form id="MasterForm" onsubmit="var btn=window.document.getElementById("psbtn");if(this.s && btn){btn.click(); return false;}" enctype="multipart/form-data" method="post" action="/mail/InboxLight.aspx?n=301650724" div id="mps1_readMsgBodyContainer" class="ReadMsgBody" onclick="return Control.invoke("MessagePartBody","_onBodyClick",event,event);" صفحة أخرى من الصفحات السوداء فى تاريخ مصر. فبداية من مجزرة دار الحرس الجمهوري وبعد مجزرة المنصة كانت الصفحة الأشد سوادا فى تاريخ مصر يوم الأربعاء الأسود. الرابع عشر من شهر أغسطس 2013م الذى شن فيه الجيش وشرطة الإنقلاب حرب إبادة تترية(كأن تيمورلنك ذلك السفاح التاريخى الشهيرهو الذى يقودها) ضد معتصمى ومتظاهرى رابعة والنهضة وغيرهم من المصريين فى شتى محافظات مصر وما تبع ذلك من استهداف المتظاهرين فى ميدان رمسيس من قبل قناصة و مروحيات عسكرية ليسقط مئات القتلى وترتفع الإحصائيات يوما بعد يوم ليصبح الشهداء بالآلاف والجرحى عشرات الألوف و لتقتل قوات الإنقلاب فى يوم واحد مالم يقتله بشار فى سوريا خلال شهر .
ماتعرضت له وشاهدته بأم عينى كان مأساويا تعجز الكلمات عن وصفه لهول الموقف وتجاوزه منظومة القيم الإسلامية والإنسانية والأخلاقية والأعراف المصرية ليصبح حدثا فاصلا فى تاريخ مصر الحديث وفى علاقة الشعب مع الجيش والشرطة . فقد تعامل الإنقلابيون مع أنصار الشرعية المسالمين بأشد درجات العنف التى يمكن بلوغها على الإطلاق ولم يحقق ذلك ماكان يرجوه هؤلاء ليعلن بذلك الإنقلاب عن فشله وأنه إلى ذهاب أمام هذه الإرادة الفولاذية للمصريين .
لقد لعب الإعلام الكاذب دورا قذرا منذ اللحظة الأولى لميلاد الشرعية فى مصر بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير ونفذ تزييفا ونفاقا فجا سوف تتحاكى الأجيال بإعتباره نموذجا شيطانيا فى إستهداف الأمم والشعوب وفى صناعة الإستقطاب وتسعير نيران الكراهية التى تأكل أخضر الأمم ويابسها وكانت مجزرة رابعة والنهضة ورمسيس نموذجا صارخا على ذلك .
لقد قوضت المجازر الدموية الأخيرة أركان الإنقلابين من عسكريين وليبراليين وعلمانيين ويساريين فى مصر ليبدأ القفز من السفينة الغارقة بالبرادعى الذى لا يختلف مع شركائه فى الهدف ولكن يختلف معهم فى الوسيلة ليستقيل بناءا على نصيحة داعميه من الإسرائيليين والأمريكان وذلك حتى يتسنى لهم إعادة تدويره وتسويقه مرة أخرى .
فالبرادعى قام بدوره كاملا وشارك فى الترويج والتنفيذ للإنقلاب على الشرعية وتفجير العلاقة بين الجيش والشعب وساهم مع قادة الجيش فى جر الجيش لما كان ينادى به فى كثير من حواراته مع الصحافة الأجنبية بضرورة تغيير عقيدة الجيش المصرى ليشارك فى الحرب على مايسمى الإرهاب . ليصبح أنصار الشرعية من التيار السياسى الإسلامى هم الإرهاب الذى تم إعلان الحرب عليه ولتصبح مصر على شفا حرب أهلية نسأل الله أن يجنبنا إياها.
الإنقلاب العسكرى الذى شاركت فيه وباركته دول أقليمية بات يترنح وفشل تسويقه دوليا لذلك لم يكن مفاجئا أن يسارع النظام السعودى بتأييد ودعم سلطة الإنقلاب بعد المجازر الأخيرة ويدعوا الدول العربية ودول العالم لتقديم الدعم لسطلة الإنقلاب لمواجهة ما أسماه الحرب على الإرهاب لنرى توزيعا للأدوار بين أمريكا وحلفائها الخليجيين لإنقاذ الإنقلاب وسد الطريق على الشرعية التى تقض مضاجع دول الخليج وتقف أمام هيمنة المشروع الصهيوأمريكى فى المنطقة .
غباء الإنقلابيين وخطأ حسابات من أوعز إليهم ودعمهم جعل مصر تعانى عزلة دولية وأصبح الإقتصاد أكثر إنهيارا وتوقفت عجلة الإنتاج فى كثير المصانع وباتت الإجراءات التى يتخذها الإنقلابيون لإجهاض الثورة من طوارئ وحظر وغيره هى أحد معاول هدم هذا الإنقلاب وأهم أدوات القضاء عليه . هاهى محافظات عديدة فى مصر تشتعل وتخرج عن السيطرة بما يمهد لفوضى كبيرة لا يعلم مداها إلا الله وذلك بعد مستنقعات الدم التى خاض فيها الإنقلابيون ليطل شبح التقسيم الذى يعمل عليه أعداء الوطن .
إن خلية المقامرين بالوطن التى شاركت قائد الإنقلاب التخطيط والتنفيذ منذ اللحظات الأولى للثورة غاب عنهم تقدير ردود الفعل لأن الشعب لم يكن أبدا فى إعتبارهم فاستدرجهم الله من حيث لا يعلمون وباتوا الآن يرقصون الرقصة الأخيرة ويستفرغون أقصى جهدهم بمزيد من القمع وسفك الدماء . وكل ذى عقل يقول أوقفوا هؤلاء الإنقلابيين إنهم يعزفون لحن الدم ويرقصون على أشلاء الوطن إنهم يحرقون مصر .