السعودية والإمارات والكويت يموّلون مشروع السد لتركيع الشعب الثائر الإعلام الذى أشاع الرعب بسبب السد لم ينطق بكلمة منذ الانقلاب الأسود
منذ تولى الرئيس محمد مرسى مسئوليته كأول رئيس مدنى منتخب فى تاريخ مصر يوم 30 يونيه 2012م ، ولم تتوقف المؤامرات ضده لعرقلته وشل حركته، لتعود البلاد من جديد إلى حكم العسكر. مليونيات متلاحقة، قطع الطرق والكبارى ، اقتحام مؤسسات الدولة ، محاصرة الفنادق والسياح الأجانب، بث الشائعات، تخويف المستثمرين، حماية المذيعين والمذيعات الذين يتطاولون ببذاءة منقطعة النظير على الرئيس وجميع القيم والثوابت، التحذير من «الانهيار الاقتصادى» ، إهانة الرئيس فى التليفزيون الرسمى للدولة وكذلك الإذاعة،محاولة اقتحام قصر الاتحادية بالونش،محاصرة المساجد، اختلاق مشاكل وهمية عند كل زيارة خارجية للرئيس، الإيحاء فى وسائل الإعلام بأن الرئيس لا يذهب إلى مكان إلا وتقع فيه كارثة وأنه «نحس» واقتحام وزارة الثقافة واحتلالها من قبل صبيان فاروق حسنى دون تحرك من الأمن، وقد توّجت هذه الحملة العنيفة بلقاء عبدالفتاح السيسى قائد الانقلاب فى مايو الماضى بجميع الرموز التى تريد إسقاط الرئيس، وكان أهم لقاء هو الذى جمعه ب «محمد الأمين» إمبراطور الإعلام الغامض الذى ظهر فجأة ودشن مجموعات إعلامية عديدة أهمها «شبكة قنوات سى بى سى، وجريدة الوطن»، وقد سرّبت مصادر فى وقتها أن السيسى أشاد بدور الأمين وحثه على المواصلة لتهييج الشارع وتعبئة الرأى العام،وأكد له أن برنامج« باسم يوسف» يحقق دورا مهما فى استعادة مصر من الإخوان! منذ مايو الماضى والانقلاب باتت معالمه واضحة جدا ، خاصة تسريبات السيسى لجريدة الوطن التى كان أشهرها فيديو يجمع الرئيس مرسى بالمرشد السابق للإخوان محمد مهدى عاكف عام 2009 ، ونشرته الوطن على أن الرئيس يخضع لأوامر عاكف ، وحاول قائد الانقلاب صرف الأنظار إلى أن الذى سرّب الفيديو هو حسن عبد الرحمن رئيس جهاز مباحث أمن الدولة الذى خرج من السجن، فى حين أنه هو الذى كان يقف خلف جميع هذه التسريبات كونه كان مديرا للمخابرات الحربية طوال سنوات فى عهد مبارك وطنطاوى.
سد النهضة .. مؤامرة «السيسى» التى اختفت بعد الانقلاب
طوال الأشهر الأخيرة قبل الانقلاب مباشرة وتحديدا ( إبريل – مايو- يونيه) استخدم السيسى موضوع «سد النهضة» الذى تقيمه أثيوبيا لتشويه صورة الرئيس مرسى وإظهاره فى موقف العاجز الذى لا يستطيع تحمل المسئولية، وكالعادة كانت تسريبات «السيسى »الخائبة حاضرة بقوة ، خاصة لجريدة «الدستور» التى يمتلكها رضا إدوارد، حيث زعمت هذه الصحيفة أن الإخوان يخططون مع أثيوبيا لتقليل مياه النيل لقتل ستين مليون مصرى ، ليكون تعداد الشعب 30 مليونا غالبيتهم من الإخوان لتصبح الدولة إخوانية ! ومثل هذه التسريبات المولغة فى التخريف والعبث كانت تحدث بلبلة فى الشارع ، وأعقبتها حملات عنيفة من صحف الوطن واليوم السابع والمصرى اليوم والشروق، جميعها تخصص ملفات وملاحق عن «العطش» الذى سيقتل المصريين و«مرسى»الرئيس الذى لا يستطيع مواجهة هذا الخطر، وعندما أقام الرئيس مؤتمرا حول هذا الأمر سخروا منه وواصلوا الهجوم عليه.
الانقلاب وسد النهضة
عقب الانقلاب الدموى العسكرى لم يعد أحد يستمع لكلمة واحدة عن سد النهضة رغم أن الشعب لا زال تسعين مليونا ولا زال العطش يتهددهم، ولا زالت الأخطار قائمة، ومع ذلك لسان حال إعلام الانقلاب: «لا حس ولا خبر» ! وبالرغم من إعلان جنوب السودان انضمامها لاتفاقية عنتيبى التى لا تعترف بحقوق مصر المائية، لم ينبس الانقلابيون ببنت شفة.
التمويل الخليجى لسد النهضة
تقف السعودية والإمارات والكويت خلف تمويل سد النهضة ودعم أثيوبيا فى محاولة لوأد ثورة 25 يناير وتركيع الشعب الذى ثار ضد حليفهم وخادمهم حسنى مبارك، وقد نقلت صحيفة العلم الأثيوبية عن المتحدث باسم الحكومة الأثيوبية «بريخيت سمئون» شكره العميق للدول الداعمة لسد النهضة وعلى رأسها «إسرائيل والولايات المتحدة والسعودية». وقد توجهت السعودية والإمارات والكويت للحكومة الأثيوبية لزراعة 5 ملايين فدان بجوار السد الأثيوبى، لدعم المشروع والعبث بحصة مصر من مياه النيل . العمل حتى الآن يجرى فى سد النهضة، وسط خرس من جميع الانقلابيين ، حتى عندما فبركت إحدى الصحف تصريحات على لسان «السيسى» هدد فيها بضرب السد الأثيوبى سارعت منى عمر سفيرة الانقلاب فى أثيوبيا لنفى هذا الخبر وقالت لن نخوض أى حرب ضد أى دولة إفريقية، هذا فى الوقت الذى هوجم فيه الرئيس محمد مرسى عندما قال «إن كل الخيارات مفتوحة لمواجهة سد النهضة».