أعلنت المشيخة العامة للطرق الصوفية عن بدء احتفالاتها بمولد العارف بالله سيدي أحمد البدوي في مدينة طنطا يوم الجمعة 11 أكتوبر المقبل وعلي مدار أسبوع علي أن تكون الليلة الختامية يوم الخميس 17 أكتوبر ، و رفعت محافظة الغربية حالة الطوارئ , علي كافة القطاعات والمديريات والأجهزة التنفيذية , استعدادا للإحتفالات، كما تحتفل المحافظة بالعيد القومي لمحافظة الغربية والذي يتواكب مع احتفالات النصر يوم 7 أكتوبر وهي ذكري انتصار شعب الغربية علي الفرنسيين , وعلي صعيد آخر بدأت الطرق الصوفية في الاستعدادات الرسمية لمولد العارف بالله سيدي " أحمد البدوي, ومن المعروف أن مولد البدوي يجمع آلاف من مريدي ومحبي الطرق الصوفية علي مستوي الجمهورية كما يتوافد إليه علماء , وقيادات عالمية البدوي جامع وجامعة لا يحتاج مسجد العارف بالله سيدي " أحمد البدوي" إلي تعريف أو تمهيد فمجرد ذكر اسمه يجول في الخاطر أنه أحد المساجد صاحبة المقام العالي في منطقة الوجه البحري والتي تمنح محافظة الغربية دلالة ومكانة خاصة، فهو ينسب إلي آل البيت حيث أن جده هو سيدنا علي زين العابدين ابن الإمام الحسين رضي الله عنهم وأرضاهم, الذي جاء إلي مصر وسكن "طندتا " سابقا طنطا حاليا كما روت كتب التاريخ الصوفي ويقع مسجد السيد البدوي في وسط الدلتا بمدينة طنطا, ويتميز المسجد الأحمدي بمساحته الكبيرة التي لا يضاهيها أي مسجد أخر بمدينة طنطا كما يتميز بالقباب والمآذن التي تستطيع رؤيتها من أي مكان بمدينة طنطا لوقوعه في أعلى ارتفاع بالمدينة , ويشتهر المسجد بكثرة النقوش الإسلامية والزخارف الملونة من داخل المسجد والكتابات الإسلامية التي تميزت بها المساجد في مصر المحروسة منذ عهد المماليك والعثمانيون وللمسجد عواميد من الرخام مجلدة بالنحاس الصافي تم بنائه في عهد السلطان سيف الدين قايتباى عام 1483 ميلادية وأدخلت عليه تعديلات في عهد على بك الكبير الذي أمر ببناء مسجده الحالي و بنيت به ثلاث قباب أكبرها للبدوي وواحدة لخليفته عبد المتعال وأخري لخلفيته مجاهد, وأوقف على بك الكبير أطيانا عديدة تعتبر من أهم موارد المسجد المالية ما بين أراض زراعية وساحة كبيرة للاحتفال ومباني أثرية ومحلات بجوار المسجد وفي عام 2005 حتي 2010 شهد المسجد عمليات ترميم وتجديد لآثاره المعمارية وبنيته التحتية وبلغت التكلفة الإجمالية لتنفيذ المشروع حينها نحو 25 مليون جنيه ساهمت فيها محافظة الغربية بأكثر من 8 ملايين جنيه بإشراف كامل من المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس إدارة المقاولون العرب حينها , ورئيس الوزراء الأسبق ويضاهي مسجد البدوي في هيئته وروحانيته مساجد مصر الكبرى مثل مسجد سيدنا الحسين ومسجد السيدة زينب ومسجد سيدي زين العابدين ومسجد السيدة فاطمة النبوية رضي الله عنهم جميعا، وجامع الأزهر الشريف وأنشأ المسجد كمصلي , ومركز للعلوم الشرعية ليكون بمثابة أزهر صغير يدرس فيه العلوم الدينية والشرعية , مثل الحديث والتفسير والفقه وعلوم البلاغة واللغة العربية , ثم بني المعهد الأحمدي بجواره من أوقاف البدوي ليكون منارة للأزهر في طنطا وأختصر المسجد علي العبادة وإلقاء المحاضرات الدينية الي جانب وجود دار للفتوى. ويوجد به الآن مركز ثقافي لتخريج الدعاة بنظام دورة كل عامين. ويوجد مكتب لاستقبال النذور العينية ومكتب الجمعية الخيرية الأحمدية ويحتوي المسجد علي غرفة الآثار النبوية شبه الموجودة في مسجد سيدنا الحسين رضي الله عنه فهي تضم مسبحته الشهيرة ويصل طولها إلي تسعة أمتار والتي تختلف فيها كل حبة عن الأخرى والمصنوعة من خشب العود والصندل الذي كان موجودا علي جبل أبي قبيس الذي كان يتعبد فيه سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم, وبه أيضا عصا كانت تستخدم في الجهاد ضد الأعداء أثناء الحروب الصليبية فبهذه العصا كان يأتي بالأسري , والخوذة , واللثام فكان يغطي وجهه علي عادة أهل المغرب , وتوجد عباءتان الأولي شتوية من صوف وبر الجمل يصل وزنها الي عشرين كيلو جراما وقد ارتداها الشيخ الشعراوي والرئيس السادات. وأما العباءة الصيفية فوزنها تسعة كيلو جرامات ويلبسها الخليفة ومع اللثام مرة واحدة كل عام في الاحتفال بالمولد كما توجد بالمسجد آثار لقدم الرسول محمد صلي الله عليه وسلم . والمعروف ان بمصر أربعة آثار لأقدام النبي أحدهما في مسجد اثر النبي وثانيها في مسجد قايتباي وثالثهما في الإمام الشافعي والرابعة هنا في السيد البدوي. نشأته ومولده ولد السيد البدوي بمدينة فاس المغربية سنة 596 ه/1199 م وكان سادس إخوته، وهاجر مع أسرته فى عام 1206 من فارس إلى مكة في رحلة استغرقت حوالي أربع سنوات، وقد مروا بمصر في طريقهم وعاشوا فيها فترة ثلاث سنوات، كما طاف شمال العراق وجنوبه، وبعد مرور عام قضاها البدوي في ربوع العراق، عاد إلى مكة، في نفس عام عودته إلى مكة، قرر البدوي الرحيل إلى مصر، وبالتحديد إلى طندتا "وهى طنطا حاليا" السيد البدوي يعد ثالث أقطاب الولاية الأربعة لدى الطرق الصوفية، وإليه تنسب الطريقة البدوية ذات الراية الحمراء، أطلق عليه العديد من الألقاب من بينها البدوي لأنه كان دائم تغطية وجهه باللثام مثل أهل البادية وسمى بشيخ العرب والسطوحى وأبا فراج يُنسب إلى السيد البدوي العديد من الكرامات، أشهرها ما يتداوله العامة أنه كان ينقذ الأسرى المصريين من أوروبا الذين تم أسرهم فى الحروب الصليبية، ولذلك انتشرت مقولة فى التراث الشعبي المصري هي "الله الله يا بدوى جاب اليسرى" أى أن البدوى قد جاء بالأسرى توفى البدوى يوم الثلاثاء الموافق 12 ربيع الاول 675 /24 أغسطس 1276 بمدينة طنطا عن عمر يناهز 79 عاما، وخلفه من بعده تلميذه عبد العال، وبنى مسجده وكان فى البداية على شكل خلوة كبيرة بجوار القبر، ثم تحولت إلى زاوية للمريدين، ثم بنى له على بك الكبير المسجد والقباب والمقصورة النحاسية حول الضريح ويحرص أبناء الطرق الصوفية على إقامة احتفالان لمولد السيد البدوى أحدهما فى شهر أبريل يسمى بالمولد الرجبى، والآخر فى أكتوبر وهو الاحتفال بمولده الذي يُعد أكبر الاحتفالات الدينية في مصر على الإطلاق، حيث يزور مسجده الكائن بقلب المدينة أكثر من 2 مليون زائر فى المتوسط خلال أسبوع وبالمسجد صناديق النذور التي تستقبل الناذرين بكافة أشكالهم وألوانهم , ووفقاً للقرار رقم 52 لسنه 1998 تُفتح صناديق النذور التابعة لوزارة الأوقاف عن طريق مديريات الأوقاف، من خلال لجنة مشكلة للقيام بذلك , ويكون في لجنة فتح الصندوق مندوب من وزارة الداخلية , ويتم توزيعها وفقا للائحة خاصة بذلك علي الأوقاف والصوفية والسلطة التنفيذية وتُصرف على تعمير المساجد , وشراء السجاد لفرش المساجد، وأيضاً على الدعوة الإسلامية والإنفاق على المساجد الحكومية التابعة للوزارة، رفقاء البدوي في المسجد يوجد داخل المسجد غرفتين مجاورتين لغرفة قبر البدوي الغرفة الأولى تضم قبر سيدي عبد العال الأنصاري الخليفة الأول للبدوي وقبر آخر يضم جسدي سيدي نور الدين وسيدي عبد الرحمن نجلي سيدي عبد العال وقبر ثالث يضم جسد سيدي أحمد محمد حجاب الذي توفي عام 1978م إذ كان إماما للمسجد البدوي ويقال إنه بشر الرئيس المصري أنور السادات بالانتصار على اليهود وطلب منه أن يتعهد له إذا ما انتصر أن يدفن في المسجد البدوي بجوار مقام السيد أحمد البدوي وهو ما نفذه السادات , أما في الغرفة الثانية فيقع قبر سيدي مجاهد الخليفة الثاني