هِيهِ يا قلبُ من يواسى المُؤَسّى كم ضنانى الهوى وغربةُ نفسى شاعرٌ بالحنان والحب أشدو بين صُمٍّ من الأنام وخُرسِ أسكُبُ النورَ بالحروفِ بَهِيًّا فى عيونٍ تُخاصم النورَ غُلْسِ أزرع الزهرَ فى البرارى وغيرى يغرِس الشَوْكَ فى ثنايا الدِمَقْسِ *************** يا بلادى وقد حَطَمْتِ فؤادى بين آتٍ أخاف منه وأمسِ كم تمنيتُ أن تكونى ربيعى وملاذى إذا ابتُليِتُ بقَرْس والشواطئ التى عليها سفنى إن طَغَى الموجُ،قلتُ:سيرى وأَرسى والفؤادَ الذى يُعَزّى فؤادى إن رَمَته الهمومُ فى جيشِ بؤس والخميلَ الذى إليه أُوَلّى اُسمِعُ الغصنَ والبلابلَ جَرْسى أمنياتٌ عَدَت عليها البغايا فى دَنِئٍ من الوسائل رِجْس *************** أيها الظالمُ الغَشومُ : تَدلَّلْ حَقَّ أن يَنعَمَ العبيدُ بنَخْس هم أشادوا بحُكمك – اليومَ- فيهم من يلوم العُراةَ فى دار نَجْس؟! كَبُرَت نفسُهم على أن يُوَلّىَ سيِّدٌ منهُمُ ، فباعوا بِبَخْس حسدٌ بَيَّنٌ و حقدٌ تَفَشّىَ باجتِراءٍ على الشريف وضَرْس بارَكوا قَتلنا ، فهل غاب عنهم أنَّ شَرعَ الحياةِ : كاسٌ بكاس ؟! فى غدٍ يأخذ الطغاةُ ذويهٍم بين فارٍ من الردَى ومُحَسِّ يومَ لا ينفع النَدامَى بكاءٌ يومَ لا يَجبُرُ الفؤادَ التَأسّى هل نسَيتم (قميصَ عثمانَ) لما حَطَّه الكارهون من (عبدِ شمس)؟! أم قرأتم من الحوادث ذِكرا عن (أوروبّا) و(بونابرتَ) الفرنسى قامت الثورةُ العظيمة لما هَز (روسّو) بعَقده كلَّ حِس حرك الشعبَ فى الميادين حتى طاح بالمُلْك ثم رأسَ (لُويْسِ) أعلنوا «العدل.. والإخاء .. والمساوا ةَ»وباهوا بسحرها كلَّ جنس ثم دَقوا طبولَ حربٍ ، وراحوا ينشِدون النشيدَ تحت الدَرَفْس ألَّهوا القائد الكبير ، وغنُّوا بانتصاراته بخُدعة جِبس لم يفيقوا من الأباطيل إلا وهو فى قصره ، وتاجُ برأس وانتهى العدلُ .. والإخاءُ .. والمساوا ة .. سريعًا وورِيَت جَوْفَ رَمس ثم دارت به الليالى كما دا ر ، وصار- الغَداة َ- سَطرًا بِطِرس ************** أيها الواهمون ، هيا أفيقوا لم نَزلْ - بعدُ - فى عواقب نُكْس طهروا النفسَ من هواها ، وكونوا خيرَ قومٍ بلا غموضٍ ولُبس حَكِّموا الدينَ والعقولَ اللواتى لو عَدَلنا لمَا أُصِبن بمَس لا تُضِيعوا الحقوقَ يلْعنْكُمُ الل هُ ، ويَطمِسْ قلوبَكم أىَّ طَمس ************** اَجمِعوا أمرَكم ، وهبوا سَوِيًا ، فاجتماعُ البَلاءِ للخُلف يُنْسى وطنٌ واحدٌ ، عليه قَضينا حِقبَةً من ضَنًى و ساعاتِ أنس يصرُخُ – اليومَ – فى الجميع بألا نُدخِلَ اللصَ عند ليلة وَكس ليس للص بيننا من مكانٍ أو حقوقٍ ، أو اغتصابٍ لكرسى بل له السجنُ والقِصاص ، وإنا سوف نرميه فى شقاءٍ وتَعس ومن السجن سوف تأتى عزيزًا شامخَ الرأس يا ( محمدَ مرسى)