تقدم وفدٌ من نواب الإخوان والمستقلين والمعارضة إلى قصر الرئاسة في عابدين ، بمذكرةً للرئيس مبارك موقَّعةً من 105 نوابٍ اعتصموا أمس في مجلس الشعب؛ تنديدًا بما يحدث من مجازر في غزة. وتسلَّم المذكرة سعيد زيادة كبير أمناء رئاسة الجمهورية؛ وهو الأمر الذي ندَّد به النائب د. جمال زهران، مشددًا على أنه كان من المفترَض أن يقابلهم الرئيس نفسه ليسمع منهم ما يريدون. وكانت قوات الأمن فرضت كردونًا أمنيًّا مشدَّدًا حول مقر مجلس الشعب والبوابة الرئيسية منذ الصباح الباكر في محاولةٍ لمنع النواب من التحرُّك في مسيرةٍ من المجلس إلى قصر عابدين. من ناحيتهم أقام النواب مؤتمرًا صحفيًّا من خلف أسوار البوابة الرئيسية ندَّدوا فيه بهذا الأسلوب المتدني في التعامل مع نواب الشعب الذين يقفون لرفع رأس الأمة والذود عن كرامتها. وقال النائب أكرم الشاعر عضو الكتلة البرلمانية للإخوان ساخرًا: هذا هو النظام، وهذا حاله الذي يريد أن يحميَ البلد ويدافع عن أمنه القومي!!. وأكَّد د. حمدي حسن عضو الكتلة البرلمانية في بداية المؤتمر أن مفاوضاتٍ جرت مع الأجهزة الأمنية أسفرت عن منع المسيرة والاكتفاء بوفدٍ يذهب بسياراته ليقدِّم مطالب الشعب إلى رئيس الجمهورية. وأوضح د. سعد الكتاتني رئيس الكتلة البرلمانية لإخوان المسلمين أن النواب ناشدوا الرئيس مبارك في مذكِّرتهم فتحَ معبر رفح أمام الفلسطينيين بما يحفظ لهم الحق في الحياة، وبما يضمن أيضًا حرمة الأراضي المصرية، وتقديم كافة أشكال العون لهم، سواءٌ الاقتصادية والسياسية، وطالبوه باستغلال ثقله السياسي والدولي في التحرك العاجل لحماية الشعب الفلسطيني المحاصَر، وتحريك المنظَّمات الدولية لوقف هذه المجازر اليومية للشعب الفلسطيني، مشدِّدين على أن القضية الفلسطينية تمرُّ بمنعطفٍ خطيرٍ لم تشهده من قبل، في نفس الوقت الذي تتجه فيه كل الأنظار صوب مصر. وشدَّد الكتاتني على أن عمل النواب مستمرٌّ ولن يقف طالما أن المجازر مستمرة، وأوضح أن هناك تشاورًا مع القوى السياسية والحزبية المصرية لعقد مظاهرةٍ احتجاجيةٍ عند جامعة الدول العربية غدًا الثلاثاء، مشيرًا إلى أن هناك احتمالاً كبيرًا أن يُعقد خلال الأيام القادمة مظاهرة كبرى قد تكون في إستاد القاهرة الدولي، إلا أنه أكَّد أن المفاوضات ما زالت مستمرةً حول المكان. اختفاء نواب الوطني وأكَّد د. جمال زهران أن نواب الحزب الوطني لم يظهر أحدٌ منهم منذ أمس في الاعتصام أو اليوم، مشيرًا إلى أن هذا الموقف متروك للشعب أن يُقيِّمه، مستنكرًا منْع المسيرة. وشنَّ النائب مصطفى بكري هجومًا ناريًّا على الوجود الأمني حول مجلس الشعب، قائلاً: إنها مهانة كبيرة لمصر أن يقف نوابها هكذا يتحدَّثون خلف الأسوار ويقف أمنها هكذا أمام بوابات مجلس الشعب، مشددًا على رفضه الذهابَ لتقديم المذكرة ما لم ترحل هذه الحشود الأمنية. فتح باب الجهاد من جهة أخرى أوضح النائب الشيخ سيد عسكر حكم الإسلام في الموقف الحالي في غزة؛ حيث شدَّد على أهمية نصرة المظلوم حتى ولو كان غيرَ مسلم، متسائلاً: فما بالكم لو كان مسلمًا وكان يدافع عنا وعن مقدساتنا؟!. وأكَّد أن الحكم الشرعي هو أنَّ إعلان الجهاد ضد أعداء الله أصبح فرضَ عينٍ على كل مسلم موحِّدٍ بالله، مشيرًا إلى أن الجهاد ليس فرضَ عينٍ على أهالي فلسطين وحدها، وأن الأمة- حكامًا ومحكومين- آثمون ما لم يقوموا بنصرتهم، ومحاسبون أمام الله عز وجل. وكان 100 نائب إسلامي ومستقل طالبوا الأحد الحكومة بالسماح بفتح باب الجهاد لمواجهة العدوان الصهيوني على قطاع غزة، فيما تظاهر آلاف الطلاب بالجامعات تنديدا بالصمت العربي حيال هذه الاعتداءات، كما أدان اتحادا الأطباء والمحامين العرب جرائم الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين. واعتصم 100 نائب إسلامي ومستقل الأحد داخل البرلمان احتجاجا على موقف الحكومة تجاه محرقة غزة، وطالبوا بسحب السفير المصري من تل أبيب وطرد سفير الكيان الصهيوني من القاهرة، ووقف كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، وفي مقدمتها إلغاء اتفاقية السلام ووقف تصدير الغاز الطبيعي لها. ودعا النواب، في بيان ، القادة العرب أثناء قمتهم المقبلة بدمشق إلى إعلان الكيان الصهيوني كيانا معاديا وتقديم المساعدات الطبية والإغاثة الإنسانية والاقتصادية اللازمة للشعب الفلسطيني، وسحب مبادرة السلام العربية، وإعادة صياغة العلاقات مع الولاياتالمتحدة. هدية لرايس وقال النائب المستقل مصطفى بكري لا نطالب العرب بأن يحاربوا لأجل غزة، لكن أن يستخدموا ما لديهم من أوراق للضغط على الصهاينة، واعتبر أن محرقة غزة هي هدية الاحتلال لوزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس التي تزو مصر والمنطقة الثلاثاء. واعتبر النائب حمدين صباحي وكيل حزب الكرامة (تحت التأسيس) أن الحكام العرب شركاء في جريمة قتل الأطفال والعجزة في غزة، وقال أين وزير خارجيتنا الذي قال إنه سيكسر قدم من يمر عبر حدود مصر- من مجاز الإسرائيليين. الصمت العربي وفي السياق نفسه أدان اتحاد الأطباء العرب المجازر الصهيونية بحق الفلسطينيين العزل في قطاع غزة والضفة المحتلة، واتهموا السلطات المصرية بعرقلة تقديم المساعدات والعون للشعب الفلسطيني المحاصر في غزة. وطالب الاتحاد في مؤتمر صحفي عقده بالقاهرة مساء الأحد بفتح معبر رفح أمام الجرحى والمصابين ومناشدة المستشفيات المصرية استقبال المصابين، واستنكر محاولات إلقاء المسئولية على الفلسطينيين أو الوقيعة بينهم وبين النظام المصري. وحذر نقيب الأطباء المصريين حمدي السيد من وجود نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية في غزة، وقال معظم جروح وحروق الفلسطينيين متقدمة، ما يؤكد استخدام الاحتلال أسلحةً محرمة دوليا كالقنابل الانشطارية وغيرها. كذلك أدان اتحاد المحامين العرب الأعمال الوحشية والمحرقة التي ترتكبها سلطات الاحتلال في غزة .. كما أدان الصمت والتواطؤ الدولي والعربي الرسمي المريب تجاه هذا العدوان. ودعا الاتحاد، في بيان الحكومات العربية لاتخاذ موقف حاسم وحازم، خاصة بعد فشل مجلس الأمن الدولي في إدانة هذه المجازر، وطالب المجتمع المدني العربي والدولي بإدانة هذه المحرقة ومحاكمة المسئولين عنها.