نقلا عن العدد الأسبوعىفي المؤتمر الجماهيري الذي عقده الدكتور محمد مرسي، مرشح حزب الحرية والعدالة، التابع لجماعة الإخوان المسلمين للانتخابات الرئاسية بمدينة المحلة الكبري بمحافظة الغربية منذ ايام، ذهب الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة ليقدم الدعم والعون لمرسي، ويعدد صفاته ومميزاته.وقال بديع خلال المؤتمر، أشهد الله أن هذا الرجل بايعني مرة ولم ينقض العهد، ولم يخالف أوامر الجماعة، لكن غيره بايعني مرتين ونقض يقصد بذلك الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وتابع بديع أن الحفاظ علي البيعة له هي إحدي الصفات التي يجب توافرها في الرئيس الجديد، لأنها تعكس صدقه وإخلاصه ووفاؤه بالعهود.تلميح بديع إلي أن من ينقض البيعة له، ليس أهلاً للثقة والإخلاص والوفاء بالعهود، يفتح ملف بيعة الإخوان، التي يكون نصها أبايعك بعهد الله وميثاقه علي أن أكون جندياً مخلصاً في جماعة الإخوان المسلمين ، وعلي أن أسمع وأطيع في العسر واليسر والمنشط والمكره الا في معصية الله، وعلي أثرة علي ، وعلي الا انازع الامر أهله، وعلي أن أبذل جهدي ومالي ودمي في سبيل الله ما استطعت الي ذلك سبيلا والله علي ما اقول وكيل .وكان موقف الدعوة السلفية، من البيعة هو أنها لاتجوز إلا للإمام الممكن صاحب السلطان.وقال الدكتور ياسر برهامي، نائب الدعوة السلفية في الإسكندرية، إن الطاعة التي يلتزم بها المسلم في السر والعلن هي طاعة الخليفة الذي يتولي باسم الدين لإقامة الدنيا بالدين، وإن لم يكن مستجمعاً لشروط الخلافة، وأما ماعدا ذلك فالطاعة تكون حيث كانت مصلحة المسلمين.أما عن الحديث الذي يستند إليه الإخوان في وجوب البيعة للمرشد، والذي يقول من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية، قال برهامي إن البيعة تكون للخليفة وهو غير موجود في الوقت الحالي، إذا يتم التعامل بما يتناسب مع الحكومات المعاصرة مستشهدًا علي ذلك بقول المولي عز وجل لايكلف الله نفسًا إلا وسعها، مشيرًا إلي أن المسلمين يدينون لله عز وجل في حال وجود خليفة أن يبايعوه.وأوضح أن الإمام الذي تتم له البيعة لايجب أن يكون شخصًا عاديا يمكن أن يوضع في السجن بين لحظة وأخري، وبالتالي فتركنا لهذا الأمر من باب العجز، وعدم الوجود، وهذه حجتنا عند الله، ونري في الوقت نفسه أن تحقيق التعاون علي البر والتقوي أمر لازم لنا من غير بيعة، لأن البيعة أمر حدث فيه نوع من الخلل في الفهم لأن البيعة التي رآها بعض العلماء جائزة علي الطاعات أو مشروعة، ظنها الناس أنها بالمعني السياسي، وتحولت علي يد الإخوان من بيعة تشبه البيعة الصوفية إلي البيعة السياسية، وأصبح المرشد بمنزلة الإمام والحاكم علي أفراد الجماعة.وأضاف نائب رئيس الدعوة السلفية أن هناك معني للبيعة بالمفهوم السياسي وهذا يكون للإمام الممكن، وهذا غير حاصل، وهناك بيعة علي الطاعات يعني مثلاً أنا أبايعك علي إقامة الصلاة، الرسول صلي الله عليه وسلم كان يبايع الناس علي إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم، وهذه ليست بالمعني السياسي للبيعة وهذا أمر مشروع إذ هو نوع من العهد وأضاف أن بداية البيعة عند الإخوان كانت من تأثرهم بالمنهج الصوفي عند حسن البنا مؤسس الجماعة، واستمرت عند كل الجماعات التي تأخذ بيعة مثل الجماعة الإسلامية والجهاد.وتابع: إننا نرفض المفاسد الحاصلة في موضوع البيعة ولسوء فهمها، والخلط الذي يحدث بين المعاهدة علي الطاعات الذي لا يوجب شيئاً لم يكن واجباً، مشيرًا إلي أن الأمر الذي يوجب علي النفس بالعهد يتحلل منه بكفارة يمين، يعني لو قال واحد أعاهد الله علي أن أصلي السنة مثلاً، فحينها تصبح السنة واجبة عليه لأجل نذره، وإذا لم يف عليه كفارة، يعني يكفر عن يمينه، لكن قضية التعاون علي البر والتقوي لازمة سواء تبايع الناس أو لم يتبايعوا.من جانبه قال الداعية يوسف البدري، إن الإسلام شرع البيعة في أمور منها البيعة علي القتال مثل ما حدث في غزوة الحديبية حيث قال الرسول صلي الله عليه وسلم، حين بلغه أن عثمان قتل لا نبرح حتي نناجز القوم، ودعا رسول الله-صَلَّي اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ- الناس إلي البيعة، فكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة، وكان الناس يقولون: بايعهم رسول الله-صَلَّي اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ- علي الموت.وأشار البدري إلي أن هناك بيعة علي رئاسة الدولة، حيث أن الصحابة كانوا يبايعون الرسول، ومنها عندما قال الرسول صلي الله عليه وسلم- لعمرو بن العاص أبسط يدك أبايعك فقال عمرو أريد أن اشترط أن لايعذبني الله عما كان في الجاهلية، فقال الرسول صلي الله عليه وسلم أما تدري ياعمرو أن الإسلام يجب ماقبله وأن الهجرة تجب ماقبلها؟.وقال: أن هناك بيعة في الطريق، حيث قال الرسول صلي الله عليه وسلم، إذا كنتم ثلاثة فأمروا أحدكم، مشيرًا إلي أن الهدف من ذلك هو أن يكون الأمر لمن تمت مبايعته حتي تكون له القيادة في الطريق، فالإسلام يحرص علي التنظيم في كل شيء، حتي في الأمور العادية المُتكرِّرة مثل السفر.