أكد الدكتور" يارون فريدمان" محلل الشئون العربية بصحيفة" يديعوت أحرونوت"، "إن محاكمة الرئيس محمد مرسي التي شهدت تغطية إعلامية منحازة، واستعدادات أمنية غير مسبوقة، كانت لتنتهي بانفجار مصر لولا قرار المحكمة بتأجيلها إلى 8 يناير 2014، مضيفا أن القنبلة الزمنية لم يتم تعطيلها وإنما تأجل تفجيرها إلى هذا التاريخ". وقال أن تزايد حدة التوتر بين واشنطن والرياض يصب في صالح الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع، فكلما أمعنت أمريكا في عقاب النظام المصري كلما أجذلت له السعودية العطاء، مشيرا إلى أن وزير الدفاع المصري يدرك جيدا أن الصراع لن ينتهي في القريب، ويعرف أن الإخوان ليست مجرد تنظيم، وإنما حركة جذورها ضاربة في المجتمع المصري منذ عشرات السنين. واعتبر، أن رفع مؤيدي الإخوان علامة رابعة لا يشير فقط إلى تضامنهم مع شهداء رابعة العدوية، وإنما إلى الرغبة في عودة مصر إلى عهد الخلفاء الراشدين الأربعة. حظر التجوال وأضاف "فريدمان" في تحليله المنشور اليوم، أن الإخوان المسلمين سيقومون باستغلال الانتهاء المفترض لحظر التجوال، وسينظمون مظاهرات مليونية في 15 نوفمبر، وذلك في الوقت الذي تسابق فيه حكومة الدكتور حازم الببلاوي الزمن لتمرير قانون يحظر التظاهر. ويمضي متسائلا:" هل فعلا يظن الببلاوي وقائد الجيش عبد الفتاح السيسي أن الإخوان المسلمين سيتنازلون عن الفرصة للعودة للحكم الذي كان بأيديهم؟". وتابع قائلا: "بعد الانقلاب رسمت طائرات الجيش، في استعراضها لحب الشعب، قلوبا بالدخان في سماء المدن، لكن السيسي يعرف جيدا أن ذلك ليس احتفالا بل بداية لصراع عنيف ومستمر". الإخوان والتاريخ وقال" فريدمان" :"رأى السيسي في طفولته زعيم مصر جمال عبد الناصر يقمع الإخوان المسلمين بوحشية بالغة، وعاصر محاولة الحركة الإسلامية اغتياله. ويتذكر تحديدا أن الرئيس أنور السادات الذي أطلق سراح قادة الحركة من السجون وخفف من القمع، قد قُتل في نهاية الأمر على يد ناشط جهادي. السيسي يدرك جيدا قوة الإخوان المسلمين، منذ إن كان رئيسا للمخابرات العسكرية أيام الرئيس المخلوع حسني مبارك. ويعرف جيدا أن الحديث لا يدور عن تنظيم، وإنما حركة جذورها ضاربة في المجتمع المصري منذ 85 عاما". تورط القضاء واعتبر المحلل الإسرائيلي أن، "خطوات القمع التي اتخذها السيسي، بما في ذلك مجزرة رابعة العدوية، حصلت على تأييد القضاء الذي حظر نشاط الإخوان المسلمين. مضيفا أن السيسي يدرك أن تورط القضاء وسن قانون ضد المظاهرات أمر يضر بالديموقراطية ومن المحتمل أن يمس للغاية بالمساعادت الأمريكية التي تحتجاها مصر". أمريكا والسيسي وزاد " فريدمان": السيسي يفهم جيدا أن قيام الولاياتالمتحدة بانتقاده ليس من أجل الإخوان المسلمين، بل الديموقراطية وأن الولاياتالمتحدة ستواصل دعمها له طالما لم يتم خرق معاهدة السلام مع إسرائيل، واستمرت الحرب على الإرهاب بسيناء". الريال السعودي ويختم تحليله بالقول:" كذلك فإن هناك حلا مؤقتا لوقف المساعدات الأمريكية. غضب السعودية حيال الحوار الأمريكي الإيراني يلعب في صالح السيسي. فهو يقوم باستغلال علاقاته عندما كان ملحقا عسكريا في السعودية. بخلاف الولاياتالمتحدة، فإن السعودية والإمارات يرون في صراع الجيش المصري ضد الإخوان خطوة مهمة لاستقرار الشرق الأوسط، وتعهدوا بتزويد مصر بمليارات الدولارات لمساعدة النظام في القاهرة. وكلما أمعنت الولاياتالمتحدة في عقابها للنظام المصري، كلما زات المساعدات السعودية".