«عبد الحميد السراج» الرجل القوى بالمخابرات السورية أغروه بالصكوك المالية لخيانة وطنه.. فكشف مخططاتهم - «خاشقجى» حصل على ميزانية ضخمة لشراء الأسلحة للمرتزقة والقبائل التى انحازت إلى الملكيين باليمن والسعودية - الملك «فيصل» طلب من إسرائيل التدخل لحمايته فى أثناء حرب اليمن.. والملك «فهد» التقى وزير الدفاع الإسرائيلى سرا فى أسبانيا - الملك «الحسن» حث رابين على البدء بلقاء السعوديين.. و إسرائيل أنقذت العرش السعودى من السقوط عامى 1961 و1976 - «ناصر الدين النشاشيبى» قام بالوساطة بين البلدين .. و«بيريز»يطالب ببيع النفط السعودى لإسرائيل - حكام الجزيرة العربية عرضوا الاعتراف بإسرائيل مقابل رفع العلم السعودى على المسجد الأقصى وخمسة مليارات رشوة - الرئيس المخلوع مبارك : الملك «فهد» شجعنى على تعزيز علاقات السلام مع إسرائيل - بندر بن سلطان :السعودية لن تقبل بدولة فلسطينية مستقلة.. بل تؤيد إقامة اتحاد كونفيدرالى بين الأردن والفلسطينيين - مع قيام الوحدة السورية المصرية فى عام 1958تدهورت العلاقات السعودية المصرية إلى حد بعيد وأصبح الملك «سعود» مقتنعا بأن «عبد الناصر» بعد حرب السويس وقيام الوحدة المصرية السورية وحل حلف بغداد يطمع فى السيطرة على المنطقة العربية كلها، وكانت إسرائيل تعلم بعلاقات سعود بسوريا. فبدأت بالعمل فورا، وتم تشكيل لجنة سرية مؤلفة من موظفين يعملان فى شركة «أرامكو»؛ الأول ضابط إسرائيلى يحمل جواز سفر أمريكيا، ويعمل فى قسم العلاقات العامة بالشركة، والآخر سعودى غير معروف من أصل سورى، وقد توصلت اللجنة إلى أن «عبدالحميد السراج» الرجل القوى الذى يرأس جهاز المخابرات السورية يمكن أن يكون المفتاح لضرب الوحدة العربية، لأنه شخص فوق الشبهات ويتمتع بثقة «عبدالناصر» الخالصة فأمطروه بالصكوك المالية التى تسلمها بدوره وأعلن عنها فيما بعد لفضح المؤامرة الموجهة ضد الوحدة المصرية السورية، والتى تتضمن فى تفاصيلها اغتيال عبد الناصر. الصراع على اليمن وفى فقرة أخرى متعلقة بحرب اليمن، تذكر الدراسة أنه ( كانت الاستراتيجية الإسرائيلية هى أن تضع ولأول مرة «فيصل» على اتصال مباشر مع إسرائيل بواسطة عضو مجلس العموم البريطانى المحافظ الصهيونى الميول الذى ترأس ما سمى «جماعة السويس» المدعو «جوليان إيمرى»، وذلك بالتعاون مع النائب، ثم الوزير البريطانى«دنكان سانديز» الذى كان يزايد على الإسرائيليين فى عدائه لعبد الناصر. وفى كتابه «الصراع على اليمن»، ذكر «إيمرى» أنه أخبر «فيصل» بأن نجاح الكولونيل عبد الناصر فى الحصول على موطأ قدم فى الجزيرة، التى هى مركز أهم الاحتياطيات البترولية فى العالم العربى والعالم قاطبةً ينذر بالشر وينبغى على جميع الأطراف المتأثرة مصالحها مقاومته، وقد أخبر فيصل أن أية محاولة لمواجهة ناصر عسكريا سوف تُسحق وأن الحل هو إقحام «اليمن» فى حرب أهلية يكون لإسرائيل فيها دور أساسى ومباشر، هذا بالإضافة إلى إيجاد تحالف قوى بين النظامين السعودى والأردنى وإنهاء حالة التوتر الموجودة بينهما. وتستمر الدراسة فى سرد الفضائح، حيث تذكر فى فقرة لاحقة أنه ( تمكن خاشقجى من الحصول على ميزانية غير محدودة لشراء جميع الأسلحة اللازمة للمرتزقة الإسرائيليين والبريطانيين والفرنسيين والبلجيكيين والجنوب أفريقيين الذين تقرر إرسالهم إلى اليمن، وكذلك لتسليح القبائل التى انحازت إلى جانب الملكيين والسعودية). ومن ضمن الإجراءات التنسيقية المتخذة كان هناك افتتاح لمكتب ارتباط سعودى إسرائيلى ببيروت إبعادا لتلك الأنشطة عن الأراضى السعودية. افتتاح مكتب ارتباط سعودى إسرائيلى ببيروت وعن فترة النكسة يذكر الخبير العسكرى الإسرائيلى «هيرش غودفان» فى مقال له فى صحيفة «الجيروزاليم بوست» فى ( 12/10/1980) أنه ( كان هناك تفاهم واضح فى المرحلة الأولى للتحالف الأمريكى الإسرائيلى ، خصوصا فى الفترة من 1967 1973م تقوم إسرائيل بموجبه بالتدخل بالنيابة عن أمريكا إذا حدثت تغييرات فى الأوضاع القائمة فى الشرق الأوسط). أما المثال المهم فيتعلق بإدراك «آل سعود» فى الفترة من 1967 إلى 1973 أنه إذا تحرشت مصر المكتظة بالسكان والفقيرة والصديقة لموسكو بالمملكة العربية السعودية القليلة السكان والمتخمة بالمال والمؤيدة للغرب بشدة، فإن حكام السعودية يعرفون أن إسرائيل ستتدخل للدفاع عنهم لحماية المصالح الغربية. وفى رأى المخابرات الأمريكية أن إسرائيل أنقذت العرش السعودى مرتين خلال الفترة ( من1961-1976)وقد ذكر الباحث «ألكساندر بلاى»، من معهد ترومان فى مقال كتبه فى مجلة العلوم السياسية الوطنية «جيروزاليم كوارتلى» تحت عنوان«نحو تعايش إسرائيلى سعودى سلمى» أن المملكة العربية السعودية وإسرائيل قامتا ببناء علاقة حميمة، وكانتا على اتصال مستمر فى أعقاب حدوث ثورة اليمن عام 1962 بهدف ما أسماه «منع عدوهما المشترك» أى «عبد الناصر» من تسجيل انتصار عسكرى فى الجزيرة العربية. وذكر بلاى أنه أجرى مقابلة مع السفير الإسرائيلى السابق فى لندن «آهارون يميز» الذى أعلمه أن الملك «سعود» والملك «فيصل» كانا على علاقة حميمة مع إسرائيل وعلى اتصال وثيق معها. وأكد الكاتب البريطانى «فريد هاليدى» ما ذكره الباحثان الآخران، حيث ذكر فى كتابه «الجزيرة العربية بلا سلاطين أن الملك«فيصل» طلب من إسرائيل التدخل لحمايته من « عبد الناصر» أثناء حرب اليمن وأن إسرائيل قامت بشحن كمية كبيرة من الأسلحة مستخدمة الطائرات البريطانية العسكرية، وأن صناديق الأسلحة ألقيت من الجو فوق مناطق الملكيين اليمنيين. وفى تقرير الشرق الأوسط الذى صدر فى «10/6/1978» جاء به أن راديو إسرائيل نقل عن جريدة «لوماتان» الفرنسية الوثيقة الاطلاع قولها إن وزير الدفاع الإسرائيلى (عيزرا وايزمان) التقى سرا بولى العهد السعودى الأمير «فهد» فى أسبانيا أثناء رحلة سرية قام بها وزير الدفاع الإسرائيلى لأوروبا فى تلك الفترة. موعد إسرائيلى فى المغرب لم تذكر الصحيفة أسباب اللقاء، وذكرت مجلة التايم الأمريكية (14/8/1978) تحت عنوان «موعد إسرائيلى فى المغرب»، أن الملك «الحسن» حث «رابين» على البدء بلقاء السعوديين الذين يمولون الاقتصاد المصرى، وقد وافق رابين على الفكرة ووافق الأمير فهد على اللقاء، وقام الملك الحسن فعلا بترتيب ذلك اللقاء، وقد كتب الكولونيل الإسرائيلى«رافى سينو» الذى يعمل فى المخابرات الإسرائيلية كتابا بعنوان« الفرص الكبرى المبددة»، تحدث فيه بإسهاب عن الاتصالات السرية التى جرت بين إسرائيل والحكام العرب فى الماضى. وقد احتوى الكتاب على كمية كبيرة من الأسرار التى لم تنشر من قبل، وقد أجرت صحيفة «الجيروزاليم بوست» فى (23/6/1994) مقابلة مع هذا الضابط، كشف خلالها أن « فهد» حينما كان وليا للعهد قد سعى لإجراء اتصالات سرية مع إسرائيل، بغية الوصول إلى تفاهم بين البلدين، وأنه استخدم لهذه الغاية مبعوثا فلسطينيا أرسله لمقابلة« موشى ديان»وزير الخارجية الإسرائيلى وقد أجرت الصحيفة المذكورة مقابلة مع المبعوث السعودى الذى يدعى «ناصر الدين النشاشيبى» وهو صحفى فلسطينى معروف ومقرب من السعوديين وقد اعترف النشاشيبى بالحادثة للصحيفة، وقال إنه التقى بالكولونيل«سينون» فى عام 1976، ثم سافر إلى الرياض لمقابلة ولى العهد «فهد» وسلمه رسالة شفهية سرية إلى وزير الخارجية الإسرائيلى «موشيه ديان»، بخصوص العلاقات بين البلدين، وقال النشاشيبى: إنه حين وصل إلى القدسالمحتلة احتفى الإسرائيليون به وأنه أعلمهم أنه يحمل رسالة شفهية سرية من ولى العهد فهد. وتابع قائلا:( أفهمتهم أنه إذا تمكنا من توضيح مواقفنا بشكل جيد فسنتمكن من فهم بعضنا بخصوص معايير التعامل فى المستقبل ). كما ذكر «النشاشيبى» للصحيفة الإسرائيلية أنه التقى عقب ذلك بستة أعوام بشيمون بيريز رئيس وزراء إسرائيل فى نيويورك وأن بيريز طلب منه السفر إلى الرياض لتسليم رسالة سرية للملك فهد لم تعرف محتوياتها كما كتب « ألكساندر بلاى» مقالا آخر فى مجلة «جيروزاليم كوارترلى» ، تحدث فيه عن عمليات بيع النفط السعودى لإسرائيل. وذكر أن ناقلات النفط تغادر الموانئ السعودية، وما أن تصل إلى عرض البحر حتى تزيف أوراقها وتحول حمولتها إلى الموانئ الإسرائيلية. وذكرت مجلة « الإيكونوميست» البريطانية أن إسرائيل تقوم بحماية النفط السعودى الذى يضخ من ميناء ينبع إلى البحر الأحمر، وأن إسرائيل تقوم بذلك عملا باتفاق سرى إسرائيلى سعودى مصرى، تحمى إسرائيل بموجبه القطاع الشمالى وتحمى مصر القطاع الجنوبى والغربى مقابل حصولهما على مساعدات سعودية مالية. خطة «فهد» للسلام وهناك وثيقة عرفت فيما بعد «بخطة فهد للسلام»، وقد تمكن «يعقوب نيمرودى» ضابط المخابرات الإسرائيلية السابق (وتاجر السلاح فيما بعد ) من الحصول عليها عبر«عدنان الخاشقجى» ، حيث كان«نيمرودى » وشريكه « آل شويمر»، والذى كان رئيسا لمصانع الطائرات الإسرائيلية وهما من أصدقاء شارون على علاقة وطيدة ب« الخاشقجى»، حيث قاموا بعقد صفقات للسلاح وصفقات سرية أخرى. وهذه الوثيقة السياسية السرية والتى كتبها ولى العهد «فهد»، تحدث فيها بشكل علنى عن قبول «آل سعود» بإقامة السلام مع إسرائيل والاعتراف الكامل بشرعية دولتهم وقد أعلم «نيمرودى»الإسرائيليين أن «الخاشقجى» نقل مطالب «آل سعود» لهم برفع علمهم على الأماكن الإسلامية المقدسة فى القدسالمحتلة كرمز ضمنى يعترف بأنهم حماة تلك الأماكن المقدسة. وكانت الصحف البريطانية والأمريكية قد ذكرت فى تلك الفترة أن «آل سعود» عرضوا الاعتراف بإسرائيل مقابل سماحها لهم برفع العلم السعودى على المسجد الأقصى، وعرضوا على إسرائيل مبلغ خمسة مليارات دولار كرشوة، إلا أن إسرائيل رفضت العرض السعودى، وسارع آل سعود كالعادة لنفى الخبر! سلسلة من الرحلات واللقاءات والزيارات السرية وفى الثمانينيات جرت سلسلة من الرحلات واللقاءات والزيارات السرية، وعلى مستوى الاتصالات السياسية والاستخباراتية بدأت الصحف العبرية تتحدث بشكل جاد عن هذه الاتصالات منذ 1980. حيث كشفت مجلة «هعولام هزه» فى عددها الصادر بتاريخ 26/10/1980: أن السعودية بعثت رسالة إلى إسرائيل حملها وزير الخارجية التونسية عام 1976. واشتملت الرسالة على اقتراح من الحكومة السعودية بمنح إسرائيل مبالغ طائلة من الأموال مقابل انسحابها من الأراضى المحتلة، ومن أبرز مضامين الرسالة: * موافقة إسرائيل على الانسحاب من الأراضى المحتلة وإقامة دولة فلسطينية بزعامة المنظمة. * جميع الدول العربية ومنظمة التحرير تعترف بإسرائيل وتوقع اتفاقية سلام معها. * تقدم السعودية منحة مالية لإسرائيل مقدارها 3 مليارات دولار. وذكرت جريدة «دافار» بتاريخ 12/2/1986أن عددا من مقربى«شيمون بريز» اجتمعوا مع اثنين من المبعوثين السعوديين فى المغرب، وأشرف وزير الداخلية المغربى على ترتيب اللقاء، وقد قدم الإسرائيليون معلومات حول مخطط لاغتيال عدد من أفراد الأسرة السعودية المالكة. كما ذكرت جريدة «علهمشمار» بتاريخ 17/11/1987.أن الرئيس «حسنى مبارك » أبلغ وزير الطاقة «موشيه شاحال» أن الملك« فهد» هو الذى شجعه على تعزيز علاقات السلام مع إسرائيل ونقلت جريدة «هاآرتس»الإسرائيلية عن السفير السعودى فى واشنطن أن السعودية تضغط على منظمة التحرير الفلسطينية وخاصة على زعيمها «ياسر عرفات» لإصدار بيان تعترف فيه بإسرائيل وقال «بندر بن سلطان» السفير السعودى فى واشنطن وقتها إن السعودية اقترحت على عرفات إصدار البيان من خلال التطرق إلى قرار التقسيم الدولى رقم ( 18) . وقالت الجريدة إنه جاء فى تقرير مفصل وصل إلى القدس حول اجتماع السفير «بندر» مع مجموعة من الزعماء اليهود أن السفير بندر قال إن السعودية غير مستعدة للقبول بالحل المبنى على إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وإنها ستؤيد فقط إقامة إتحاد كونفيدرالى بين الأردن والفلسطينيين. وجاء فى التقرير أيضا أن المشاركين فى الاجتماع خرجوا بانطباع، أن النظام السعودى يعتقد أن تأجيل المفاوضات وتأخر الحل السياسى للنزاع سيؤدى إلى تطرف الفلسطينيين ومنظمة التحرير، وقال السفير« بندر» إنه قد حان الوقت للتفاوض بين إسرائيل والفلسطينيين. وأضاف أن الفلسطينيين فى المناطق المحتلة مستعدون لحمل مصيرهم على أكفهم، ولكن إذا لم يلجأ الطرفان وبسرعة إلى خطوات سياسية ولم يبدءوا مفاوضات، فإنه من المتوقع أن يزيد المتطرفون من تأثيرهم على الفلسطينيين. وقال السفير لضيوفه الصهاينة إن الانتفاضة فاجأت منظمة التحرير التى لم تكن مستعدة لهذا التطور، كما كانت غير مستعدة لإعلان فك الارتباط بين الأردن والمناطق.