هيومن رايتس ووتش: 14 أغسطس اسوأ جريمة قتل جماعى بتاريخ مصر المعاصر سيظل تاريخاً للعار حالك السواد فى ذاكرة الأمة أريقت فيه الدماء الطاهرة فى رابعة العدوية والنهضة وأحرق الموتى والأحياء فى مجازر فاشية قلما شهدت لها الانسانية مثيلاً استشهد فيها ما يقرب من 3000 مصرى كان ذنبهم الوحيد أنهم بذلوا أنفسهم فداء حرية وطنهم ضد حكم عسكرى غاشم و على يد سفاح خسيس. إن ما جرى ويجرى على أرض مصر لا يمكن فهمه بعيداً عن الأيدى الصهيونية الأمريكية ، ولا يحتاج الأمر الى استدلال إذ أن تبنى اسرائيل للانقلاب واحتفائها بالخسيسى لم تستطع كتمانه ، كما أن أنظمة النفط العلمانية التى يتدثر بعضها برداء دينى مهترىء قد أعلنت عن عدوانها على الشعب المصرى الأعزل حين وصفت مظاهراته واعتصاماته السلمية ضد الانقلاب بالارهاب داعية اصدقائها فى أوروبا وأمريكا لدعم عسكر كامب ديفيد ضد أنصار الاخوان المسلمين وأقرانهم من داعمى الشرعية فى مصر. لقد مضى السيسى إلى آخر الشوط متجاوزاً جرائم العبد الخاسر فى 54 و65 ، وهو ما يدعو للتساؤل عن شخصية الرجل هل هو مجرم بطبعه ... سفاح بفطرته ؟؟ أم أن الدماء تسيل أنهاراً لينجو بعصبته من القصاص ؟؟؟ البعض من البسطاء و السذج يتغنى بالحديث عن السيسى الذى يصلى ويحفظ القرآن!!!! فالرجل لم تبد عليه امارات المعصية ولا اشارات الخيانة أو الطغيان والجبروت الذى جعلته ينافس فرعون موسى الذى كان يستحيى نساء المؤمنين فلا يقتلهم بينما هذا السفاح يقتل ثم يحرق معارضيه ونسائهم أيضاً !!! نسى هؤلاء أن الحجاج بن يوسف الثقفى كان حافظاً لكتاب الله لكنه هدم الكعبة بالمنجنيق ، وقتل صحابة أشهرهم عبدالله بن الزبير الذى ودعته أمه ذات النطاقين بقولتها الخالدة ( أمضِ يا بنى فما يضير الشاة سلخها بعد ذبحها؟). أتت حرب الابادة العنصرية التى تمت فى رابعة والنهضة ثم قنص المصريين فى الشوارع والاعتداء على المساجد بالاستعانة بالبلطجية علناً أمام كاميرات الفضائيات ثم قتل المعتقلين تحت التعذيب واخراج جثامينهم للعيان بهذا المشهد البشع المنافى للانسانية لتذكرنا بمذابح الصهاينة فى كفرقاسم ودير ياسين بهدق ارهاب الأحرار بالصدمة والرعب ليدرك المصرى أنه بنزوله للشارع ضد العسكر فمصيره اما القنص أو الاعتقال والسجن أو التعذيب حتى الموت. ان الخطأ الاستراتيجى للرئيس مرسى وللاسلاميين أنهم وثقوا فى قادة العسكر و قواد المخابرات العامة والحربية ، ونسى الرئيس الأسير أن عسكر كامب ديفيد قد صنعوا على عين البنتاجون والسى آى ايه ، كما تناسى أن السيسى نفسه كان رجل المخابرات الحربية أى انه نظير عمر سليمان فى خدمة اسرائيل و تأمين نظام مبارك . ان مواجهة وتطهير الأجهزة الأمنية والقيادة العسكرية كان يجب أن يتم وقت عزل طنطاوى وعنان ، نعم كانت المواجهة ستكون شاقة و ربما تم الانقلاب فى اغسطس 2012 لكن المواجهة المبكرة كانت لتوفرمناخاً شعبياً لم يتلوث بألاعيب السيسى ومخابراته وأبواقه الاعلامية المأجورة التى شنت دعايتها السوداء طوال العام المنصرم. لماذا يتعجب البعض من كون السيسى كنزاً استراتيجياً للصديقة اسرائيل ؟ وخادماً مطيعاً لربته أمريكا التى أتمت الانقلاب ثم نفضت يديها من دماء الأبرياء؟ ألم تُستخدم أمن الدولة والمخابرات كأداة اساسية فى خدمة الموساد والمخابرات الغربية منذ صدور التعليمات للمخلوع بتبنى مصطلح الارهاب1990 لمحاربة الاسلام الجهادى من باكستان وافغانستان حتى المغرب ومالى . ألم تستخدم معتقلات مصر منذ سنين لاحتجاز وتعذيب المعتقلين الأجانب لصالح الأجهزة الغربية (و لنا عبرة فى فضيحة تعذيب المصرى الايطالى أبوعمر امام مسجد ميلانو لصالح المخابرات الأمريكية فى معتقل دمنهور فى 2005 وما خفى كان أدهى و أعظم ) ألم تكن مصر شريكاً أساسياً فى التخطيط لغزو العراق2003 ، وجيشك كان جزء من الغزو بدعم لوجيستى كامل للعدوان ، و طائرات التحالف عبرت أجوائك وتزودت بالوقود ، وبارجاته الحربية عبرت قناة السويس لتحتل العراق. وكانت وما زالت المخابرات ترتمى فى أحضان الصهاينة و تحارب المقاومة فى فلسطين وما عملية الرصاص المصبوب فى ديسمبر 2008 منا ببعيد الجديد أن نفس الاجهزة قد خططت لتدمير كل مكتسبات ثورة 25 يناير واجهاض الديمقراطية الوليدة ،ثم تدنت فى الاجرام فصارت تشرف بشكل منهجى على قنص وحرق المصريين بدم بارد ، فى مجازر يراها العالم كله حرب ابادة فاشية وجرائم لا تسقط بالتقادم. ولنلخص المشهد الذى يقوده الخسيس يمكننا استعارة كلمات (رون بن يشاي) المعلق العسكري الصهيونى لموقع واي نت، الذي يرى إنه يتوجب على اسرائيل عمل المستحيل من أجل انجاح الانقلاب للأسباب التالية : (( السيسي يقود المعركة ضد كل الذين يحاولون إعادة الإسلام لصدارة العالم ، إفشاله يعني حرمان الغرب من تمتع الطيران الحربي الغربي من الحق في استخدام الأجواء المصرية، والتوقف عن منح حاملات الطائرات الأمريكية الأفضلية لدى الإبحار في قناة السويس. . يتولى السيسي قيادة مواجهة مفتوحة مع " قوى الجهاد العالمي "، التي تهدد مصالح إسرائيل والغرب. من هنا يدعو (بن يشاي) الغرب إلى ضخ مليارات الدولارات من أجل منع حدوث انهيار اقتصادي يؤجج بدوره ثورة ضد حكم العسكر، ويشدد على ضرورة تركيز الاستثمار في البداية على دعم الجيش والأجهزة الأمنية المصرية التي تتولى مهمة قمع " المتطرفين ". ويشدد على إنه يتوجب على إسرائيل ألا تخجل من دورها في دعم السيسي، مستذكراً بإنها تقوم بذات الدور الذي تقوم به دول الخليج والأردن)) "1"...... أليست تلك الكلمات هى ذات الخطاب الاعلامى الانقلابى ؟! إن السيسى هالك لا محالة إن عاجلاً أو آجلاً فهو وجنده على خطى فرعون وهامان وجنودهما (وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ ۖ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ ۚ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا) و على المصريين أن يواصلوا ثورتهم الحقيقية ضد عملاء الصهيونية وحلفائهم الانقلابيين الذين خططوا شهوراً لكى ينقلبوا على الديمقراطية وينسفوا الثورة ، فلنهيىء انفسنا لنضال طويل عصيب وتضحيات مريرة لدحر هذا الانقلاب الدموى ... وَلِلحُرِّيَّةِ الحَمراءِ بابٌ *** بِكُلِّ يَدٍ مُضَرَّجَةٍ يُدَقُّ "1" رابط مقال بن يشاى http://www.ynet.co.il/articles/0,7340,L-4419996,00.html