• جولة "شولتز" الإفريقية خطوة مهمة على طريق تحقيق الاستقلال الاقتصادي الأوروبي • بإمكان أوروبا الاعتماد على إفريقيا في تنفيذ خطة الطاقة المتجددة كونها مصدرًا غنيًّا بالهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية • إفريقيا توفر بديلا فوريا للوقود الأحفوري الروسي، لا سيما مصر والسنغال اللتان تمتلكان احتياطات كبيرة من الغاز أشار المجلس الأوروبي إلى الجولة الإفريقية التي أجراها المستشار الألماني "أولاف شولتز" في الأيام القليلة الماضية بينما تستمر الحرب الروسية الأوكرانية، وشملت الجولة كلًا من السنغال والنيجر وجنوب إفريقيا، معتبرًا أن توطيد العلاقات الإفريقية الألمانية بات ضرورة مُلحة الآن أكثر من أي وقت مضى؛ فإفريقيا ركيزة أساسية لتحقيق الاستقلال الاقتصادي الأوروبي، في ضوء التوجُّه نحو تقليص الاعتماد على واردات الطاقة الروسية. وأضاف أنه بإمكان أوروبا الاعتماد على إفريقيا في تنفيذ خطة (REPowerEU) في أوروبا -لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري الروسي وتسريع الانتقال الأخضر-، كون القارة مصدرًا غنيًّا بمصادر الطاقة المتجددة، لا سيما الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية، ومن ثمّ، فإن الشراكة الألمانية الإفريقية من شأنها دعم تحوُّل أوروبا تدريجيًّا إلى استخدام مصادر الطاقة النظيفة. ونظرًا لأن التحول الأوروبي إلى الطاقة النظيفة يتطلب وقتًا طويلًا، أوضح أن إفريقيا بإمكانها توفير بديل فوري للوقود الأحفوري الروسي؛ فالقارة تمتلك احتياطات كبيرة من الغاز الطبيعي، مضيفًا أن الجزائر ترتبط بإسبانيا عبر خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي، كما يوجد في جنوب شرق وغرب إفريقيا احتياطات ضخمة لم يتم استغلالها بالكامل حتى الآن، فضلًا عن امتلاك كلٍ من مصر والسنغال احتياطات غاز وبنية تحتية متطورة لإنتاج الغاز الطبيعي المسال القابل للتصدير إلى أوروبا، وبإمكان مصر والسنغال أن توفِّرا بديلًا لواردات الغاز الروسي المسال إلى ألمانيا ودول أوروبا الشرقية. وأكّد أن تعزيز الشراكة بين ألمانيا وإفريقيا يتطلب أيضًا تلبية الاحتياجات الضرورية للدول الإفريقية، وذلك في ضوء تفاقُم الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في بعض الدول الإفريقية عقب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، مشيرًا إلى اعتماد إفريقيا على صادرات روسياوأوكرانيا من الحبوب الغذائية بدرجة أكبر من معظم دول العالم؛ إذ تستورد 25 دولة إفريقية أكثر من ثلث كمية القمح الذي تستهلكه من أوكرانياوروسيا، وتستورد 15 دولة إفريقية أكثر من نصف كمية القمح الذي تحتاج إليه منهما، ومن ثمّ، يمثِّل ارتفاع أسعار المواد الغذائية ضربة قاصمة للاقتصادات الإفريقية التي لم تتعاف بعد من تداعيات جائحة كورونا وفترات الإغلاق. وتأسيسًا على ذلك، أكّد المستشار الألماني في جولته الإفريقية أن أوروبا ستعمل على إعادة تصدير الحبوب إلى إفريقيا، ودعم القارة لاحتواء أزماتها الغذائية، وتعد هذه الخطوة ليست مسؤولية إنسانية أوروبية فحسب، وإنما أيضًا قرار ذكي قائم على المصلحة؛ فمن شأن ذلك تعزيز الشراكة بين إفريقيا وأوروبا، ومواجهة تنامي النفوذ الروسي في إفريقيا، وكذا التحرر من أي ضغوط قد تمارسها روسيا على الدول الأوروبية. وختامًا، استحوذت جولة "شولتز" الإفريقية على اهتمام جميع أقاليم القارة، ويتعيَّن على أوروبا متابعة تنفيذ تعهداتها بحماية الأمن الغذائي الإفريقي كدليل على جديتها في تعزيز الشراكة مع إفريقيا، مضيفًا أنه على أوروبا أيضًا إدراك أن بإمكان إفريقيا الاضطلاع بدور حاسم في عدد من الملفات الحيوية، وعلى رأسها أمن الطاقة الأوروبية، ومكافحة التغير المناخي بضمان التحول نحو الطاقة المتجددة النظيفة، وتقليل الانبعاثات الكربونية وصولًا للحياد الكربوني.