شدد أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامى على ضرورة العمل من أجل تحقيق سلام عادل وشامل بالمنطقة محذراً من مغبة تصاعد النبرات الاسرائيلية المهددة بشن حرب ضد سوريا أو ايران .وقال أوغلو في رده على سؤالالنهار حول رؤيته لمدى خطورة تلويح اسرائيل بالحرب ضد سوريا وايران وتأثير ذلك على أمن المنطقة :انني مندهش للغاية من تلك النبرات الاسرائيلية المتصاعدة والمهددة بالحرب ولاشك أن هذه النبرات تضيف عنصراً جديداً لعدم الاستقرار ونحن نسعى إلى تجنب الحروب والاشتباكات المسلحة لأننا نريد أن يكون السلام عملية مقبولة من الجميع .واعتبر أوغلو أن جزءاً من تلك التهديدات الاسرائيلية انما يصب في صالح السياسة الداخلية لبعض الاحزاب الاسرائيلية في الداخل كما تشكل محاولات للضغط على بعض الدول في المنطقة لتحقيق مصالحها .وأضاف اوغلو : أن مثل هذه التصريحات لن تخدم عملية السلام أو أي هدف يطمح اليه المجتمع الدولي .وأشار أوغلو إلى أن زيارته الحالية لمصر جاءت في اطار الترتيب لمؤتمر المانحين الذي سيعقد في مصر يوم 21 مارس المقبل من أجل مساندة اقليم دارفور السوداني .وقال أوغلو خلال لقائه مع المحررين الدبلوماسيين وممثلي وكالات الانباء العربية والاجنبية في مصر أنه ناقش مع وزير الخارجية المصري الاجراءات الخاصة بالمؤتمر الذي ترأسه مصر وتركيا حيث تم توجيه الدعوات لكافة الدول الأعضاء بالمنظمة وكذلك العديد من الدول المانحة سواء الاوروبية أو الجهات التمويلية والمنظمات الدولية.واعتبر أوغلو أن اقليم دارفور يمر الآن بمناخ موات للاستقرار لافتاً إلى أن هناك مؤشرات سياسية ايجابية في السودان من حيث التوجه نحو العملية الديمقراطية .ونبه أوغلو إلى ضرورة تعزيز فرص السلام والاستقرار في اقليم دارفور الذي عايش سنوات من الحرب والفقر مما يؤكد أن الاعمار هو المفتاح لتحقيق السلام والأمن بالاقليم ،ومن هنا فإن مؤتمر المانحين المرتقب سيعزز من دور الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي تجاه العملية التنموية في دارفور وكذلك تعزيز الاستقرار في العالم الاسلامي.وذكر أوغلو أن أهداف المؤتمر تتمثل في ضرورة تحقيق العودة الطوعية (عودة النازحين) إلى ديارهم ووطنهم ،وهناك مناخ ايجابي في هذه الصدد ووفق مؤشرات التقارير الدولية هناك 1.2 مليون نازح عادوا إلى حوالي 600 قرية .وإستعرض أوغلو خطة اللجنة التحضيرية لمؤتمر المانحين والتي تضم مصر وتركيا والسودان والمملكة العربية السعودية وبنك التنمية الاسلامي ومنظمة المؤتمر الاسلامي من أجل انجاح المؤتمر والتعريف بأهدافه على مستوى العالم ومشروعاته التنموية وتوفير الدعم اللازم لها من قبل الجهات الراغبة في ذلك.وقال ان هذه المشروعات تشمل مشروعات عودة النازحين العودة الطوعيةولتحفيزهم على ذلك تشمل الأهداف خدمات كالتعليم والصحة وتوفير المياه وبناء المساكن للنازحين،بالاضافة الى مشروعات البنية التحتية والطرق ومصانع الأسمنت وغيرها ،لافتاً إلى أن المشروعات ستمول عن طريق مشاريع المنح أو الاستثمار والتمويل .وأشار أوغلو الى أن اللجنة التحضيرية للمؤتمر اجتمعت بالقاهرة ديسمبر الماضي ووضعت الترتيبات الاولية للمؤتمر وقبل اسبوعين اجتمعت في الخرطوم واعدت الخطة الإعلامية والصورة المبدئية للمشروعات المطروحة ،وزارت يوم 22 يناير الماضي دارفور وأطلعت على الأوضاع الأمنية وعودة النازحين وأكدت اللجنة استقرار الجانب الأمني واستقرار الأعمال العدائية بين الأطراف المشتبكة وتمت زيارة العديد من المخيمات وتعرفنا على احتياجات النازحين في ولاية الفاشر شمال دارفور.وحول ما اذا كانت هناك ضمانات من الحكومة السودانية لتسهيل اقامة المشروعات لفت أوغلو إلى أن كل شيء يتم بتعهد رسمي من الحكومة السودانية ونحن نلمس تعاون في هذا الصدد والمنظمة افتتحت مكتباً لها في السودان وهناك تعهدات من الحكومة بالعمل على تنفيذ المشروعات .وعن الاتصال بالاطراف الدارفورية قال اوغلو نحن أعضاء نشطين في المبادرة القطرية بشأن حل الازمة الدارفورية ومن خلال المبادرة نحن على اتصال دائم بالاطراف المعنية هناك.واعتبر أوغلو قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس البشير وتوجيه تهمة الابادة الجماعية له تطوراً سلبيا لا يسهم في حل القضية بل سيثير بعض البلبلة لكنه لن يؤثر على مسيرة العمل من أجل التنمية مشدداً على أن طريق الحل في دارفور يتمثل في تحقيق التنمية الاقتصادية والتنموية ،كما أن هناط تطور ايجابي نحو العملية الديقراطية والاتجاه نحو اجراء الانتخابات في السودان ،ونأمل الا يكون للقرار مردود سلبي على العملية الديمقراطية خاصة وان رؤية المجتمع الدولي للسودان اختلفت عنها في السابق ،كما ان التطور الايجابي في العلاقات السودانية التشادية من شأنه أن ينعكس ايجابيا على الوضع في دارفور .وأشار اوغلو الى أهمية مراعاة الاستفتاء القادم بشأن العلاقة بين شمال السودان وجنوبه كما انه من الضروري ان تتم الانتخابات المقبلة بشكل يتوافق مع الدستور وبما يضمن نزاهتها وشفافيتها وأن يسمح لكافة القوى السياسية الوطنية بالمشاركة بما ينعكس على تشكيل البرلمان السوداني ويحقق التطور الديمقراطي الذي يعد صمام الأمان لأي تطور في السودان.وتطرق أوغلو الى العديد من القضايا الراهنة ومنها فضية الاسلاموفوبيا والتي جسدها مؤخراً قرار البرلمان السويسري بحظر بنا المآذن لافتاً إلى أن هذا الوضع مقلق ويبشر بمزيد من التطورات السلبية فما حدث في سويسرا هو مرحلة جديدة من الخوف والعداء للاسلام ،حيث تأسيس عداء للاسلام ورموزه بشكا دستوري وهي اشكالية كبيرة وخطيرة حيث يتخذ اليمين المتطرف بأوروبا من ورقة العداء للمسلمين أجندة سياسية لكسب الاصوات الداعمة له للحصول على مقاعد بالبرلمان .كما استعرض أوغلو جهود المنظمة من أجل التصدي للمخططات الاسرائيلية الرامية الى تهويد القدس مؤكداً أن اسرائيل لا تعترف بالتعايش السلمي والتعامل الدولي ليس مؤثرا مع تلك الدولة التي تعتبر نفسها فوق القانون ،مضيفاً أن المنظمة سعت من خلال الجمعية العامة لليونسكو للمطالبة باستصدار قرار من مجلس الأمن للحفاظ على هوية القدس بما فيها من رموز اسلامية ومسيحية وسنواصل عملنا في هذا الاطار ولابد من تضافر الجهود الدولية في هذا الشأن وبشكل خاص الولاياتالمتحدةالأمريكية.وبشان الازمة الصومالية وجهود المنظمة تجاهها قال اوغلو :ان المنظمة معنية بالشأن الصومالي وقامت بجهود كبيرة تجاهها وهي بصدد فتح مقر للبعثات الانسانية في الصومال ونحن نعمل بالتعاون مع الأممالمتحدة وكافة الأطراف المعنية الأخرى لدعم الصومال سياسياً انسانياً .وعلى الصعيد اليمني قال أوغلو : لقد قمت بزيارة إلى اليمن في نوفمبر الماضي والتقيت الرئيس علي عبد الله صالح وعدد من المسئولين هناك ونرى أنه يجب حل المشكلة اليمنية داخل اليمن وعدم تدويلها ، ونحن نقوم بجهود كبيرة مع الحكومة من أجل مساعدة النازجين والمتضررين من الحرب وتقوم المنظمة بعمل انساني كبير وقد أعربنا عن شجبنا لتجاوز المتمردين حدود المملكة العربية السعودية وموقفنا صريح في هذا الصدد وميثاق المنظمة يؤكد على ضرورة احترام سيادة الدول وعدم تجاوز الحدود ونامل مواصلة الجهود لوقف اطلاق النار وتفعيل النقاط الست المطروحة بين الحكومة والحوثيين حيث ندعمها أملين أن تنتهي تلك الأزمة في أقرب وقت.