بينما احتفلت قوات التيجراي بعودة السيطرة على عاصمتهم الإقليمية ميكيلي، في المقابل كان هناك صمت كبير من كبار المسؤولين الإثيوبيين في العاصمة أديس أبابا. وحتى بعد رحيل القوات الإثيوبية عن العاصمة ميكيلي وأجزاء أخرى من منطقة التيجراي، وصفت وزارة الخارجية الاثيوبية الانسحاب بأنه عمل إنساني حسن النية، قائلة إن الحكومة أعلنت وقف إطلاق النار من جانب واحد من أجل التخفيف من معاناة المجاعة التي تلوح في الأفق. وقال البيان "ان الحكومة الفيدرالية تتفهم متطلبات واحتياجات سكان تيجراي، وخاصة في المناطق الريفية، اللذين عانوا بشدة". وفي نفس الوقت نقلت الصحف الاثيوبية أن دبلوماسيون اطلعوا على المناقشات الجارية في أديس أبابا بين كبار المسؤولين في حكومة رئيس الوزراء أبي أحمد وذكروا أن ثمة خلاف بشأن كيفية المضي قدما بعد تصريحات كبار مسؤولي التيجراي بأنهم سيواصلون قتال القوات الإثيوبية وميليشيات الأمهرة العرقية المتحالفة معها والقوات العسكرية الإريترية. وعلى الجانب الاخراستبعدت قوات التيجراي بشكل قاطع استجابتها لطلب الهدنة، وقال متحدث باسم الحزب الحاكم في المنطقة إن قواته لن تهدأ حتى يغادر الجيش الإثيوبي والقوات المتحالفة معه المنطقة بأكملها.وقال جيتاشيو رضا المتحدث باسم جبهة تحرير شعب التيجراي ردا على اقتراح الحكومة بوقف اطلاق النار "لسنا طرفًا في مثل هذه الدعابة ولن نكون جزءًا منها". وقال إن "العاصمة بحزم في أيدينا" مضيفًا أن الاشتباكات مع الجيش الإثيوبي مستمرة على بعد 30 كيلومترًا شرق العاصمة. الجدير بالذكر أن القوات الإريترية قد انضمت إلى إثيوبيا العام الماضي في قصف وغزو منطقة التيجراي بل وتم توجيه اتهامات لها بارتكاب جرائم حرب ضد مواطني التيجراي، ولا تزال تلك القوات تسيطر على أراض داخل المنطقة الإثيوبية. مما أدى الى تبادل التهم فيما يخص ارتكاب بعض من أسوأ الانتهاكات في قائمة طويلة من انتهاكات حقوق الإنسان هناك في الأشهر الأخيرة. في سياق معاكس جاء تصريح مسؤولان غربيان عبروا عن تخوفات المسؤولين الإريتريين وقلقهم من أن تقوم قوات التيجراي بمد الصراع وغزو إريتريا. وهو الامر الذي تحاول الدبلوماسية الغربية تجنب حدوثه. حيث إنه من المتوقع أن يتم ارسال مبعوثين أفارقة مؤثرين في الأيام المقبلة لمحاولة تجنب المزيد من الصراع. وفي واشنطن قال روبرت جوديك، القائم بأعمال مساعد وزيرة الخارجية لمكتب الشؤون الإفريقية بوزارة الخارجية، إن إدارة بايدن رحبت بقرار الحكومة الإثيوبية إعلان إنهاء مؤقت للأعمال العدائية. وقال "سنراقب عن كثب لتحديد ما إذا كان وقف إطلاق النار سيؤدي إلى تغييرات على الأرض". "من الضروري الآن أن تلتزم جميع الأطراف بوقف إطلاق النار، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، وحماية المدنيين، وأن تكون هناك تحقيقات مستقلة في الفظائع، وأن تكون هناك عدالة للضحايا". "لن يدفع الأمهرة أي الثمن" هكذا حذر فرع الأمهرة من حزب الازدهار الحاكم (APP) قوات التجيراي من أن التفكير في غزو مناطق متنازع عليها ما بين الامهرة والتيجراي تقع في غرب اقليم التيجراي كانت قوات الامهرة قد استولت عليها سابقا، وارتكبت فيها فظائع مما أدى إلى وصف وزير الخارجية الأمريكية الأحداث هناك بأنها "تطهير عرقي". وقال البيان إن هذا لا يعني أن صبرهم قد نفذ مع أولئك الذين يصرحون "سنقوم بتسوية الحساب" متهما قوات التيجراي بمحاولة تصفية الحسابات. كما صرح البيان بأن مناطق ولكايت، وتيجيد، وتيلمت، ورايا هي مناطق في أمهرية حررتها الأمهرة. نريد أن نطمئنكم مرارًا وتكرارًا أنه إذا كانت هناك رغبة في الاستيلاء على هذه المناطق بشكل غير قانوني، فلا يوجد أمهري غير مستعد لدفع ثمن تحريرها". جاء البيان بعد فترة وجيزة من أنباء نقلتها رويترز عن جيتاشيو رضا قوله: "تركيزنا الأساسي هو إضعاف قدرات العدو القتالية ... لذلك إذا كان الذهاب إلى أمهرة هو ما يتطلبه الأمر ، فسوف نفعل ذلك ، وإذا كان الذهاب إلى إريتريا هو ما يتطلبه الأمر ، فإننا سأفعل ذلك. "