في أعقاب خطاب رئيس الولاياتالمتحدة باراك أوباما الذي ألقاه فجر أمس الأربعاء، تسود حالة من الإحباط الشديد لدى بعض السياسيين الكبار في "إسرائيل" نتيجة إعلان الرئيس أوباما في خطابه إعطاء الفرصة الكافية للعملية الدبلوماسية التي تقودها روسيا من أجل التعامل مع الملف الكيماوي السوري، وإرجاء العملية العسكرية المحتملة. فمن جانبه وبحسب ما ذكرت القناة العاشرة في تقرير لمراسلها أن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو تعامل في تصريحاته تجاه خطاب أوباما بحذر شديد، وعلى الرغم من ذلك فقد وجه انتقاداً شديد اللهجة بطريقة غير مباشرة لخطاب أوباما الذي خصص للهجوم المحتمل على سوريا. وأوضح نتنياهو أنه قد بدا واضحاً الآن أكثر من أي وقت مضى بأنه يجب على "إسرائيل" أن تهتم بنفسها، مشيراً إلى أن "إسرائيل" قادرة دائماً على حماية نفسها بقوتها الذاتية ضد أي تهديد، اللافت هنا أن هذا التوجه جاء بعد ساعات فقط من خطاب أوباما الذي أعلن فيه تأجيل الضربة وهذا يشير إلى أن "إسرائيل" أصبحت تعي باهتمام أن الولاياتالمتحدة ربما لن تكون شريكة لها في أي ضربة عسكرية ضد إيران. وتشير القناة العاشرة إلى أن الصفقة التي وصفت بالمتخمرة بين روسياوالولاياتالمتحدة بتأجيل الضربة العسكرية مقابل نقل السلاح الكيماوي قد قابلها الصهاينة بشكوك كبيرة وقلق شديد من أن روسيا وسوريا قد تكسبان مزيداً من الوقت لصالح تأجيل الضربة دون تفكيك السلاح الكيماوي. ووفقاً لما جاء في التقرير فإن المسئولين الصهاينة يتحدثون عن سوريا، لكن أنظارهم تتجه إلى منحى آخر والمتمثل بالملف النووي الإيراني الذي لا زال الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني مستمراً في التقدم ببرنامجه النووي، لافتاً إلى أن الحكومة الصهيونية تدرك جيداً أن النظام الإيراني متيقظ لما يحصل في منطقة الشرق الأوسط. ويتضح من تصريحات نتنياهو الذي قال فيها:"إن من يستخدم سلاح الإبادة الجماعية سيدفع الثمن الباهظ، وإن الرسالة التي يوجهها العالم حالياً إلى سوريا يجب أن يستوعبها النظام الجديد في إيران"، أن "إسرائيل" مهتمة كثيراً لما يحصل في سوريا وفي الوقت نفسه تتابع عن كثب التطورات في الملف النووي الإيراني". الجدير بالذكر هنا أن الحكومة الصهيونية تحاول منذ زيارة الرئيس الأمريكي الأخيرة "لإسرائيل" المحافظة على العلاقات الطيبة مع البيت الأبيض، إلا أن الشعور بحالة الإحباط من خطاب أوباما قد يغير الكثير وربما لا يحدث شيئاً.. لكننا نترك الأمر للأيام المقبلة لتعطينا التفاصيل كاملة حول ما يحدث.