حذر السفير الأمريكي لدي الوكالة الدولية للطاقة الذرية غريغوري شولت الجمعة إيران من أن سعيها للحصول علي تكنولوجيا أكثر تقدما لتخصيب اليورانيوم سيفاقم من الأزمة الدولية بينها وبين الغرب حول برنامجها النووي. وقال شولت إن أية محاولة إيرانية لتشغيل أجهزة طرد مركزية أكثر تطورا ستكون تصعيدا لجهة عدم تنفيذ هذا البلد لالتزاماته بتعليق كافة نشاطات تخصيب اليورانيوم. وقال إن ذلك سيمثل انتهاكا آخر لالتزامات إيران الدولية وسببا آخر لشعورنا بالقلق بشأن طبيعة برنامج إيران النووي ونوايا زعمائها، وسببا آخر لان يتخذ مجلس الأمن تحركا . كما قال نيكولاس بيرنز وكيل وزارة الخارجية الأمريكية إن الولاياتالمتحدة لا تري حاجة علي الإطلاق لقيام إيران ببناء محطات إضافية للطاقة النووية. محطة ثانية وجاء رد بيرنز عندما سئل عن تقرير نقل عن السفير الإيراني لدي روسيا قوله إن طهران تشيد محطة ثانية للطاقة الذرية. وكانت وكالة إيتار تاس الروسية للأنباء نقلت في وقت سابق أمس عن السفير الإيراني غلام رضا أنصاري قوله إن إيران بدأت بناء محطة ثانية للطاقة الذرية و الآن علينا أن نفكر في الوقود الذي تحتاجه المحطة. وتبني إيران محطتها الأولي للطاقة الذرية قرب مدينة بوشهر الجنوبية وتقول طهران إن العمليات التجريبية قد تبدأ في وقت لاحق من العام الجاري بعد أن وصلت إلي المحطة الشهر الماضي شحنات من الوقود النووي الروسي. وذكرت تقارير صحافية أن إيران تقوم بتجربة أجهزة طرد مركزية متطورة لتخصيب اليورانيوم، متحدية قرارات الأممالمتحدة القاضية بتعليق كافة عمليات تخصيب اليورانيوم إلي حين يمكن للوكالة الدولية للطاقة الذرية التحقق من أن مثل هذه النشاطات سلمية بالكامل. وأوضح شولت انه ينتظر التقرير الذي سيقدمه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي هذا الشهر بهذا الصدد. وقال رغم انه ليست لدينا معلومات حول الطبيعة الفنية لأي أجهزة طرد مركزي إيرانية جديدة، لكننا نعتبر إن الهدف من أي اختبار هو زيادة قدرة إيران علي التخصيب . وقال دبلوماسي آخر طلب عدم الكشف عن هويته إن مثل هذه الاختبارات قد تجعل من الصعب حل الأزمة النووية الإيرانية. وأضاف لقد أوضحت الوكالة الدولية ومجلس الأمن الدولي أن علي إيران تعليق عمليات تخصيب اليورانيوم. تحدي وذكر ديفيد اولبرايت رئيس معهد العلوم والأمن الدولي من مقره في واشنطن أن إيران تطور نموذجا جديدا من أجهزة الطرد المركزية لتخصيب اليورانيوم من أجل التغلب علي المشاكل التقنية في أجهزة طرد بي-1 من الجيل الأول المستخدمة حتى الآن في نطنز. وفي واشنطن أشار توم كايسي المتحدث باسم وزارة الخارجية انه حتى مع عدم تأكيد هذه المعلومات، فإن مجرد مناقشتها يظهر إرادة طهران في تحدي مطالب مجلس الأمن الدولي ويبرر فرض عقوبات جديدة علي إيران. وقال كايسي إن حقيقة أن هناك أشخاصا يقولون إن (الإيرانيين) لا يواصلون فحسب العمل علي أجهزة الطرد الحالية، بل كذلك يسعون إلي تطوير الأجهزة التي لديهم، تظهر إن (الإيرانيين) لا يبذلون أي جهد للتحرك في الاتجاه الذي يرغب المجتمع الدولي منهم التحرك فيه . وأضاف ولهذا السبب سيكون لدينا قرار آخر بشأن (فرض) عقوبات في المستقبل ليس بالبعيد كما نأمل . والعام الماضي أكد مفتشو الوكالة الدولية مزاعم إيران بان لديها 3000 جهاز طرد مركزي من نوع بي-1 تعمل في نطنز، وهو العدد الكافي في الظروف المثالية لإنتاج مادة كافية في عام لإنتاج قنبلة ذرية. وتشير التقديرات الحالية إلي أن أجهزة بي-1 تعمل حاليا بعشرة بالمائة من قدرتها. وقالت اولبرايت إن أجهزة طرد من نوع بي-2 تنتج يورانيوم مخصباً أكثر بمرتين ونصف من أجهزة بي-1، مما يعني انه يكفي استخدام 1200 جهاز طرد مركزي متطور فقط لإنتاج مادة كافية لإنتاج قنبلة. إلا أن إيران اضطرت إلي تصميم وصنع أجهزتها الخاصة من نوع بي-2 بسبب صعوبة الحصول علي القطع المصنعة في الخارج نظرا للحظر الاقتصادي المفروض علي الجمهورية الإسلامية.