أعرب الدكتور أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب عن دهشته البالغة واستنكاره الشديد لما ورد فى محاضرة البابا بنديكتوس السادس عشر التى ألقاها يوم الثلاثاء الماضى بجامعة ريجسنبرج بألمانيا من هجوم مسئ الى الاسلام وسيرة نبيه الكريم . وقال سرور أن المجلس يأسف أن يعتبر هذا الهجوم حلقة من حلقات معاداة الاسلام والتى كان من مظاهرها مؤخرا نشر رسوم كاريكاتيرية مسيئة للنبى محمد صلى الله عليه وسلم وهو ما يعيد الى الذاكرة معاداة الكنيسة الكاثوليكية للدين الاسلامى منذ القرن الثامن الميلادى . واضاف لقد اعتمد حديث البابا على تأويل مغلوط لبعض النصوص القرآنية وعلى فهم خاطئ لمبادئ الاسلام متجاهلا حقيقة ما يحمله الاسلام من قيم سامية نقلت عنها الحضارة الغربية. وأوضح أن تصريحات بابا الفاتيكان بشأن الاسلام ورسوله الكريم تنم عن جهل مطبق بالاسلام وما جاء به من سمو فى مخاطبة العقل والفؤاد معتمدا المنطق منهجا أصيلا له الأمر الذى جعله مشعل هداية ونور علم استضاءت به أوروبا فى عصور الظلام. وأكد أن الاسلام يهدف دائما الى بناء علاقات متينة مع أتباع الديانات الأخرى ولكنه لا يلقى غالبا نفس المعاملة من أولئك الأتباع. وقال الدكتور أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب أن هذه اللغة التى استخدمها البابا هى لغة عدائية قديمة مرفوضة وسبق أن عرفها المسلمون على ألسنة نظرائه إبان الحروب الصليبية على العالم الاسلامى وتعيد الذكريات الأليمة التى وقعت على خريطة العلاقة بين الشرق الاسلامى والغرب المسيحى. ومن ثم فإن مجلس الشعب المصرى ينتقد هذه التصريحات ويرفضها بشدة إذ من شأنها أن تنسف الجهود المبذولة للتقارب والحوار بين الحضارات. وأضاف ليس صحيحا أن الاسلام قام على حد السيف كما يزعمون فقد قال تعالى فى قرآنه الكريم "لكم دينكم ولى دين" وفى موضع آخر "لا إكراه فى الدين" وفى موضع آخر "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين". وشدد على أن مجلس الشعب المصرى يذكر الجميع بأن الحضارة الأوروبية مدينة للنهضة الاسلامية التى حملت مشعل الحضارة فى الأندلس وجنوب إيطاليا وفى اليونان. ويشدد الملجس على أن ازدراء الأديان تحت مسمى حرية التعبير أمر غير مقبول يتنافى مع ما أقره المجتمع الدولى من خلال العديد من المواثيق والقرارات الدولية فى هذا الشأن. وينبه مجلس الشعب البابا الى أن الاسلام قد انتشر فى مختلف ربوع العالم انتشارا سلميا حتى بلغ عدد المسلمين فى العالم مليارا وثلاثمائة مليون مسلم ونحو عشرات الآلاف من الأوروبيين واليابانيين والأمريكيين والاستراليين الذين يعتنقون الاسلام سنويا دون ضغط أو اكراه فى عصر لا يمارس فيه العنف والبطش إلا أتباع ديانات أخرى. وقد أعلن الاسلام وجهته فى ذلك فى قوله تعالى "ومن الناس من يعجبك قوله فى الحياة الدنيا ويشهد الله على ما فى قلبه وهو ألد الخصام. وإذا تولى سعى فى الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد" هذا هو منهج الاسلام الذى يقابله منهج البعض من غير المسلمين فى الابادة الجماعية وارتكاب جرائم الاعتداء على الانسانية. ويتساءل مجلس الشعب عن الأهداف الحقيقية التى تكمن وراء اطلاق مثل هذه التصريحات الغريبة فى مثل هذا الوقت بالتحديد والتى تذكى الصراع بين الأديان والحضارات بديلا عن لغة الحوار الراقى والتفاهم المشترك ، ويتساءل عما اذا كانت تعكس رؤية جديدة للفاتيكان أم هو رأى شخصى للبابا. وفى جميع الأحوال ، فإن مجلس الشعب يؤكد ضرورة وسرعة اعتذار الباب عن هذه التصريحات التى أثارت استياءا واستنكارا وغضبا عارمين لن يزيلهما سوى التصحيح والعودة الى الصواب. كما أعرب مجلس الشورى عن اسفه البالغ للتصريحات التى نسبت لبابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر والتى تسىء للاسلام والرسول الكريم والتى تضمنتها محاضرته فى احدى الجامعات الالمانية يوم الثلاثاء الماضى . ووصف صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى فى بيان اصدره اليوم هذه التصريحات بانها تتعارض مع احترام قيم التسامح التى تدعو اليها مختلف الاديان السماوية وقيم الحوار بين الحضارات . وطالب مجلس الشورى بابا الفاتيكان بتوضيح حقيقة مانسب اليه وان يضع الامور فى نصابها باعلان حقيقة هذه التصريحات حتى يضع حدا لحالة الاستياء الواسعة التى اجتاحت الشارع المصرى والعربى والاسلامى بسبب هذه التصريحات .