هناك رجال يصنعون قدرهم بالعزيمة والإصرار ويجعلون احترام النفس ركيزة لحياتهم ، ومن أبرز النماذج التي انتهجت هذا الطريق وتعتبر شهادتي فيه مجروحة :الاستاذ الدكتور شوقى السيد أستاذ االقانون الدستورى بجامعة القاهرة الذي كان عضوا بالمجلس الأعلى للصحافة وله كتابات سياسية على مدار عشرين عاما...في ظل انشغالاته اليومية بعمله الرئيسي، كان الدكتور السيد حريصا على تلبية دعوة قسم الدراسات العليا للإشراف على الرسائل العلمية وإلقاء المحاضرات بكلية الإعلام، حيث كنت من الشغوفات والحريصات على متابعة محاضراته ،فكان له الفضل في احترامي وزملائي لميثاق شرف المهنة الصحفية وانكبابنا على نقل الخبر بكل أمانة في مجال الإعلام بكل أشكاله ومشاربه(المرئي والمسموع والمقروء ...).تعلمنا من الدكتور السيد ألا نخشى من نشر الحقيقة ما دمنا على حق ، فهو صاحب الفضل الأول في عشقي للصحافة والكتابة الصحفية ويُشهد له بطهارة قلمه وسط أجواء فاسدة انتشر فيها أصحاب الأقلام المأجورة بشكل فاضح لطالما حاربها كثيرا بمقالاته السياسية التي تمتاز بجراءتها وتميزها...حيث يناشد الدكتور السيد من خلال مقالاته المسؤولين بمراعاة مصالح الشباب ومحدودي الدخل والبطالة عبر أسلوب نقذي حماسي كي يوصل رسالته الهادفة إلى الحكومة من أجل العمل على محاربة الإقصاء والتهميش ، محذرا من أن الكبت سيولد الانفجار إذا لم يتم معالجة القضايا الحساسة التي تهم المواطن المصري البسيط ، أتذكر عبارته التي ترسخت في ذهني حين عبر عن خشيته من أن تأتى نار تحصد الأخضر واليابس يوما ما،وكأنه كان لديه حدس بموجات الربيع العربي ...كان قلم الدكتور شوقى يشهد له بالشجاعة الأدبية وبالجرأة في الحق،يستحق أن نقف له وقفة إجلال واحترام في زمن افتقدنا فيه مثل هذه الأقلام الناطقة بالحق ،فطوبى لكل قلم ناصر للحق وللمظلومين والخزي والعار لكل قلم مأجور يهدف إلى زرع الفتنة والفرقة بين أبناء البلد الواحد.