دمنهور. «رضوى».. جماعة تجهض «الحلم النووى» تنحدر رضوى حسام شلبى، 22 سنة، خريجة قسم هندسة نووية، بكلية هندسة جامعة الإسكندرية، عام 2013 والتى شاركت فى تصميم أول نموذج مفاعل نووى داخل القسم كمشروع تخرج لها مع زملائها، من عائلة ينتمى 90% منهم إلى تنظيم الإخوان، وكانت باكورة مشاركتها فى فعاليات الجماعة مع والدتها، سلوى محمد المناوى، المحكوم عليها فى القضية نفسها، والتى تقضى عقوبة السجن معها بنفس الزنزانة، فى مسيرات الجماعة الداعمة للمعزول محمد مرسى. لم تستطع «رضوى» الالتحاق بالعمل بسبب مشاركتها فى الأحداث السياسية منذ بداية ثورة 30 يونيو، وعلق زملاؤها فى الكلية على خبر الحكم الصادر ضدها ب11 عاماً وشهر، بأنها كانت تتمنى أن تصبح أكبر «مهندسة نووية»، وأنها كانت تعشق العلم والعلماء، ودائماً ما كانت تتحدث عن طموحاتها وأحلامها، وكانت ضمن الطلاب المتفوقين بالكلية، معلقين: «هكذا تقتل الحكومات العلم والعلماء». ولم يقل غضب طلاب كلية الهندسة عندما علموا بالقبض عليها مع باقى الطالبات المقيدات، على الرغم من أنها تخرجت فى الكلية، وعلق لها زملاؤها وأساتذة قسم نووى «بنر» كبيراً عليه صورتها أثناء التخرج مع الأساتذة على الأبواب للتضامن معها، والمطالبة بالإفراج عنها، مؤكدين أنه لا يجوز أن توضع أول من شاركت بتصميم مفاعل نووى داخل السجون وبيدها «كلابشات» واتهامها بأنها تثير الشغب والبلطجة. «سارة.. الحلم «فنون جميلة» لم يكن يتخيل أحمد عبدالقادر، والد «سارة» إحدى المحبوسات فى القضية، والذى يعمل أميناً فى المحكمة الحقانية، أن أوراق ابنته سيتداولها زملاؤه، كما يتداول هو أوراق المتهمين والمتهمات فى القضايا المختلفة. سارة عبدالقادر، والتى يبلغ عمرها 19 سنة، والطالبة بالفرقة الأولى، إعدادى ديكور فى كلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية، طالبة متفوقة فى الثانوية العامة، وحصلت على مجموع يؤهلها لدخول إحدى كليات القمة، إلا أنها فضلت الفنون الجميلة والتى يعتبرها الطلاب من كليات الوسط، لتشبع مواهبها، وتصقل إمكانياتها فى الرسم والديكور والفنون. لم تتوقع «سارة» بنت منطقة العصافرة، وأكبر إخوتها الثلاثة، فى أسوأ الفروض أنها سوف تقبع خلف أسوار الزنازين، وأول ما قالته «سارة» تعقيباً على الحكم الصادر ضدها: «أنا كده حطلع يا ماما من السجن عندى 30 سنة». «آية».. «المراسلة» تتحول إلى «ضحية» بحرقة وحزن، يقول والد «آية» طارق مصطفى، القيادى الإخوانى بشرق المحافظة: «أول خبر لها على الموقع الإلكترونى المحلى لم يكن باسمها، بل عنها، ويؤكد إلقاء القبض عليها هى والفتيات بتهمة قطع طريق الكورنيش، وتحولت «آية» من مراسلة للموقع إلى ضحية بعد ما حكم عليها ب11 عاماً». «آية»، 18 عاماً، طالبة بإعدادى كلية صيدلة جامعة الإسكندرية، كانت تعشق الكتابة والقراءة وتعمل بأحد المواقع المحلية الإلكترونية فى محاولة منها للتدريب. سميت «آية» بين صديقاتها «الصحفية» لعشقها للكتابة والمغامرات وأملها فى أن تصبح صحفية كبيرة تنقل الحقيقة وتتبع الحيادية فى كتابتها وتوجد مع البسطاء لنقل معاناتهم للحكومة، وعندما تقدمت لاختبار بالموقع الإلكترونى المحلى، الذى يبث أخبار الإسكندرية فقط، وتم الموافقة على وجودها ونقلها لأخبار كلياتها، قررت أن يكون أول خبر لها مظاهرة حركة «7 الصبح» التى كانت تنتمى لها. «سونيا».. «الأم» تترك طفليها تركت سونيا عبدالرحمن أحمد، الحاصلة على ماجستير الحقوق، طفليها الاثنين وحدهما، لتحبس خلف قضبان الزنازين لمدة 11 سنة، هى صاحبة أكثر المشاهد تأثيراً أثناء جلسة محاكمة الفتيات والتى صدر فيها الحكم عليهن، حيث سمح لها حراس قفص الاتهام داخل قاعة المحكمة بالاقتراب من ابنتها وتقبيل يديها من بين حديد القفص. آخر ما قالته «سونيا» لابنتها قبل الترحيل إلى سكن دمنهور: «خذى بالك من أخوكى ومن نفسك، عايزة أكون مطمنة عليكم وأنا فى ضيقتى، أنا سايباكم أمانة لربنا». «سمية».. الامتحان ولو ب«الكلابشات» ويقول أصدقاء سمية بشر، ذات ال 18 سنة، الطالبة بالفرقة الأولى فى قسم علم النفس بكلية الآداب فى جامعة الإسكندرية، إن ما يزيد من ألم سجنها خلف القضبان، والدها بشر السيد، الذى تم اعتقاله أثناء وجوده بمديرية الأمن أثناء ترحيلها لسجن الأبعدية بدمنهور. ويضيف أصدقاؤها: «سمية» بنت هادئة لا تعرف الغضب أو الاستفزاز، وتتعامل مع كل من حولها بالكثير من الهدوء الشديد لدرجة أن معلميها فى سنوات الدراسة كانوا يتعجبون من عدم انجرافها فى اللعب و«شقاوة» الأطفال من زملائها وزميلاتها فى الروضة والابتدائى. قالت أم «سمية»، إن ابنتها لها طلب واحد فقط، وهو أن تتمكن من أداء امتحانات منتصف التيرم وسط زملائها، فى الكلية، إذ إن هذه أول امتحانات جامعية تمر عليها وكانت دائماً ما تحلم بهذا اليوم، حتى ولو ذهبت إلى اللجنة بالكلابشات. «آلاء».. صاحبة الوجه الملائكى أما آلاء أسامة العراقى، ذات ال22 ربيعاً، المتخرجة فى كلية الفنون الجميلة، جامعة الإسكندرية، قسم جرافيك، فهى من أسرة إخوانية وكانت عضوة باللجنة الثقافية باتحاد الكلية، وأطلق زملاؤها عليها «صاحبة الوجه الملائكى»، وذلك بسبب مساعدتها الدائمة للطلاب والطالبات الجدد حتى بعد ما تخرجت فى الكلية ولكنها توجد من أجل تقديم المساعدة لهم، وابتسامتها التى لا تفارقها. كانت الأم معتادة على أخذ ابنتها معها فى مسجد الرحمن بمنطقة المندرة قبلى للتنشئة وسط بنات الأخوات الأخريات، على أفكار الجماعة. وقال عنها الطلاب بفريق «ورق» التابع لاتحاد الكلية بعد ما تم إلقاء القبض عليها: «عندما تجتمع الأخلاق والأمانة والالتزام والتفانى فى العمل وحب الناس والخير ومساعدة الخير وإعطاء الأمل للآخرين والتضحية من أجل إسعادهم، فأنت تتحدث عن آلاء العراقى». وعلق زملاؤها بالكلية صورها أثناء الحفلات واجتماعات اتحاد الطلاب ونشاطها داخل الكلية، كتضامن معها والمطالبة بالحرية لها وفك أسرها. «علا».. الأم تواصل المسيرة كانت علا علاء الدين إبراهيم، 19 عاماً، الطالبة بالفرقة الأولى بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية، تحلم ذات يوماً بأن تجد مخرجاً لأزمة السكن التى تؤرق الشباب فى مصر، قبل أن يشغلها عن ذلك الانضمام لتنظيم الإخوان وقضاء أوقاتها فى التظاهرات والمسيرات المؤيدة للمعزول محمد مرسى، والتنديد بفض ميدانى رابعة العدوية ونهضة مصر. تقول والدة «علا»: «علشان بناتنا تظاهروا ياخدوا 11 سنة، والله اللى بيحصل ده كتير أوى، وبرضو هانكمل الطريق حتى النهاية، لأن إحنا عندنا أوامر عليا من رب العالمين إننا نكمل ومانيأسش». «مها».. لا تنتمى للإخوان ويقول والد مها محمد، إحدى المسجونات فى القضية، الطالبة فى الفرقة الأولى بكلية العلوم، والموظف فى بنك مصر بدرجة مدير إدارة: «أنا لا أنتمى لجماعة الإخوان المسلمين، وهى لا تنتمى إليهم، لكننا ننتمى لأسرة نوبية وهى لديها أخ وأخت هى أكبرهما ووالدتها ربة منزل تسكن بمنطقة سيدى بشر». «إسراء».. «الغربة» شعار حياة وقالت إسراء جمال شعبان، الطالبة فى إعدادى فنون جميلة، فى رسالة مكتوبة أعطتها لوالدتها أثناء جلسة القضية: «غرباء ولغير الله لا نحنى الجباه، غرباء وارتضيناها شعاراً للحياة، وإن تسأل عنا، فإنا لا نبالى بالطغاة، نحن جند الله دوماً، دربنا درب الأباة، لا نبالى بالقيود، بل سنمضى للخلود، فلنجاهد ونناضل ونقاوم من جديد، غرباء هكذا الأحرار فى دنيا العبيد، مهما عملوا علينا حرب نفسية، مهما خوفونا، قصدى هما معتقدين إنهم هايخوفونا، هما عارفين إننا بنات، والبنات مش بيستحملوا، بس لا مش هاتقدروا تعملوا لينا حاجة، عشان إحنا معانا ربنا، والله معنا. هما كل شوية يبعتولنا ناس تقولنا إننا هانطلع قريب ويدونا أمل كبير، وبعدين نصحى الصبح نلاقى إننا اتجددلنا أو اتأجلت المحاكمة، أو.. أو..، بس إحنا مش هانخليكو تفرحوا فينا، وتشوفونا فى يأس وحزن وكآبة، أبداً إحنا هانوريكم صمودنا وعزتنا، هانوريكم.