أجمع عدد من العاملين بقطاع السياحة على ضرورة عودة الأمان للشارع المصري حتي يستعيد الاقتصاد عافيته من جديد ويتبوأ مكانته بين اقتصادات المنطقة لما فيه من خير مصر وصالح المنطقة العربية.وأشاد هؤلاء في مقابلات مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) بالجهود التي تتخذها حكومة الانقاذ الوطني برئاسة الدكتور كمال الجنزوري في كافة المجالات لاسيما الأمنية منها مشيرين الى الخطوات التي اتخذتها وزارة الداخلية اخيرا لعودة الأمان والاستقرار للشارع المصري في اعقاب ثورة ال25 من يناير.وأشاروا في هذا الاطار الى الدور الذي يقوم به المجلس العسكري المصري برئاسة المشير محمد حسين طنطاوي ووزارتي الداخلية والسياحة لنزع هاجس الخوف لدى السائحين الوافدين الى مصر سواء السائح العربي أو الأجنبي مطالبين في الوقت ذاته الاعلام المصري بدعم هذا التوجه لعودة الاستقرار وتعافي الاقتصاد وانتعاشه من جديد.وأكد مدير مطاعم شركة (دار القمر) المملوكة لشركات صالح ويعقوب الحميضي جمال حسن شكر أن الاوضاع في مصر الآن هادئة ولا يوجد ما يدعو للقلق مشيرا الى الدور الذي يقوم به المجلس العسكري الحاكم ومن خلال حكومته لانتزاع هاجس الخوف لدى السائح الوافد الى مصر.بيد أنه طالب الاعلام المصري بأهمية انتهاج سياسات اعلامية جديدة للاسراع بعودة السياحة الأجنبية والعربية الى مصر وألا يقف حجر عثرة في سبيل ذلك من جديد معتبرا أن السياحة تعد أهم روافد الاقتصاد المصري وابرز دعائمه.وأعرب شكر عن أمله في عودة السياحة المصرية الى طبيعتها من حيث نسب الاشغالات الفندقية والمطاعم النيلية وأعداد السائحين معتبرا أن الاعلام المصري قد هول في الحديث عن حوادث السرقة والقتل والبلطجة على الرغم من ان مثل هذه الحوادث تحدث في العديد من بلدان العالم.واضاف أن تأثر قطاع المطاعم وخاصة المطلة منها على نيل القاهرة أحد روافد السياحة المصرية بعد أحداث 25 يناير يعد أمرا طبيعيا وما صاحب ذلك من أحداث أمنية في الشارع المصري مشيرا الى ان ذلك التأثر هو الاكبر من نوعه لاعتماد قطاع المطاعم على السياحة العربية والتي تراجعت نسبتها بشكل ملحوظ الى ادنى مستوى لها في تاريخ البلاد.وأوضح شكر في هذا الاطار أن نسب اشغالات المطاعم المصرية الآن لا تتجاوز 30 بالمئة بعد ان كانت تصل نسبتها الى مئة في المئة قبل الثورة المصرية مما انعكس سلبا على عمل المطاعم وايراداتها بشكل خاص والسياحة المصرية بشكل عام.وقال انه على الرغم من قيام بعض قطاعات السياحة المصرية ونتيجة للانخفاض الحاد لقطاع الفنادق والمطاعم السياحية بتسريح عدد كبير من موظفيها الا أن ملاك مطاعم (دار القمر) أبقوا على العاملين فيها بل وقاموا برفع رواتبهم رغم تراجع الايرادات نتيجة انخفاض أعداد السائحين.وفيما يتعلق بعودة السياحة المصرية الى سابق عهدها اعرب شكر عن تفاؤله في عودة مصر الى ريادتها وعنفوانها في كافة المجالات لاسيما القطاع السياحي مؤكدا ضرورة تضافر كافة الجهود في سبيل استعادة مصر قبلتها السياحية على خريطة العالم السياحي.من جانبه أكد مدير مطعم (ألتسيمو) بالقاهرة أحمد سامي في تصريح مماثل ل (كونا) أن عودة الأمن للشارع المصري هو الطريق الوحيد لاستعادة عافية قطاع السياحة الذي يعد أهم مقومات الاقتصاد المصري.وأشار في هذا الاطار الى الجهود التي تبذلها وزارة الداخلية الحالية لاعادة الأمان للشارع مدللا على ذلك بنزول وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم يوسف بنفسه الى الشارع في حملات مكثفة مع قيادات وزارة الداخلية لتحقيق هذه الغاية.وقال سامي ان الشارع المصري يشهد حاليا حالة من الاستنفار الامني مما أوجد شعورا لدى المواطنين والمقيمين العرب والأجانب بالامان من جديد الامر الذي يعد مؤشرا جيدا لعودة السياحة الى عافيتها.وأرجع انخفاض نسبة مرتادي المطعم بعد ثورة 25 يناير الى حالة الانفلات الامني التي شهدها الشارع المصري من فترة الى أخرى والذي انعكس بدوره على عدم خلق شعور لدى المواطن المصري او المقيم او السائح بالامن والامان.وقال سامي ان معظم القطاعات السياحية وخاصة المطاعم المطلة على نهر النيل تأثرت بشكل مقلق للغاية بعد ثورة 25 يناير عازيا ذلك الى تراجع أعداد الوفود السياحية الى مصر بصورة كبيرة والتي لم تتعد خمسة بالمئة وفقا للاحصاءات الاخيرة بهذا الشأن.وذكر أن نحو 14 مليون مصري يعملون في قطاع السياحة قد تأثروا بشكل سلبي بعد الثورة داعيا الى تضافر كافة الجهود للعمل على النهوض بقطاع السياحة بمجالاته المختلفة من جديد والارتقاء به كونه ابرز مقومات الدخل القومي المصري.من ناحيته أكد المدير التنفيذي لمطعم (ياسو) محمد رضا في تصريح مماثل ل (كونا) ان أهم متطلبات الفترة القادمة لتنشيط السياحة هو عودة الامن والامان فضلا عن الاستقرار السياسي مشيرا الى الخطوات الايجابية التي اتخذتها حكومة الانقاذ الوطني برئاسة الدكتور الجنزوري في هذا المجال.وأوضح رضا أن الاعتصامات والتظاهرات والاشتباكات مع قوات الأمن التي شهدتها العاصمة المصرية وبعض المحافظات الأخرى كانت من أهم أسباب الركود السياحي في مصر.وأكد أن الأمن والاستقرار في شتى المجالات الحياتية سيساعد على استعادة السياحة المصرية عافيتها مما يسهم في نمو الاقتصاد المصري وانتعاشه حتى وصوله الى مستوياته الطبيعية والمطمئنة.وقال رضا ان قطاع المطاعم قد تأثر بشكل بالغ بعد ثورة 25 يناير لقلة أعداد رواد المطاعم من مواطنين وسياح اجانب وعرب مشيرا في هذا الاطار الى أن نسبة التشغيل لم تتجاوز ال20 في المئة عن ما قبل الثورة المصرية.واعرب عن أمله فى عودة السياحة الى ما كانت عليه قبل الثورة وتعافي الاقتصاد المصري من جديد مضيفا أن شريحة كبيرة من المصريين تعتمد بشكل أساسي على السياحة كدخل مادي لها.ورحب رضا بالمبادرة التي اطلقها عدد من الشباب المصري على الشبكة العنكبوتية (انترنت) تحت عنوان اشتري المصري بغرض تحريك عجلة الاقتصاد وعودة حركة السياحة الى طبيعتها.ورأى أن هذه المبادرة تعد انطلاقة جيدة للوعي السياحي لدى المصريين وادراكهم بأهمية القطاع السياحي بالنسبة للاقتصاد وعودة مصر لتصبح قبلة سياحية مهمة بالمنطقة.