رئيس قطاع التحكم يسند بالأمر المباشر إلى أخيه مناقصة لتصنيع 1000 لوحة تحكم إنارة تواصل «الشعب» حملاتها على الفساد داخل قطاع كهرباء شركة جنوب الدلتا. واليوم تتطرق إلى حلقة جديدة من حلقات مسلسل الفساد الذى يكشفه لنا المهندس أسامة عفيفى، الذى تقدم إلى الجهات الرقابية بمستندات تثبت تورط المسئولين داخل شركة الكهرباء فى عملية فساد جديدة بإسناد تصنيع (1000) لوحة تحكم إنارة بالإسناد المباشر إلى ورشة خاصة مملوكة لأحد أقارب قيادات الشركة؛ ما أهدر المال العام وضيع آلاف الجنيهات على الشركة. فقد خاطب المهندس مدحت رمضان العضو المتفرغ لشئون شركات الكهرباء (الإنتاج- النقل- التوزيع) المهندس رئيس مجلس إدارة شركة جنوب الدلتا لتوزيع الكهرباء بتاريخ 12/12/2012، برقم وارد إلى الشركة 28 بتاريخ 3/1/2013، بشأن توجيهات وزير الكهرباء بترشيد الطاقة فى إنارة الطرق والشوارع بالمحافظات، بإنشاء لوحة للتحكم فى إنارة الشوارع؛ بهدف ترشيد الاستهلاك -علما بأنه ما من حاجة إلى تلك اللوحات المكلفة؛ لأن وضع الكهرباء والتغذية كان دائم الانقطاع فى كل الأوقات باستمرار فى كل المناطق والمحافظات- وتم تنبيه رئيس شركة جنوب الدلتا لتوزيع الكهرباء على أن آخر موعد لتركيب اللوحات هو 13/3/2013، ومن المفترض -بناء على جداول التركيب- إن عدد اللوحات التى يراد تركيبها فى شركة كهرباء جنوب الدلتا ألف (1000) لوحة تحكم بشركات: (شمال وجنوبالقاهرة - الإسكندرية - شمال الدلتا – القناة –البحيرة - مصر الوسطى - مصر العليا). والغريب أن هذه اللوحات لم تطرح لها مناقصة، وأُعطيت بالأمر المباشر لشخص معين لتصنيعها وتجربتها وتوريدها إلى شركة كهرباء جنوب الدلتا، وربما كان هو المصنع لباقى اللوحات بالشركات التوزيع الأخرى السابق ذكرها، وقد حصل على الأموال بالأمر المباشر. وبالبحث عن هذا الشخص الذى أسندت إليه العملية بالأمر المباشر، اتضح أنه قريب أحد القيادات بشركة كهرباء جنوب الدلتا بطنطا؛ فالورشة ملك سعيد أبو خطوة وربما له شركاء، وهو أخ المهندس موسى أبو خطوة رئيس قطاع التحكم والوقاية والاتصالات بشركة جنوب الدلتا لتوزيع الكهرباء ورئيس اللجنة الفنية والمختصة بجميع المناقصات والعروض بالشركة. وبموجب ذلك نفهم أنه اتصل بأخيه مباشرة لتسليمه أمر صناعة تلك اللوحات. ومن ثم فإن دور الرقابة بالشركة انتهت تماما بمجرد أن قيادات الشركة ووزارة الكهرباء عميت عن تلك الأمور، وربما شاركت فيها، والأمر الآن ليس مجرد صناعة تلك اللوحات بل يتطور إلى أعلى درجات انعدام الضمير؛ إذ لم تطرح أى مناقصة، وأُسندت بالأمر المباشر إلى ورشة أبو خطوة للوحات الكهربائية لتصنيعها.. ولا عزاء فى المال العام. والطامة الكبرى هى علم رئيس كهرباء جنوب الدلتا السابق والحالى وبعض قيادات الوزارة بهذه الوقعة ولم يحركوا ساكنا، فى غفلة عن عمد من الرقابة الداخلية بالشركة. كما أكدت المستندات والفواتير أن ما حدث إنما هو مخالفة لبنود المناقصات التى يعاقب عليها القانون، خاصة إسناد هذه المناقصة بالأمر المباشر إلى أحد أقارب قيادات الشركة، دون مناقصات، كما أن فواتير ورشة التصنيع التى تحمل الرقم الضريبى (469405953) طالبت بمبالغ خيالية؛ إذ وصل سعر اللوحة إلى 1100 جنيه مع العلم بأن تصنيع هذه اللوحات لم يكن بهذه التكلفة الباهظة؛ ما يؤكد إهدار المال العام بهذه الصفقة المشبوهة بين شركة كهرباء جنوب الدلتا وهذه الورشة المجهولة.