وزارة الطيران المدني: رفع درجة الاستعداد القصوى بجميع المطارات المصرية    إزالة 26 حالة تعد على أراضي زراعية وأملاك دولة ب7 مراكز في أسيوط    حالة الطقس اليوم في الكويت.. أجواء شديدة الحرارة نهارًا    وزارة الطيران: المجال الجوي المصري آمن ويعمل بشكل طبيعي    عقب العملية العسكرية الإسرائيلية فى إيران: رئيس الوزراء: نتابع الموقف أولا بأول    أسعار اللحوم الجملي والضاني اليوم الجمعة 13-6-2025 في الأسواق ومحال الجزارة بقنا    الحکومة الإيرانية: «الانتقام قادم وأقرب إلى الصهاينة الإرهابيين من الوريد» (البيان كامل)    الأردن يدين العدوان الإسرائيلي على إيران ويعتبره انتهاكًا صارخًا    حماسًا وتركيزًا.. كواليس مران الأهلي استعدادا لمواجهة إنتر ميامي    محمد شكري يكشف حقيقة انتقاله لصفوف الأهلي    كوكا: "الفترة الماضية كانت صعبة.. واللعب بدلًا من معلول تحدٍ كبير"    سعر الدولار مقابل الجنيه اليوم الجمعة 13 يونيو    إصابة شخصين باختناق فى حريق بالمركز الطبى التخصصى بالمنيا    إصابة 3 أشخاص في حادث تصادم بقنا    استعلم الآن.. إعلان نتيجة النقل والشهادة الإعدادية 2025 فى عدد من المحافظات    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 13-6-2025 في محافظة قنا    أسعار الأسماك بأسواق كفر الشيخ اليوم.. الماكريل ب170 جنيه    خسائر بمنازل قرية شطورة بسوهاج بسبب ضعف الكهرباء.. والأهالي يستغيثون    في ختام رحلة الوفاء.. أسر الشهداء يغادرون المدينة المنورة بقلوب ممتنة    الأهلي يواصل تدريباته استعدادًا لمواجهة إنتر ميامي في كأس العالم للأندية    ترمب: لا يمكن السماح لإيران بامتلاك قنبلة نووية ونأمل بعودة المفاوضات    مونديال الأندية 2025.. 26 بطلًا للعالم يتألقون في سماء أمريكا    مجلس النواب يناقش الموازنة العامة للدولة (2025/ 2026) الأسبوع المقبل    بعد مقتله.. من هو الجنرال غلام علي رشيد نائب رئيس الأركان الإيراني؟    زيادة تجاوزت 800 جنيه.. قفزة كبيرة في أسعار الحديد والأسمنت الجمعة 13 يونيو 2025    هشام ماجد يهنئ محمد دياب وصنّاع «هابي بيرث داي» بعد فوزه في مهرجان تريبيكا    أسعار الفراخ اليوم الجمعة 13-6-2025 بعد الانخفاض الجديد.. وبورصة الدواجن الرئيسية اليوم    «جدتي كانت بتولع جنبي».. نص أقوال طالبة طب في حادث طريق الواحات قبل وفاتها (خاص)    جعفر: الفوز بكأس مصر كان مهم قبل بداية الموسم المقبل    نجوم الفن في حفل زفاف منة القيعي ويوسف حشيش وأحمد سعد يشعل الأجواء (صور)    نتيناهو: نحن في لحظة حاسمة في تاريخ إسرائيل وبدأنا عملية «شعب كالأسد» لإحباط المشروع النووي الإيراني    تغطية خاصة| إسرائيل تبدأ الحرب على إيران    الداخلية تكشف تفاصيل فيديو التحرش بالأطفال في بورسعيد    مصرع شابين دهسًا أسفل عجلات قطار في قنا    وزير: فحوصات الحمض النووي ضرورية لتحديد ضحايا تحطم الطائرة الهندية    محمد شريف يصدم بيراميدز بهذا القرار (تفاصيل)    «سهل أعمل لقطات والناس تحبني».. رد ناري من محمد هاني على منتقديه    محمود الليثي يواصل تصدره للمشهد الغنائي.. ويحتفل بعيد ميلاده برسائل حب من النجوم    "مستقبل وطن المنيا" ينفذ معسكرا للخدمة العامة والتشجير بمطاي    الاستماع لشكاوى المواطنين بقرى بئر العبد بشأن انتظام وصول المياه    وكالة أنباء تسنيم الإيرانية: فرض قيود على حركة الطائرات في مطار العاصمة    وكيل وزارة الصحة بالشرقية يؤكد على دور الإعلام الحيوي في دعم المنظومة الصحية    الأرجنتين تحقق في 38 حالة وفاة مرتبطة بالعلاج بمادة الفنتانيل الملوثة    100% ل 3 طلاب.. إعلان أوائل الابتدائية الأزهرية بأسيوط    طريقة عمل الكوارع، بمذاق مميز ولا يقاوم    دينا عبد الكريم تلتقي بالسفير حبشي استعدادًا لجولة كبرى لبناء قواعد للجبهة الوطنية من المصريين بالخارج    3 أيام متتالية.. موعد إجازة رأس السنة الهجرية للموظفين والبنوك والمدارس (تفاصيل)    رحلة ساحرة في تاريخ روسيا تكشف تراثها الإبداعي على المسرح الكبير    محامي عروسين الشرقية يكشف مفاجأة    تعرف على برامج الدراسة بجامعة السويس الأهلية    تدريب على الإنعاش القلبي الرئوي الأساسي (BLS) وفقًا لمعايير جمعية القلب الأمريكية AHA    تعامل بحذر وحكمة فهناك حدود جديدة.. حظ برج الدلو اليوم 13 يونيو    الآلاف يشيعون جثمان تاجر الذهب أحمد المسلماني ضحية غدر الصحاب في البحيرة (فيديو وصور)    شاهد، لحظة تتويج سيراميكا كلوباترا ببطولة كأس الرابطة للمرة الثالثة    «غدروا بيه».. جنازة «أحمد المسلماني» تاجر الذهب في البحيرة (صور)    موعد إجازة رأس السنة الهجرية 2025.. عطلة رسمية للقطاعين العام والخاص    الأزهر للفتوى يعلق على شغل الوقت باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي    ملك زاهر توجه رسالة مؤثرة من داخل المستشفى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مجدي حسين يكتب: التخلى عن الجهاد هو سبب تعفن المجتمع
نشر في الشعب يوم 16 - 11 - 2013

الرسول بنى أول دولة إسلامية وهو يقاتل مرة كل شهرين حتى آخر حياته
الحضارة الإسلامية وصلت إلى ذروة تقدمها ورفاهيتها وهى تحارب وكذلك حال حضارات الشرق والغرب
الذين يرعبون الشعب من القتال لم يقرأوا القرآن أو يخالفونه
جعل رزقى تحت ظل رمحى (حديث شريف)

لسنا فى حزب الاستقلال من هواة السباحة ضد التيار، ولكننا مستعدون لذلك فى سبيل الحق كما نراه. إن المناقشات الدائرة فى البلاد عقب سقوط المخلوع كانت تسير فى أغلبيتها الساحقة فى الطريق الخطأ بمعنى التركيز على الأمور الأقل أهمية. تجاهل الجميع بما فى ذلك التيار الإسلامى أن مشكلة مصر الأولى هى ضرورة التحرر من الهيمنة الأمريكية الصهيونية، واعترف أننا فى حزب الاستقلال انجررنا لبعض الوقت إلى هذه الدائرة فى التفكير على طريقة الانتظار لاستلام الوطنيين والإسلاميين للسلطة عبر الانتخابات. ولكننا كنا نشير دائما لتبعية مجلس طنطاوى (مبارك) لأمريكا. وبمجرد وصول د. مرسى للحكم رأينا أن قضية الاستقلال أصبحت على رأس جدول الأعمال، بينما واصل الإخوان منهج التدرج فى كل شىء بما فى ذلك قضية الاستقلال. وقلنا ونقول الآن إنه فى زمن الثورات لا بد من الطفرة. وإننا إذا لم نتحرر الآن من السطوة الأمريكية، بعد انهيار حكم المخلوع فمتى نفعل ذلك؟ وتحدثنا مرارا حتى عن التراجع الأمريكى وأن أمريكا لم تعد هذه البعبع المخيف (رغم أننا مأمورون من الله بعصيانها حتى وهى فى ذروة قوتها) كى نخفف الأمر على المذعورين منها، ولكى نرصد موازين القوى بشكل علمى دقيق. لا تفهم النخبة السياسية ما تسمعه أحيانا عن الإفلاس الأمريكى، ورفع سقف الاستدانة، الذى حدث مرتين خلال عامين متواليين، لأنها لا تتابع ما يجرى فى العالم. ولا تفهم النخبة ولا يفهم الناس التفسير الحقيقى لهذا الموقف الأمريكى المرتبك من الأحداث فى مصر، وهو حالة الترهل والضعف الأمريكى الذى لا يسمح باتخاذ مواقف حازمة فى أى اتجاه، ويظهر هذا فى الموقف الأمريكى أيضا تجاه سوريا وإيران.
قلت فى مقال سابق إن قرارا جمهوريا رسميا قد صدر بإلغاء الجهاد للأبد (أو إلى أجل غير مسمى) منذ الاعتراف بإسرائيل وتوقيع اتفاقية دولية تقول: إن حرب أكتوبر هى آخر الحروب. وإن هناك مشكلة فلسطينية إسرائيلية يتعين حلها بين الطرفين. الأوطان لا تتحرر بالمفاوضات ولكن نظام السادات - مبارك قال هكذا، وقال إننا كنا سنعطى فلسطين محررة والجولان محررة للفلسطينيين والسوريين فى فندق ميناهاوس عام 1978ولكنهم لم يأتوا وضاعت الفرصة ربما إلى الأبد. واستمرت هذه النغمات الفارغة حتى الآن. الأوطان لا تتحرر بالمفاوضات ونحن لم نحرر جزءا من سيناء بالمفاوضات بل بالحرب، وبإيقاف الحرب والاعتماد على المفاوضات وحدها استعدنا سيناء منقوصة السيادة وأضعنا استقلال مصر!. فالله سبحانه لم يشرع الجهاد عبثا، تعالى عن هذا علوا كبيرا ولم يقل لنا فى القرآن بلا مغزى (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُون).
وحتى إذا كنا استعدنا سيناء كاملة السيادة ما كان لنا أن نوقع على وثيقة تخالف القرآن الكريم. باعتبارنا مسلمين وبجوار دولة محتلة فمن واجبنا أن نساعد أهلها على التحرير إن لم يتمكنوا من ذلك بقدراتهم الذاتية، فما بالكم وهذه البلد هى فلسطين درة القرآن كما ذكرنا فى المقال السابق. فما بالكم والاحتلال الأمريكى زحف على العراق وغيرها.
الرسول أسوة حسنة
(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) وحتى هذه الآية ذات المعنى العام جاءت مقرونة بالجهاد لتوضيح أن هذا من أهم ما ينبغى لنا أن نقتدى به منه (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا * مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا).
كتبت فى دراسة السيرة النبوية أن معظم مسلمى اليوم يقتدون بالرسول فى الملبس والمأكل والمشرب والسنن والعبادات والشعائر ولا يقتدون به فى شيئين (إلا من رحم ربى) الأول: التقشف فى الحياة والرضا بحد الكفاية. فقلما تجد مسلمة تقبل بأثاث بيت بمستوى أثاث فاطمة بنت محمد، وقلما تجد داعية يعيش فى بيت كبيت محمد عليه الصلاة والسلام.
أما المجال الآخر الذى يهمنا الآن فهو الجهاد بمعنى الجهاد المسلح ضد الأعداء المحتلين (باستثناء شعوب العراق ولبنان وأفغانستان وفلسطين ومن سار على دربهم فقد أبلوا بلاء حسنا والحمد لله) . ونحن فى مصر لسنا فى منجى عن هذه الغزوة الصهيونية الأمريكية، ونحن لا نضرب بالصواريخ مثل الباقين لأننا سقطنا تحت إرادة الغزاة دون أن يطلقوا علينا طلقة، وبعملية مساومة تاريخية لإرجاع سيناء مقابل استلام أمريكا للحكم فى مصر تحت غطاء حاكم مصرى عميل. بل هم استخدمونا لضرب العرب والمسلمين فى العراق وإيران والصومال وتيمور الشرقية والسودان، وحصار غزة.
ولكن ما معنى الاقتداء بالرسول فى هذا الموضوع؟
عاش الرسول 8 سنوات فى السلطة وهو زمن الغزوات والسرايا، والفرق بين الغزوة والسرية فى خروج رسول الله صلى الله وسلم، فإذا خرج على رأس المقاتلين تكون غزوة وإذا لم يخرج تكون سرية. وفى أغلب الأحيان كانت الغزوة تضم عددا كبيرا من المقاتلين وتستهدف أهدافا أكبر. ومجموع الغزوات والسرايا يصل فى حده الأدنى إلى 43 فى كتب السيرة والبعض يرفعه إلى 100. ولكن سنكتفى مؤقتا الآن بالحد الأدنى الذى يكفى لتوضيح الفكرة. فإذا كان العام 12 شهرا، فمعنى ذلك أنه فى عهد رسول الله، بعد الهجرة وإقامة دولة إسلامية، حدثت 43 غزوة وسرية خلال 96 شهرا أى بمعدل عمل عسكرى كل شهرين أو ثلاثة. كما يجب أن تلاحظوا حجم العمل العسكرى خلال عهود الخلافة الراشدة وما بعدها فى فتوحات فارس والشام ومصر وشمال إفريقيا والأندلس غربا وأواسط أسيا والهند حتى حدود الصين شرقا.
ولكن دعونا نركز على سيرة رسول الله لأنها من الثوابت مع القرآن الكريم التى لا خلاف حولها. فالقرآن والسنة معا يضعان أسس العقيدة.
أى أن السيرة ليست مجرد تطبيقات إلا فى التفاصيل كنوع الأسلحة والخطط الحربية، ولكن ليس فى المغزى الجهادى والمضامين العامة، وفى كيفية الدفاع عن انتشار دين الله بدون عوائق قمعية من سلاطين الظلام وحكام الاحتلال.
سيرة رسول الله والخلفاء الراشدين من بعده وحتى فى زمن الملك العضوض تؤكد مساحة القتال فى حياة المسلمين وحياة البشر عموما. وهى سنة من سنن الله فى خلقه. ولذلك شرع الله لنا الجهاد أى القتال العادل المشروع ضد المعتدين والظلمة والمحتلين. وتثبت هذه المسيرة أن التنمية والحياة الاقتصادية تتقدم رغم الحروب والاشتباكات العسكرية. بل هكذا التاريخ كله: لا توجد مرحلة حروب، ومرحلة تنمية اقتصادية فالاثنان يسيران معا، وتحدث الحروب فى مكان والتنمية فى مكان آخر وهكذا. فقد تطورت أمريكا اقتصاديا بشدة بسبب الحربين العالميتين، وتقدم العلم فى ألمانيا بسبب العمل العسكرى.. إلخ.
وقد تقدمت الحضارة الإسلامية فى عهدى الأمويين والعباسيين وما بينهما من دول إسلامية متعددة، رغم عدم توقف الحروب.
إسلاميا ما كان لنا أن نتوقف متفرجين والسودان يمزق وليبيا تمزق الآن واليمن تمزق وفلسطين تبتلع والعراق تحتل وسوريا تتشرذم، بل نحن الذين نحاصر غزة، وإيران والعراق والصومال والسودان تضرب من أراضينا.
مزيد من الأدلة الشرعية
إذن كانت الدولة فى عهد رسول الله تستعد دوما للقتال، وتقاتل فعليا بمعدل كل شهرين أو ثلاثة على الأقل، سواء للدفاع أو للهجوم. ولا يوجد فى الشرع هدنة 40 سنة كما هو حال مصر. وفى الفقه السياسى قيل إن الهدنة لا تزيد عن عشر سنوات اقتداء بصلح الحديبية. والمسألة ليست تحديدا مطلقا للزمن، بل باشتراطات الصلح وظروفه، فحتى صلح الحديبية سقط بعد عامين بسبب خرق المشركين له.
• ومن الأحاديث النبوية: الجهاد فى سبيل الله ذروة سنام الدين.
*عَنْ النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ انْتَدَبَ اللَّهُ لِمَنْ خَرَجَ فِى سَبِيلِهِ لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا إِيمَانٌ بِى وَتَصْدِيقٌ بِرُسُلِى أَنْ أُرْجِعَهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ أَوْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ وَلَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِى مَا قَعَدْتُ خَلْفَ سَرِيَّةٍ وَلَوَدِدْتُ أَنِّى أُقْتَلُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ" صحيح البخارى.
بُعِثْتُ بين يدى الساعةِ بالسيفِ حتى يُعْبَدَ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وجُعِلَ رزقى تحتَ ظِلِّ رُمْحِى، وجُعِلَ الصَّغَارُ والذِّلَّةُ على من خالفَ أمرى (صحيح عند الألبانى).
إذا تبًايعتم بًالعينة وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بًالزرع، وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم.(صحيح مسلم)
وهذان الحديثان صريحان وفى منتهى الأهمية بتوضيح التلازم بين بركة الازدهار والعزة والجهاد، والتلازم بين التخلى عن الجهاد والفقر والفاقة والمذلة. وهذا حالنا الآن بعد 40 سنة من التخلى عن الجهاد.
الجهاد والقتال
والجهاد لا يعنى القتال الدائم ولا الهجوم على الأعداء بشكل متواصل. الجهاد هو حالة التعبئة الروحية الدائمة للدفاع عن الوطن والعقيدة والقيام بالواجبات الدفاعية فى الثغور، والتدريب على السلاح فى المدارس والجامعات بشكل حقيقى، وليس بطريقة الفتوة غير الجادة حاليا. والإعداد البدنى والرياضى لكل النشء والشباب والكبار من الجنسين. وهذه الروح تفيد فى جهاد البناء. فى اللقاء قبل الأخير لى مع الرئيس مرسى عرضت فكرة جهاد البناء بمعسكرات العمل للشباب فى صحراء سيناء وغيرها فى إطار مشروعات تنموية مقررة. ولكن لم أجد صدى عنده إلا الاستماع الجيد، وعند صلاة العصر سألته مرة أخرى هل فهمت ما قصدته فى الاجتماع؟ قال بدبلوماسية: طبعا. فتأكدت أنه لم يقتنع!!
روح الجهاد والاستعداد تبنى الوطن وترهب الأعداء، ولطالما توقف كثيرون عند دقة الصياغة القرآنية (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ). فالإعداد يرهب الأعداء الظاهرين وغير الظاهرين، فى الداخل والخارج، دون اتخاذ أى موقف ودون الدخول فى أى مناوشات عسكرية. ولكن ليس معنى ذلك أن الإعداد سيمنع القتال دائما. ولكنه سيقلل منه بالتأكيد.
وفى المقابل فإن سلوك الخنوع يطمع الأعداء فينا ويجعلهم يحصلون على مبتغاهم منا دون مجهود. أذكر أننى روعت وأنا أقرأ حديثا صحفيا للواء موافى (والذى أصبح مديرا للمخابرات العامة) عندما كان محافظا لشمال سيناء وقال فيه: إن أى صدام مسلح أو حرب مع إسرائيل سترجع البلاد 100 سنة للخلف.
الواقع يؤكد لنا أن قوانين القرآن كما ذكرت هى للبشرية جمعاء، وأمم العالم تعمل بها دون أن تدخل فى عقيدة الإسلام ودون أن تقرأ القرآن بالضرورة، كقوانين الطبيعة تعمل حتى دون أن ندركها، كل أجهزة الجسم تعمل بدقة ونحن لا نفقه شيئا فى التشريح (عدا الأطباء!). فالعدو الإسرائيلى يعمل بقانون إعداد القوة لإرهاب العدو، والصين تقدمت وهى تلوح بالحرب وتمارس قعقعة السلاح مع تايوان، وهى فى حالة من التوتر العسكرى البحرى الدائم مع جيرانها حول جزر البحر الأصفر وسبق واشتبكت مع القوات السوفيتية على الحدود وتحاربت مع فيتنام العنيدة والشديدة. وهى الآن الدولة الثانية فى العالم ومن المتوقع أن تحتل المركز الأول عام 2020.
ورغم تورط إيران فى حرب لمدة 8 سنوات مع العرق إلا أنها تشهد الآن تقدما علميا واقتصاديا غير مسبوق. ونحن الذين نتصور أننا أنصح الناس لأننا ابتعدنا عن الحروب أصبحنا آخر دول العالم بالمعنى الحرفى لكلمة أخير كما أوضحت فى المقال السابق. الحروب فى المنطقة لم تتوقف ولكننا تخلينا عن المبادئ وعن الأشقاء حتى بالمساعدة، وتقديم المساعدة نوع من الجهاد.
وماذا كانت النتيجة للنظام السورى الذى تجنب المواجهة العسكرية مع إسرائيل حتى بطريقة المقاومة الشعبية والمناوشات؟ دخل فى حرب أهلية مميتة ومدمرة. واليوم يدخل انقلاب السيسى حربا مع الشعب، نزعم أن شهداءها ومصابيها حتى الآن وما هو منتظر فى المدى القريب يكفون لتحرير القدس. بل إن خسائرنا السنوية من حوادث الطرق بسبب الإهمال فى تنظيمها ورصفها يتراوح بين 10 و15 ألف سنويا من القتلى غير المصابين. وهل خسائر الحرب أكثر من ذلك؟!
نعم أنا أتحدث عن الحرب صراحة فى مواجهة من يقول إن الحديث عن الحرب جنون. لا بد أن تتوقف هذه النغمة الانهزامية المجرمة التى تفت فى عضد الأمة، وهى الفكرة الوحيدة التى كان يرددها المخلوع.
يجب تربية الأمة على عدم الخشية من الحرب وأن نكون دوما على استعداد لها لإخافة الأعداء ولكننا لا نسعى إليها بالضرورة. وفى ظل هذا المناخ نبنى مصر حقا وصدقا.
التجربة خير دليل
لقد تركنا الجهاد وأخلاق وقيم الجهاد قرابة 40 سنة فوصلنا إلى الدرك الأسفل الذى نحن فيه الآن. أليس فى ذلك عبرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
النقاط ال 14
نعيد نشر هذه النقاط التى عرضناها على المؤسسة العسكرية والتحالف الوطنى لدعم الشرعية، ولم نتلق ردا. ولا نعتبر أن التفاوض على إقامة قاعدة عسكرية روسية هى الرد (راجع موقفنا ص 4).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.