الخليجيون هم الخاسر الأكبر بعد تخلى الغرب عنهم وعقد صفقات سلاح ب 130 مليار دولار! وجهت إيران صفعة كبيرة للعدو الصهيونى والأمريكان وأنصار الانقلابيين فى دول الخليج بعد الاتفاق التاريخى الذى توصلت إليه مع مجموعة 5+1 خلال مفاوضات "جنيف 3" الذى اعترف بحقها فى تخصيب اليورانيوم فى إيران ورفع الحظر الاقتصادى وتخفيف العقوبات الغربية، ودشنت سابقة لدول العالم الثالث ومصر فى حقها فى تخصيب اليورانيوم. ووفقا للاتفاق، حسب المصادر الإيرانية الرسمية، فإن إنتاج اليورانيوم وتخصيبه بنسبة 20% لن يستمر خلال الأشهر الست المقبلة بسبب عدم الحاجة إليه، كما سيبقى جميع اليورانيوم المخصب داخل إيران ولن تخرج أى مادة من البلاد. وأثار توقيع الاتفاق غضب الصهاينة ودول الخليج الذين كانوا يعدون العدة للقيام بعدوان على إيران على غرار ما جرى فى العراق، وأبدى القادة الصهاينة جنونهم من الاتفاق الذى أجهض فرصهم فى حصار إيران ومحاصرة قوتها العسكرية، كما جن جنون دول الخليج المؤيدة للانقلابيين فى مصر بعدما باعتهم أمريكا والغرب وفضلت مصالحها مع إيران. ووصف الكاتب الأمريكى توماس فريدمان، الاتفاق النووى بين الغرب وإيران بأن له وقع الزلزال الجيوسياسى على دول الخليج وإسرائيل، وأنه كان بمثل صدمة لمنطقة الشرق الأوسط وقد يؤدى إلى إعادة ترتيب القوى فى المنطقة. وقال إن من شأن الاتفاق بين إيران والغرب أن يضع كل حلفاء أمريكا الخليجيين على حافة الهاوية، خصوصا السعودية ودول الخليج ومصر والأردن، فيما قال مراقبون غربيون إن إيران استغلت أوراقها ونقاط قوتها لتحقيق مكاسب وتجاوز أزمتها، فيما خسرت دول الخليج التى كدست السلاح وأنفقت المليارات عليه ليصدأ، وتحولت إلى دول هزيلة على الهامش. واعتبر بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل ووزير خارجيته إفيغدور ليبرمان هذا الاتفاق "خطأ تاريخى"، فيما قال وزير خارجيته أفيغدور ليبرمان إنه "خطر" على إسرائيل، بعدما خرجت إيران هى الرابح الاكبر، لأنها رسخت حقها فى تخصيب اليورانيوم على أرضها، ولم تتنازل عن هذا الحق حتى اللحظة الاخيرة. فيما أصيبت أنظمة الخليج بالرعب من تخلى الغرب عنها وبدء تشكل تحالفات إقليمية جديدة فى المنطقة بعدما تخلت عنهم أمريكا والغرب، بعد أن سرقت أموالهم فى صفقات أسلحة تزيد عن 130 مليار دولار، بعد أن ضخمت من الخطر الإيرانى لتصعيد مخاوفهم، ودفعتهم للوقوف موقف المعادى من إيران، وقال السفير السعودى فى لندن، الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز إن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدى أمام ما أسماه خطر البرنامج الإيرانى النووى، ووصف اندفاع أمريكا لضم طهران ضمن تحرك لإعادة تقييم واسعة للسياسة الخارجية الأمريكية فى المنطقة، بالأمر الغامض! وبموجب الاتفاق باتت حالة العداء التى استمرت ثلاثين عاما بين إيران والغرب شبه منتهية، وأن الغرب على وشك الاعتراف بإيران قوة إقليمية عظمى يجب تقاسم النفوذ معها فى منطقة الشرق الأوسط، كما نجحت إيران فى تأسيس "مدرسة" جديدة فى علم التفاوض، عندما صمدت فى وجه الضغوط الغربية التى وصلت للتهديد بغزو عسكرى وأبدت استعدادها للرد عسكريا بما فى ذلك قصف تل أبيب، كما وضعت سابقة للدول الأخرى التى تريد الاعتماد على الطاقة النووية السلمية دون ترهيب الغرب لها. وقال مراقبون إن محافظة إيران على إبقاء وسلامة جميع منشآتها النووية بما فى ذلك أجهزة التخصيب (الطرد المركز) هو مكسب آخر، كما أن تخفيف العقوبات، سيؤدى إلى تعافٍ تدريجى للاقتصاد الإيرانى.