فى ظل أجواء القمع والترويع والإرهاب المعنوى والحسى الذى يعيشه المصريون منذ 3 يوليو وحتى الآن يبتكر الإنقلابيون حيلاً مستحدثة كل يوم تنم عن إفلاس فكرى منقطع النظير وترنح وكأنها صحوة الموت من حيث ملاحقة مناهضى ورافضى الإنقلاب العسكرى فى كل مكان نساءً ورجالاً وطلاباً فى المدارس والجامعات وأطفالاً فى عمر الزهور كل تهمتهم أنهم ندّدوا بالإنقلاب وأيدوا الشرعية التى انتخبوها فى خمسة استحقاقات دستورية وبرلمانية ورئاسية دِيست كلها بأقدام البيادة العسكرية للحيلولة دون نجاح أول تجربة ديمقراطية فى تاريخ البلاد الطويل لاسيما بعدما أفرزت الإرادة الشعبية فصيل ينتمى للمشروع الإسلامى وهذا هو مكمن الخطر الأكبر على أنصار الفكر العلمانى المناهض للتيار الإسلامى إضافة إلى أصحاب المصالح المتعارضة مصالحهم القائمة بالأساس على الاحتكار والجشع ومص دماء الشعوب فى تزاوج حرام بين السلطة والثروة. كان من الطبيعى أن يقوم الإنقلابيون باعتقال قيادات الصف الأول والثانى لجماعة الإخوان المسلمين وبعض مناصريهم من الأحزاب الأخرى بهدف تجفيف منابع الزخم الثورى المندد بانقلاب 3 يوليو الدموى لاسيما بعد مجزرة فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة (14 أغسطس الماضى) لكن فشل مسعى سلطات الانقلاب بالإجهاز نهائياً على جذوة الثورة جعلهم يتصرفون بغباء كشف عن قبحهم وعوراتهم وسوء نياتهم تجاه شعب كُتب عليه القهر والجور طيلة الدهر ولا يريدوه مجرد أن يتألم أو يجأر بالشكوى ويجهش بالبكاء على حاله البائس ومستقبله الغامض فى ظل دولة الدبابة وعصابتها المؤيدة والمباركة لحرب الإبادة على الهوية لكل من هو إخوانياً أو بالأحرى إسلامياً ما جعل سلطات الدبابة تعتقل مواطناً فلاحاً صعيدياً من قرية الأشراف الشرقية التابعة لمركز ومدينة قنا يدعى عمر أبو المجد على الصغير"31 عاماً" كما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط (23 سبتمبر الماضى) ، وذلك بعد أن امتطى هذا المزارع حماراً كتب على جسده اسم الفريق أول عبد الفتاح السيسى احتجاجاً على عزل الرئيس محمد مرسى وتنديداً بالانقلاب العسكرى الذى قاده الفريق السيسى أثناء مسيرة مؤيدة لعودة الرئيس مرسى ووضع المزارع على رأسه كاب القوات المسلحة ، وأضافت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية أنه تم القبض عليه بتهمة الإساءة إلى رمز من رموز القوات المسلحة ، وتوجيه إهانة للجيش المصرى والزى الخاص به ، وأحالته للتحقيق ، فى الوقت الذى نشرت مواقع التواصل الإجتماعى (فيس بوك) صورة مثيرة لحمار تم اعتقاله مكتوب على ظهره اسم السيسى فى سيارة الشرطة. أعتقد أن كل يوم يمر لصالح أنصار الشرعية ينتقص فى المقابل من رصيد الانقلابيين ويدفعهم إلى التناحر مع بعضهم البعض ليأكل بعضهم بعضا للتخلص من تبعات جرائمهم المستمرة بحق الشعب ، ولأن الغباء آية من آيات الله عز وجل الذى أراد أن يرزقهم جزءاً من هذا الغباء لكشف المزيد من العورات والسوءات والتى لم تعد مستترة بعد اليوم مما جعلهم يقدمون على اعتقال حمار ظناً منهم أنه رافض للانقلاب ويمثل إهانة كبيرة لزعيم انقلاب كُتب اسمه على جسد هذا الحمار الكئيب صاحب الحظ العثر فى ظروف ساقته إلى معتقل فى سابقةٍ ربما تكون الأولى فى التاريخ ، الأمر الذى يستدعى هاجساً بريئاً عن أحوال الحمار الآن وهل يُعامل معاملة الحيوانات الكريمة ويُسمح له بالزيارة ومقابلة محاميه؟! أم أن مجرد التفكير فى ذلك الهاجس لا يجوز أصلاً فى بلادٍ لا تُلقى بالاً بالإنسان؟! ، أما الحمار وأمثاله فمنظمات الرفق بالحيوان كفيلة بالدفاع فى بلاد الخواجات. [email protected]