اختتم المرشح الشعبي للرئاسة، حمدين صباحي أول أيام زيارته لمحافظة المنيا، أمس الأربعاء، بمؤتمر جماهيري نظمته حملة دعمه في المنيا في قرية شوشة التابعة لمركز سمالوط، وذلك في إطار جولة لصباحي في محافظات الصعيد.أهالي المنيا وأنصار صباحي، استقبلوه بحفاوة بالغة، فور وصوله محطة القطار، وجابوا معه شوارع المدينة التي تزينت بصوره ولافتات لدعمه.صباحي تحدث لأكثر من ساعة أمام أهل القرية، الذي قاطعوه أكثر من مرة وهتفوا مؤيدين له في انتخابات الرئاسة، وركز المرشح في كلمته على قضايا الفلاحين وقال إن أغلبية المصريين وأول المستضعفين وأكثرهم هم الفلاحيين، وأنا أعرف مشاكلهم جيدا، لأنني واحدا منهم وابن لواحد منهم. وأضاف أن الفلاح المصري يحتاج من أي حكومة بعد الثورة سياسات جادة تُنصفه، وتضاعف دخله ، وتشريعات أخرى تُرشد استهلاك مياه النيل وتحسن نوع المبيدات التي يستخدمها الفلاح. ولفت إلى ما يتضمنه برنامجه الانتخابي من مشروعات لتطوير الزراعة في مصر بوجهيها البحري والقبلي. ووعد صباحي حال فوزه بالرئاسة، بإسقاط الديون وفوائدها عن الفلاح الذي يمتلك 5 أفدنة، أما من يمتلك أكثر من ذلك فيمكن إسقاط الفائدة والابقاء على الدين الاصلي فقط، ووعد أيضا باعادة تأسيس بنك للتنمية الزراعية، وإنشاء نقابات للفلاحين في جميع أنحاء مصر.واختتم صباحي كلمته عن مشاكل الفلاحين، بأنه إذا أصبح أكلنا من فأسنا، فإن قرارنا سيكون من رأسنا. ثم تحدث عن الانتخابات الرئاسية القادمة وطالب الحضور بان يتقوا الله في أصواتهم التي ستذهب لمرشح الرئاسة الذي سيختاروه، وقال نريد رئيس عنده تقوى وورع وحزم الفاروق، ونريد أن يكون قرار مصر في يد المصريين لا في يد البيت الابيض، وأضاف أن الانتخابات الرئاسية القادمة هي أول مرة يختار فيها المصريون رئيسهم بديمقراطية ومسؤليتنا حماية هذه الديمقراطية، واختيار المرشح الذي يحقق أهداف ثورتنا ويقدر قيمة بلدنا. وتابع القول إن أحسنت فعاونوني وان أسات فقوموني.صباحي حرص على تقديم واجب العزاء لأسرة شهيد أحداث مجلس الوزراء من أبناء المنيا وهو الشهيد محمد عبدالله، والتقى والديه، وقال إن تضحيات الشهداء هي التي صنعت الثورة، وهي التي تضغط لتحقيق أهدافها، وتحدث صباحي لوالدة الشهيد قائلا: الشهيد نزغرد له ولانبكى عليه وربنا يلحقنا بيهم في الجنة إن شاء الله . فردت عليه، بأن ابنها الشهيد، كان دائما ما يحدثها عنه وقالت محمد كان دايما بيكلمني عن مواجهتك مع السادات وبيقولي شايفة الناس دي كانت بتتبهدل قد إيه، وأسأل الله أن تكون رئيس مصر القادم، وسأجمع لك التوكيلات بنفسىي ونحن نعلم أن زيارتك لنا خالصة تماما من الدعاية الانتخابية، لأننا أسرة صغيرة، لكننا نحترمك وهندعمك في الانتخابات.وكانت حملة دعم صباحي قد استهلت زيارته للمنيا بتنظيم مؤتمر جماهيري في قرية بهسنا وبني مزار، وقم نفسه للحضور، بأنه رجل بسيط، ابن قرية بسيطة في محافظة كفر الشيخ، وابن فلاح بسيط عاش مستورا ومات مرفوع الرأس، وتعلمت منه أكثر مما تعلمت في المدارس والجامعة. ثم تحدث صباحي عن محطات هامة في حياته، وقال تخرجت من كلية الاعلام وأنا طالب متفوق، ومع ذلك منعت من العمل بسبب مواجهتي للرئيس الراحل أنور السادات، وعُرض على فرص عمل، مقابل الاعتذار له لكني رفضت، وكنت من الذين اكرمهم الله بأن يقولوا كلمة حق في وجه سلطان جائر.وأضاف صباحي قبل أن تعطي صوتك لحمدين صباحي تأمل تاريخه، واسأل نفسك إذا كنت ستصدقه أم لا، وأنا واثق في أن الشعب سيختار المرشح الذي يشبهه، ولن يختار من صمتوا على إذلاله في عهد مبارك، ويطرحون أنفسهم اليوم ويتحدثون عن العدل الاجتماعي، ولن يختار أيضا من سيقدم برنامجا عظيما، لكنه لا يشبهه، ولا يشبه تاريخه.صباحي أوضح أن رئيس مصر لن تصنعه جماعة أو حزب، بل سيصنعه الشعب الذي قام بالثورة، والذي قال عنه ابن مصر البار جمال عبدالناصر إنه القائد والمعلم والخالد أبدا. ومع ذكر اسم عبدالناصر، دوى المؤتمر بالتصفيق، وتحدث أحد الحاضرين بصوت عال قائلا الرئيس القادم سيكون صناعة مصرية.وردا على سؤال أحد الحاضرين عن شكل الدولة البرلمانية الذي يراه صباحي مناسبا لمصر، قال أنا مع دولة رئاسية برلمانية، وضد أن تكون دولة برلمانية لأن النظام البرلماني سيعرضنا لرئيس وزراء أكثر ديكتاتورية من مبارك. وبحسم أضاف لو الدستور انتهى الى دولة برلمانية سأنسحب من انتخابات الرئاسة. وأضاف إن الشعب الذي ثار في 25 يناير واسقط رأس النظام لا بد أن يكمل مسيرته ويختار رئيس ينهض بمصر في ثمان سنوات إلى مصاف الدول المتقدمة، ولفت إلى أن برنامجه الانتخابي يتضمن خطط لنهضة اقتصادية كبرى لمصر، خلال تلك الفترة، لتلحق بدول كانت أقل منا اقتصاديا، ونهضت بسرعة مثل ماليزيا وتركيا والبرازيل.وتحدث صباحي عن أوضاع الصعيد، وقال إن التفاوت الفظيع في الاجور ظلم لا يرضاه شرع ولا دين، ولا يمكن لصاحب ضمير أن يقبل استمرار وضع الصعيد الحالي، وأضاف أن الصعيد متحف مفتوح لآثار العالم يجب الاستفادة منه بسياحة ناهضة، تُدر دخلا لأهله ولتنمية الاقتصاد القومي، كما أن مصر بحاجة الى توطيد علاقاتها التي قضى عليها مبارك افريقيا حتى نضمن مياه النيل، ونوه إلى أن برنامجه الانتخابي يضمن تأسيس منظمة جديدة لدول حوض النيل.