يعمل قطاع المكتبات بمكتبة الإسكندرية على تطوير عدد كبير من المشروعات والمبادرات التي تهدف إلى تشجيع القراءة ودعم البحث العلمي وتلبية احتياجات ذوي الإحتياجات الخاصة، ونشر المحتوى العربي في مصادر المكتبات حول العالم، وذلك من خلال أقسام القطاع المختلفة، المكتبات المتخصصة، المراكز، ووحدات البحث.وذكر الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية أن كتيبإرشادات كتابة المصادر والمراجع والفهرسة العربية والذي أصدرت مكتبة الإسكندرية الشهر الماضي الجزء الأول منه هو الأول من نوعه في الوطن العربي والعالم الذي يضع أسس طرق كتابة القوائم المرجعية والفهرسة باللغة العربية، وذلك انطلاقاً من إيمان المكتبة بأهمية اتباع كافة معايير النشر العلمي الصحيح، والذي يتضمن اتباع نظام موحد ودقيق في إثبات المراجع وفهرستها،ويوضح الكتيب طرق كتابة القوائم المرجعية والفهرسة باللغة العربية، وهو من إعداد قطاع المكتبات بالمكتبة و تحت إشراف الدكتورة سهير وسطاوي الرئيس السابق للقطاع.ويعد الكتيب مصدراً فريداً من نوعه ومرجع سهل الإستخدام ويضع معايير محددة لكتابة المراجع للباحثين في مصر والعالم العربي أجمع، كما يعمل على إرساء قواعد الفهرسة العربية،حسب ما ذكره سراج الدين،كما أنه يحتوي على نماذج متنوعة توضح طريقة كتابة المصادر والمراجع المختلفة، شاملة لكافة الحالات والأنواع، مثل فهرسة الكتب والمجلات والمخطوطات والمراجع الإلكترونية وغيرها.وجاء إصدار كتيب إرشادات كتابة المصادر والمراجع والفهرسة العربية نتيجة الحاجة إلى وجود مادة علمية تحدد قواعد الفهرسة العربية وأسس كتابة المصادر والمراجع،حيث أنه يعد الأول من نوعه ، رغم وجود كتيبات لشرح قواعد الفهرسة للغات الأخرى مثل كتيب شيكاغو لكتابة المصادر والمراجع الخاص بالفهرسة باللغة الإنجليزية، وتوافر كتيبات أخرى باللغة الفرنسية.ويحتوي الكتيب الذي يتضمن 145 صفحة على ستة فصول تنقسم إلى فصول فرعية وفقًا للحالات المختلفة لكتابة المصادر والمراجع، ويضم كل فصل عدد كبير من الأمثلة والنماذج التي توضح كل حالة يتم شرحها في الكتيب، وتقدم الأمثلة باللغة العربية والإنجليزية والفرنسية، لتوضيح فروق الفهرسة بين اللغات الثلاث.كما أحرز قطاع المكتبات بمكتبة الإسكندرية تقدماً ملحوظاً في مشروع الفهرس العربي الموحد Arab Union Catalog، وهو المشروع الذي تقوم به المكتبة بالتعاون مع كبرى المكتبات ومراكز المعلومات بالعالم العربي، بغرض زيادة مصادر المحتوى العربي حول العالم، من خلال تعريب أدوات الفهرسة العالمية المتاحة، وخلق أدوات ببليوجرافية ذات خصوصية ثقافية ولغوية أيضًا؛ بغرض التعامل مع تراث وثقافة وحضارة العالم العربي بشكل ملائم.وقد نجحت مكتبة الإسكندرية في الحصول على شفرة تفويض بالفهرسة المقروءة آليًّا(MARC) من مركز القياس بمكتبة الكونجرس، في إطار مجهوداتها لإنشاء البنية التحتية للفهرس العربي الموحد. وقام أمناء المكتبة بخلق وتعديل وتصديق ملف تفويض إلكتروني باسم وموضوع مكتبة الإسكندرية، يستخدمه الآن العاملون على الفهرسة بالمكتبة، وهو يحتوي على أكثرمن ثلاثين ألف مادة من الأسماء العربية وألف وستمائة مادة للموضوعات.وقد نجحت المكتبة في إتمام ترجمة 25% من الفهرسة المقروءة آليًّا، ومن المتوقع ترجمة الربع الثاني بنهاية عام 2010، على أن تتوافر الترجمة كاملةً في منتصف عام2011. كما انتهت المكتبة من ترجمة المجلد الأول من تصنيف ديوي العشري إلى اللغة العربية، ومن المتوقع الإنتهاء من ترجمة التصنيف بالكامل قبل انتهاء عام 2010.وسيبدأ القطاع في المرحلة القادمة بترجمة المجلد الثاني والثالث والرابع والتي تتطرق موضوعاتهم إلى فروع علم الحاسبات والمعلومات، والأعمال العامة، والعلوم الإجتماعية، والعلم والرياضيات، والتكنولوجيا والعلوم التطبيقية.أما عن مبادرات مكتبة الإسكندرية التي تخدم ذوي الإحتياجات الخاصة، فإن مشروع مكتبة الكتاب العربي الناطق لفاقدي البصر يعد من أهم الخطوات التي تقوم بها المكتبة من أجل تلبية احتياجات فاقدي البصر، ويهدف هذا المشروع إلى إصدار كتب رقمية ناطقة لفاقدي وضعاف البصر باستخدام أدوات التسجيل والإنتاج التي تستند إلى المعايير الدولية للنظام المعلوماتي الرقمي (DAISY).وقد نجحت مكتبة طه حسين للمكفوفين وضعاف البصر بمكتبة الإسكندرية في إصدار القرآن الكريم بتقنية المعايير الدولية للنظام المعلوماتي الرقمي، مما يسمح بسماع نص صوتي وقراءة نص مكتوب في نفس الوقت.وقالت لمياء عبد الفتاح القائم بأعمال رئيس قطاع المكتبات بمكتبة الإسكندرية، أن هذه النسخة تعد أول نسخة للقرآن الكريم بتقنية المعايير الدولية للنظام المعلوماتي الرقمي في العالم، وأكدت أن مكتبة الإسكندرية عكفت على تنفيذ هذا المشروع بهدف تقديم نسخة رقمية من القرآن الكريم لجمهور القراء من المكفوفين وضعاف البصر في مصر والعالم ليتمكنوا ولأول مرة من سماع النص الصوتي للقرآن الكريم، وقراءة نص مكتوب بطريقة برايل في نفس الوقت، وذلك انطلاقاً من إيمان المكتبة بأهمية إتاحة جميع المواد بشكل متساو لكل القراء بغض النظر عن نوع الإعاقة التي يعانون منها.وأشارت إلى أن النسخة متاحة حاليًا داخل مكتبة طه حسين لجمهور مكتبة الإسكندرية، كما تعمل المكتبة على توفيرها عالميًا لكل من يريد الإطلاع عليها. ولفتت إلى أن مكتبة الإسكندرية أنشأت ستوديو تسجيل عالي المستوى من أجل تنفيذ هذا المشروع، واستحضرت أدوات وتقنيات النظام المعلوماتي الرقمي، بالإضافة إلى تدريب الموظفين على تقنياته المختلفة.وأضافت أن مكتبة طه حسين للمكفوفين قد أصدرت حتى الآن 35 كتابًا بهذه التقنية، ولا يزال هناك 8 كتب في مرحلة الإصدار.ويعد هذا الإصدار للقرآن الكريم الأول من نوعه الذي يقدم النص الكامل للقرآن باستخدام تقنية المعايير الدولية للنظام المعلوماتي الرقمي، وهي تقنية لم تكن متاحة للقراء من قبل، حيث اقتصرت كل الإصدارات السابقة على فهرس القرآن الكريم ولم تقدم النص الكامل للقرآن.وتقدم مكتبة طه حسين لضعاف البصر مفهومًا جديدًا للإهتمام باحتياجات المعاقين بصريًّا، مما يمكنهم من الإستفادة من كل موارد مكتبة الإسكندرية وبعض مواقع الإنترنت باستخدام أحدث الأساليب التكنولوجية. وتعتمد مكتبة طه حسين على أحدث الإبتكارات في مجال تكنولوجيا المعلومات لتمكين المعاقين بصريًّا من القراءة والكتابة واستخدام شبكة الإنترنت، مما يضاعف من شعورهم بالإستقلالية والقدرة على إدارة حياتهم.وفي هذا السياق، قطعت المكتبة شوطًا طويلاً في الشهور الستة الأخيرة في طريق تحقيق عدد كبيرمن الأهداف، سواء كان ذلك إنشاء مشروعات مكتبية جديدة، أو إنجاز جوانب كبيرة من المشروعات القائمة بالفعل، ومن المتوقع أن تشهد الشهور القادمة انطلاق عدد أكبر من المشروعات، ودخول مبادرات متنوعة في حيز التنفيذ.