اختتمت بالقاهرة اليوم اعمال المؤتمر العربي التاسع عشر: الأساليب الحديثة في إدارة المستشفيات بعنوان النظم الصحية العربية في مواجهة الجوائح والأزمات "أزمة فيروس كورونا COVID-19 نموذجاً" والذي عقد عن بعد على مدار يومين بمشاركة أكثر من 1000 مشارك من كافة الدول العربية وبعض الدول الأجنبية، وأوصى المشاركون بضرورة أن يتم التعامل مع هذه الجائحة من خلال تطبيق عدة مفاهيم بينها مفهوم التوجه الحكومي الشامل Whole Government Approaches وذلك من خلال مشاركة كافة أجهزة الدولة في مكافحة تداعيات الجائحة وعدم الاقتصار على دور وزارة الصحة فقط؛ وكذلك التوجه المجتمعي الشامل Whole Society Approaches وذلك بتعزيز الشراكة المجتمعية والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني في إنجاح النظام الصحي وتحقيق أهدافه ومفهوم الدور المتوازن للإعلام في تعزيز الوعي الصحي وتعريف المواطنين بكافة إجراءات الوقاية، وتغيير السلوكيات الاجتماعية مثل التباعد الجسدي، باعتبار أن المعرفة هي حق للشعوب للعلم بحقائق ومجريات الأمور حتى تستطيع التعامل مع الأزمات بالشكل الملائم وأكد المؤتمر في توصياته الختامية أهمية إعداد نظم صحية تتسم بالمرونة في التعامل مع الأوبئة والأزمات الصحية وما يتطلبه ذلك من: وجود خطة وطنية واقعية لكل دولة للتعامل مع الأزمات والجوائح الصحية مع تحديثها بصفة مستمرة وتوفير الدعم اللازم لتنفيذها والتدريب عليها؛ وإعادة هيكلة المستشفيات والمؤسسات الصحية والتصميم الآمن للمنشآت الصحية بداية من خطوط السير الخاصة بالمرضي، الأدوية والعاملين؛ مرورا بالتهوية والاضاءة وتوزيع المساحات وانتهاءً بالتصميم المبني علي الدليل لغرف العزل والطرق السليمة للتخلص من النفايات الطبية، يضمن التعامل الآمن والفعال مع متغيرات الأزمة. وكذلك مراجعة اللوائح والمعايير الصحية لمباني الرعاية الصحية وتجهيزاتها وتأمين شبكات وقنوات الامداد والتموين الوطنية لنقل الأدوية والمستلزمات وما يستلزمه من وجود خدمات وبُني تحتية، جنباً إلي جنب مع توافر المواد الخام وتكنولوجيا التصنيع محلياً و اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان حماية الكوادر الطبية من العدوى سواء في مستشفيات العزل أو في المستشفيات العادية والاستعانة بالتكنولوجيا الرقمية ومعالجة البيانات الضخمة في توفير قواعد بيانات دقيقة تسهم في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب. واكد اهمية أن يكون للاستثمار في الصحة العامة أولوية متقدمة في خطط واستراتيجيات الدول، وأن يتم تطوير النظم الصحية العربية – في ضوء ما أسفرت عنه تجربة مواجهة فيروس كورونا – لتكون نظم قوية ومرنة وقادرة على مواجهة الجائحات والكوارث الصحية، من خلال تدابير احترازية للصحة العامة سريعة وقوية وحاسمة، وإجراءات فعالة لاكتشاف الحالات وعزلها وعلاجها، وما يتطلبه ذلك من توفير الإمكانات اللازمة من البنية التحتية (المستشفيات والمراكز صحية مجهزة، الأدوية والأمصال واللقاحات) بالإضافة إلى الكوادر والأطقم الطبية والإدارية المؤهلة. كما اكد المؤتمر أهمية تعزيز التعاون والتنسيق العربي العربي في مجال الأمن الصحي لمواجهة تداعيات أزمة فيروس كورونا وما يتطلبه ذلك من: تبادل المعلومات والخبرات والخطط الاحترازية بين وزارات الصحة في الدول العربية بالتنسيق مع الأمانة الفنية لمجلس وزراء الصحة العرب؛ و التأكيد على أهمية تفعيل مبادرة (موازنة صديقة للصحة) المقترحة من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية والتي أشاد بها مجلس وزراء الصحة العرب خلال اجتماعه في 10 يونيو 2020 وذلك لإيجاد مصادر مستدامة للتمويل من خلال بنود واضحة في الموازنة العامة للدولة بما يكفل توفير الدعم والتمويل اللازم لدعم النظم الصحية ومواجهة هذه الجائحة، وإطلاق مبادرة عربية لتأهيل القيادات الصحية العربية وبناء القدرات للموارد البشرية في مجال إدارة الأزمات والجوائح الصحية، بما يمكنها من التعامل الصحيح مع الأزمات، مع قيام المنظمة العربية للتنمية الإدارية بوضع آليات المبادرة ومنهجية تنفيذها. و دراسة إنشاء مركز أو مرصد عربي لمراقبة ورصد الأمراض الوبائية المتسجدة وفق قواعد بيانات دقيقة لرفع جاهزية المؤسسات الصحية بما يتناسب مع حجم وخطورة الوباء؛ و التعاون في مجال صناعة الأدوية والمستلزمات الطبية، وتوفير الكميات اللازمة منها خلال الأزمات والظروف الطارئة، من خلال تعزيز جهود البحث العلمي للتوصل إلى علاج فعال لفيروس كورونا COVID-19؛ و توفير الإمدادات والمستحضرات والتجهيزات الطبية للدول العربية الأكثر احتياجاً والتي تعاني من أزمات تمويلية وفقاً للإمكانات المتاحة. وتوثيق وتقييم تجارب الدول العربية في مكافحة أزمة فيروس كورونا واصدارها في مجلد يتم نشره بكافة الدول العربية للاستفادة منه في مواجهة أي جائحة في المستقبل ووجه المؤتمر الشكر والتقدير إلى كافة القطاعات والأطقم الطبية في المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية في الدول العربية لجهودهم المقدرة واسهاماتهم الفاعلة في التصدي لهذه الجائحة خلال الفترة الماضية. كما وجه الشكر إلى الوزراء والمسؤولين والخبراء المتحدثين في المؤتمر لإثرائهم المؤتمر بالأفكار الواقعية والبناءة لمواجهة هذا التحدي، وكذلك توجيه الشكر إلى المنظمة العربية للتنمية الإدارية، ومنظمة الصحة العالمية – المكتب الإقليمي لشرق المتوسط ممثلة في الدكتور أحمد المنظري – مدير المكتب الإقليمي، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، ومجموعة المواساة للخدمات الطبية بالمملكة العربية السعودية.