قال تسفي برئيل، محرر الشئون العربية في صحيفة هاآرتس، في مقال تحليلي له حمل عنوان الإعلام لا يخاف مرسي، إن الرئيس محمد مرسي فشل حتى الآن في تطويع الصحافة تحت قيادته.وأشار إلى أن التغييرات الصحفية التي صادق عليها أخيرا مجلس الشورى والتي أدت إلى تعيين 53 رئيسا للتحرير في عدد من الصحف لم تجيء على هوى الرئيس، خصوصا مع وجود أصوات في داخل الكثير من المؤسسات الصحفية التي حصل بها التغيير تناهض الرئيس وتنتقد أداءه، وهو ما دفع بالقائمين على التغييرات الصحفية في مجلس الشورى ممن أبرموا هذه التغييرات، والحديث للصحيفة، بالتعاون مع كبار قادة حزب الحرية والعدالة إلى الاستغراب مما يجري، حيث أن الأنشطة السياسية التي يمارسها المعارضون للرئيس محمد مرسي مازالت تحظى بالتغطية الإعلامية واهتمام بعض من الصحف التي حصل بها التغيير.اللافت أن برئيل أشار إلى أن تعيين رؤساء تحرير مؤيدين للرئيس لن يحل ما أسماه بمشكلة الرئيس الإعلامية، في ظل وجود الإعلام الخاص الذي لا يتقيد بمدح الرئيس أو الإشادة به.وعرض برئيل نموذجين أساسيين للإعلام الخاص هما صحيفة المصري اليوم وقنوات الCBC موضحا أن الأولى يساهم فيها الملياردير نجيب ساويرس والثاني يمتلكها رجل الأعمال محمد الأمين وكلاهما لديه تحفظات كبرى على سياسات الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمون.ونبه برئيل إلى واقعة التحقيق مع رئيس تحرير صحيفة الدستور الزميل إسلام عفيفي، مشيرا إلى غضب الجماعة الصحفية المصرية من قرار المحكمة بحبس عفيفي احتياطيا، وأشار إلى أن الرئيس لم يتوقع تصاعد هذا الغضب بهذه الصورة، الأمر الذي دفعه للإفراج عنه وانتهاج نفس سياسة الرئيس مبارك السابقة الذي كان يعفو عن الصحفيين بعد إدانتهم لاعتبارات سياسية.وقال برئيل إن الرئيس وجد نفسه يخرج من أزمة ويدخل في أزمة مع الصحفيين وهو ما دفعه لاتخاذ قرار العفو.وتساءل برئيل في نهاية المقال عن السبب وراء صمت الرئيس عما وصفه بالتحريض الذي تمارسه بعض من القنوات الإسلامية الفضائية، وهو التحريض الذي خص به تحديدا قناة الحافظ التي اتهمت الممثلة إلهام شاهين باتهامات غريبة، ولم يتحرك الرئيس أو جماعته أو حتى مجلس الشورى للتصدي لهذه القناة التي قال برئيل إن الرئيس منحها قبل شهرين حوارا واسعا، وهو ما يعني دعمه حتى فكريا لها.