فعلها الرئيس محمد مرسي...زرع في نفوس الانقلابيين الرعب والذعر والهلع ،وحطم كبريائهم ،وكسر شوكتهم ،وأهان غبائهم،وبدَد آمالهم ،وفضح خيانتهم، وأربك مخططاتهم. فعلها الزعيم محمد مرسي يوم 4 نوفمبر لعام 2013 آخر أيام العام الهجري 1434 ه ،وبدا شامخا عزيزا ، ووقف ثابتا صلبا ، وتكلم واثقا وصامدا ،وناضل عن شرعيته بفروسية وشجاعة ، وقاوم الخونة بعزة وإباء ،ودافع عن إرادة الشعب بكل كبرياء، فانخلعت قلوب السفاحين واهتزت عروش الانقلابيين ،وطاشت عقولهم عن التفكير ،هل تدرون ماذا حدث في ماسبيرو بعد انتهاء جلسة المحاكمة؟ لقد فعلها القائد محمد مرسي وإخوانه الأحرار بصلابتهم وقوة حجتهم وانتصارهم لعقيدتهم وانحيازهم لشعبهم...فجعلهم يمكثون 12 ساعة كاملة من منتصف النهار حتى منتصف الليل عسي أن تفلح محاولاتهم في إذاعة دقيقة واحدة إضافية ذرا للرماد في العيون عن جلسة المحاكمة ولكن في كل مرة يصرخ كبيرهم : فيها خطورة علينا !. كواليس 12 ساعة كاملة في وحدة المونتاج الخاصة باتحاد الإذاعة والتليفزيون بمبني ماسبيرو يعرفها عشرات الفنيين والمتخصصين والخبراء الذين تم الاستعانة بهم وحجزهم بمعرفة قيادات من الشئون المعنوية والمصنفات الفنية وبعض الجهات السيادية التابعة لقائد الانقلاب لتفريغ شرائط تصوير جلسة المحاكمة والتي قاربت 7 ساعات بدأت منذ السادسة صباحا منذ دخول د.عصام العريان ود.محمد البلتاجي ود.أحمد عبد العاطي وقيادات الاخوان قفص الاتهام حتى خلو القاعة تماما عند الواحدة ظهرا. اجتمعوا وخططوا ودبروا وبذلوا كل المحاولات لقص بعض اللقطات المصورة عسي أن تساهم في تشويه الرئيس مرسي والشرفاء معه وفي كل مرة يعلو صوت العسكريين بلهجة آمرة :متنفعش دي لأنها تضيف لهم،واستمر القص واللصق ،والتقديم والتأخير ،والحذف والإضافة ،حتى منتصف الليل وفي كل مرة يأتيهم الأمر :مينفعش للإذاعة فيها خطورة علينا ،ثم كان القرار النهائي إرجاء إذاعة أي لقطات من المحاكمة حتى إشعار آخر. أخبرني احد الفنيين الشرفاء عن بعض المشاهد بالفيديوهات التي أصابت قادة الانقلاب بالتوتر وفقدان أعصابهم مرات متكررة عند المشاهدة وتحديدًا عند 07:45 الساعة السابعة وخمسة وأربعين دقيقة حين توجه الدكتور البلتاجي للصحفيين قائلا : هذه محاكمة غير شرعية وغير قانونية وعايز أقولكم إن إحنا هنا من الفجر وكل اللي هنا فى القاعة بخلاف الصحفيين شغالين في الأمن والجيش وقاعدين في القاعة كأنهم مواطنين، وعايز أقول أن مرسى رئيسي وقرار إحالتنا للمحاكمة قرار باطل لأنه خرج من سلطة انقلابية وعند الساعة الثامنة وخمس دقائق تحدث الدكتور العريان لوكالات الأنباء الأجنبية باللغة الإنجليزية والقي بيان على المراسلين الأجانب يؤكد مهزلة المحاكمة ويفضح الانقلاب ويطالب مجلس القضاء الأعلى بعدم التورط في الجريمة ويعاقب السيسي وإبراهيم وتصبب قادة الانقلاب بقاعة المونتاج بماسبيرو عرقا عند مشاهدة لقطات للبلتاجي عند الساعة الثامنة وعشر دقائق وهو يقول :"السيسى وراء كل الأحداث الكارثية التى مرت بها مصر بداية من محمد محمود 1 و2 ومجلس الوزراء وماسبيرو وبورسعيد والحرس الجمهورى والمنصة ورابعة والنهضة، ويجب أن يحاسب على تلك التهم وعلى دماء المصريين فهو من قتل الإخوان ال9 في الاتحادية، والصحفي الشريف الشهيد الحسينى أبو ضيف" ويظهر شريط الفيديو بعد هذا الحديث بربع ساعة د.أحمد عبد العاطى مدير مكتب الرئيس داخل القفص الحديدي الكبير يقول: "يا حضرات الصحفيين فيه أحد الصحفيين سألنى عن مكان احتجاز مرسى وأنا أريد ان أقول له مفاجأة وهى أن مرسى غادر الحرس الجمهورى بطائرة عسكرية يوم 5 يوليو ولم نراه منذ ذلك اليوم، وكلامي هذا يؤكد عدم صدق رواية السيسى بشأن تواجد مرسى داخل الحرس الجمهوري أثناء مذبحة الحرس وعند الساعة العاشرة و5 دقائق يظهر الشريط دخول رئيس المحكمة القاعة المحكمة عقب وصول الرئيس وقبل ان يبدأ خطواته الإجرائية تحدث الدكتور مرسى لأول مرة من قفص الاتهام موجهًا حديثه للمحكمة ورافعًا إشارة رابعة، وقال: "ما يحدث الآن انقلاب" واحذر الجميع من التورط فيه واربأ بالقضاء المصري الشريف أن يتورط فيه وأن يعطى الغطاء ل"لانقلاب العسكري" وأنا الرئيس الشرعي للبلاد ومن نفذ الانقلاب هو المجرم ويستحق المحاكمة وفقًا للقانون والدستور". وعند الساعة العاشرة وأربعين دقيقة يظهر الشريط القاضي ينادي علي الرئيس لإثبات حضوره بالجلسة ويقول: المتهم محمد مرسى العياط، فيرد الرئيس مرسى بكل قوة وشجاعة: "أنا لست متهمًا أنا الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية الشرعي ومحتجز قصريًا فى مكان غير معلوم منذ 3 يوليو الماضي وحريتي مغتصبة والانقلاب جريمة وخيانة والمحكمة باطلة وأنا الرئيس الشرعى للبلاد"، ثم هتافات متتالية في القاعة من المتهمين بالقفص والحاضرين يسقط يسط حكم العسكر، مما اضطر القاضي لرفع الجلسة عند الساعة العاشرة وخمسة وأربعين دقيقة. وعند الساعة الثانية عشرة و5 دقائق يظهر الشريط دخول القاضي للجلسة فيما اشتعلت القاعة بالهتاف ضد العسكر بينما وقف الرئيس مرسي وطلب بصوت عال ميكروفون وقال: أريد ان أتحدث إلى أبنائي في الشرطة.. أقول لكم أوعوا حد يضحك عليكم ويخليكم تبقوا أعداء للوطن وللناس.. خلوا بالكوا من شعبكم..كل اللى بيحصل لصالح العدو.. اللى انتوا عارفينه قوى" هكذا كانت اللقطات من ملحمة الثبات والصمود والوطنية للرئيس مرسي وإخوانه الذين باعوا دنياهم بأخراهم وتوكلوا علي الله مولاهم تفسد علي الظالمين تدبيرهم، وتقطع عليهم مكرهم ،وتعجز حيلهم وألاعيبهم ...سلام علي مرسي الزعيم والقائد وجنده المخلصين الذين ارتضوا تحمل الابتلاءات بنفوس راضية ، وفداء أوطانهم بصدور عارية،غير مبدلين ولا مغيرين ،عازمين إما النصر أو الشهادة.