قال الدكتور جمال نصار ، مدير المركز الحضارى للدراسات السياسية والقيادى بجماعة الإخوان المسلمين ، ان المشهد السياسي يحتاج لقرأة متأنية لكافة جوانبه, موضحاً أن جماعة الإخوان المسلمين لطالما سعت إلى تحقيق سبل للتواصل المشترك بينها وبين القوى السياسية الأخرى وأنه من قبل الثورة وكانت هناك دعوات كثيرة من جانبهم لعقد حوار وطني يضم كافة التيارات السياسية المختلفة ولكن دائماً كانت هذه الدعوات لا تكتمل.و ألمح نصار إلى تجربة الإخوان المسلمين فى انتخابات 2005 وأنهم عانوا كثيراً ولكنهم حصلوا على عدد كبير من المقاعد فى ظل سيطرة الحزب الوطنى فى ذلك الوقت، مضيفا أن حزب الحرية والعدالة يرفع شعار المشاركة لا المبالغة مؤكداً أن الإخوان المسلمين ليسوا مستبدين. واستطرد فى الحديث قائلاً إن ما يقال عن أن الإخوان لم ينزلوا فى الثورة فإن ذلك كلاماً مغلوطاً وأن شباب الإخوان من أول يوم للثورة وهم فى الميدان ولم يتراجعوا حتى اللحظات الأخيرة, وأن الإخوان متصلين بالشارع السياسى المصرى وليس عيباً فيهم أنهم جماعة وحزب سياسى منظم وإنما هو عيب على غيره الذى لا يتمكن أن يفعل ذلك.وأشار نصار إلى الدور الذى تلعبه وسائل الإعلام المختلفة وأنها عامل رئيسى فى تشتيت القوى السياسية وعدم توافقها فهى تلعب الدور الرئيسى فى إظهار الإخوان المسلمين على أنهم معادين للمشروع المدنى للدولة ولكن الحقيقة عكس ذلك تماماً على حسب قول نصار.وأكد نصار انه لا يوجد تيار سياسى بعينه يستطيع أن يتحمل أعباء مصر الداخلية والخارجية ولكن المرحلة الحالية تستوجب حدوث التوافق السياسى. وواصل قائلاً ليس معنى أن حزب الحرية والعدالة حصل على أغلبية فى مقاعد البرلمان أن هذا هو الفيصل فالديموقراطية لا تعنى انتخابات فقط وإنما تعنى كافة الممارسات السياسية الأخرى والتي تكون الانتخابات جزءاً منها.وعلق نصار أيضاً على أداء المجلس العسكري قائلاً إن المجلس العسكري أدار المرحلة الانتقالية ببطء شديد ولكن الأحداث المتلاحقة كانت تحتاج الإدارة بشكل آخر بالإضافة إلى أنه أى زعم بوجود صفقات بين العسكرى والإخوان المسلمين هو زعم خاطئ تماماً.وفيما يخص إعلان حزب الحرية والعدالة عن عدم ترشيحه أحد للرئاسة ذكر نصار أن هذه التصريحات كانت جادة ولم تكن للتلاعب ولكن بعد ذلك ترآى لهم أن الموقف يحتاج منهم أن يقدموا مرشحاً رئاسياً فهم أصحاب مشروع حضارى نهضوى يهدف للرقى بأمة بأكملها وليس بفصيل سياسى معين وأنهم قبل أن يعلنوا الشاطر مرشحاً رئاسياً لهم عرضوا ذلك على شخصيات وطنية ولكنها لم تقبل ذلك وفقاً لما قاله نصار.