قبل وفاته، شَنَّ أبرز رجال الفاتيكان هجومًا عنيفًا على الكنيسة الكاثوليكية, بحسب مصادر صحافية بريطانية.وقالت صحيفة الإندبندنت البريطانية: إن الكاردينال كارلو ماريا مارتيني - رئيس أساقفة ميلانو الفخري وأحد أبرز رجال الكنيسة الكاثوليكية الذي توفي يوم الجمعة الماضية - قد هاجم الكنيسة التي يمثلها في آخر مقابلة صحافية له قبل وفاته.وتضيف الصحيفة أن الكاردينال الأكثر احترامًا للكنيسة قد فاجأ الجميع بإصداره اتهامًا صريحًا للمؤسسة، داعيًا إلى تغييرها.فقد نشرت صحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية آخر مقابلة مع الكاردينال الذي توفي عن عمر يناهز 85 عامًا، والتي هاجم فيها الكنيسة وقيادتها الحالية ضمنًا لكونها قديمة.ووفقًا للمقابلة، قال الكاردينال: لقد شاخت ثقافتنا، وكنائسنا كبيرة وفارغة والبيروقراطية الكنسية ترتفع، ويجب أن تعترف الكنيسة بأخطائها، وأن تحدث تغييرًا جذريًّا يبدأ بالبابا والأساقفة، مشيرًا إلى أن فضائح الاعتداءات الجنسية على الأطفال تلزم الكنيسة برحلة تحول.وتلفت الإندبندنت إلى أن الكاردينال مارتيني كان مرجحًا أن يخلف البابا يوحنا بولس الثاني، إلا أن فرص انتخابه تراجعت، بعدما كشف أنه يعاني من نوع نادر من مرض باركينسون، وتقاعد كأسقف في عام 2002.وكان قد تم توجيه تهمة السرقة لكبير خدم زعيم الفاتيكان البابا بنديكتوس السادس عشر، بعد أن سرب المئات من الوثائق السرية من غرفة البابا الشخصية لصحافي إيطالي.وأعلن المتحدث باسم الفاتيكان فيديريكو لومباردي أن التهم ستوجه أيضًا إلى موظف آخر في الفاتيكان، وهو خبير تكنولوجيا المعلومات كلادويدو سكياربيللتي، الذي عمل على مساعدة كبير الخدم باولو غابرييل.وفي مايو/ أيار الماضي، أعلنت السلطات في الفاتيكان أن غابرييل اعتقل للاشتباه في قيامه بتسريب وثائق سرية إلى صحافي إيطالي.وقال الفاتيكان: إن غابرييل (46 عامًا) اعتقل لحيازته وثائق سرية، وجدت في شقته في منطقة الفاتيكان.وغابرييل - الذي عمل كبير الخدم للبابا منذ عام 2006 - هو واحد من عدد قليل من الناس يمكنهم الوصول إلى مكتب البابا الخاص.وشملت وظيفته توزيع مسابح على كبار الشخصيات، والركوب في المقعد الأمامي من سيارة خاصة يستقلها البابا في ظهوره العلني، وقد شوهد غابرييل في العديد من الصور الفوتوغرافية مع البابا في تلك المركبة.وفي أبريل الماضي، أعطى الفاتيكان الكاردينال جوليان هيرانز تفويضًا بابويًّا للكشف عن مصدر مئات الرسائل الشخصية والوثائق السرية التي تم تسريبها إلى جيانلويجي نوزي، وهو صحافي إيطالي ومؤلف كتاب صاحب القداسة الذي نشرت فيه الوثائق, وفقًا للسي إن إن.ورفض نوزي تأكيد هوية مصادره، لكنه قال آنذاك: إن مصدر معلوماته الأولية، والذي كان يشار إليه باسم ماريا في كتابه، جازف بروحه ونفسه في حال كشف أمره.كما رفض نوزي تحديد جنس أو عمر المصدر، لكنه قال: إن مصادره يعملون داخل الفاتيكان، بينما لم يوضح فيما إذا كانوا رجال دين أم لا.وكان كاردينال رفيع المستوى في الفاتيكان قد أعلن عن محاولات محققين لكشف غموض يلف قضية خادم البابا الذي ألقي القبض عليه بتهمة سرقة وثائق سرية من البابا بنديكت السادس عشر، وما إذا كان يعمل بمفرده أم أنه كان عنصرًا في مؤامرة أكبر.وقال الكاردينال روبرت ساراه وفق صحيفة لا ريبوبليكا التي تصدر في روما: دعونا نأمل.. أن يكون المعتقل حالة فردية وأنه ليس هناك خائنون آخرون يتآمرون ضد الفاتيكان.وأضاف أنه لا يمكن استبعاد سيناريوهات مثل المؤامرات أو الخطط المنظمة.وأردف ساراه - وهو أحد أكبر رجال الدين الأفارقة في الفاتيكان وهو أيضًا مواطن من غينيا يترأس الإدارة المسئولة عن مراقبة العمل التبشيري وعمليات الإغاثة في الفاتيكان - أنه ورجال الدين الآخرين زملاءه أصيبوا بالذهول والحزن الشديد بسبب القبض على هذا الخادم الأسبوع الماضي.