وقعت المجموعات المتمردة شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية اتفاق هدنة مع حكومة الرئيس جوزيف كابيلا،وقامت بالتوقيع على الاتفاق في بلدة غوما كافة المجموعات المسلحة التي تنشط شمال وجنوب إقليم كيفو شرق البلاد، بمن فيهم المسلحون التوتسي الموالون للجنرال المتمرد لوران نكوندا. وجاء هذا الاتفاق تتويجاً لأكثر من أسبوعين من المفاوضات المكثفة بين الأطراف المتحاربة بمناطق الحدود الشرقية للكونغو حيث تدور رحى الحرب مع المتمردين. وقد انطلقت المفاوضات بعد أن ضغطت الأممالمتحدة والحكومات الغربية على كابيلا ونكوندا وزعماء المليشيات لتحقيق السلام. وقال كابيلا في كلمة ألقاها بالحفل الختامي لمؤتمر سلام عقد في غوما عاصمة شمال كيفو "لقد فزنا حقاً بمعركة كبيرة على المتشككين، لكننا لسنا في نهاية المتاعب، لقد ثار تحد جديد أمامنا، تحد أكبر وأصعب من تحدي الأمس ألا وهو تحدي تنفيذ الاتفاق". ترحيب دولي ورحب مراقبون أجانب بالاتفاق ووصفوه بأنه فرصة لإحلال سلام دائم في البلاد، لكنهم حذروا من أن تنفيذه قد يكون صعبا خصوصاً بعد انهيار عدة اتفاقات هدنة سابقة. وأشار البيت الأبيض في بيان له إلى أن واشنطن ستواصل بالتعاون مع المجتمع الدولي مساندة التزام حكومة الكونغو في تحقيق السلام شرق البلاد. ومن جهته أكد الموفد الخاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة البحيرات الكبرى أن المجتمع الدولي يتعهد "بتقديم كافة الدعم الضروري للسلطات الكونغولية" لوضع حد "لمعاناة سكان" كيفو والسماح "بعودة" الكونغوليين اللاجئين بالدول المجاورة. كما دعا رولاند فان غير "كافة الدول المجاورة لجمهورية الكونغو الديمقراطية وخاصة المطلة على البحيرات الكبرى إلى المشاركة في تنفيذ تلك الالتزامات". قتلى ونازحون وقد استمر القتال بين الحكومة والمتمردين منذ عشر سنوات، وأودى بحياة مئات الآلاف من الأشخاص. وأفادت الإحصاءات أن حوالي ثمانمائة ألف شخص آخرين نزحوا من إقليم كيفو بسبب أعمال العنف. وخرج نكوندا على الجيش عام 2004 متهما الحكومة بالتقاعس عن حماية التوتسي من هجمات "المتطرفين" الهوتو الذي فروا إلى البلاد بعد الإبادة الجماعية التي تعرضوا لها في رواندا عام 1994. ورفض الرجل دمج قواته بالجيش الوطني، وخاض معارك ضده منذ ذلك الوقت مؤكدا أنه يحارب من أجل حماية قبائل التوتسي.