أنهت وزارة الخارجية استعداداتها لاستضافة المؤتمر الدولى لإعادة إعمار وتنمية إقليم دارفور السودانى، الذى يعقد اليوم فى القاهرة برئاسة مشتركة مصرية - تركية ورعاية منظمة المؤتمر الإسلامى، بمشاركة 80 دولة وعدد كبير من المنظمات الدولية والإسلامية المانحة. ومن المنتظر أن يفتتح المؤتمر أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، ونظيره التركى أحمد داوود أوغلو، فى حضور أكمل إحسان الدين أوغلو، أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامى، وعمرو موسى، الأمين العام لجامعه الدول العربية، وجان بينج، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى. ويشارك فى أعمال المؤتمر وفد سودانى رفيع المستوى يترأسه منى آركوى مناوى، مساعد الرئيس السودانى، وعوض الجاز، وزير المالية، وعلى كرتى، وحسبو محمد عبدالرحمن، مفوض العون الإنسانى، والدكتور مصطفى عثمان، مستشار الرئيس البشير، والمشير سوار الذهب، الرئيس السودانى الأسبق. وحث الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامى، أكمل إحسان الدين أوغلو، الدول الأعضاء بالمنظمة المشاركة والدول غير الأعضاء، والجهات المانحة المختلفة إلى النظر لمؤتمر دارفور باعتباره نقلة نوعية فى مسيرة الإقليم وأهل المنطقة، معرباً عن أمله بأن يكون المؤتمر دفعة قوية لجهود السلام الجارية من أجل تعزيز الاستقرار والأمن فى دارفور، من خلال المضى فى مشاريع حيوية وتنموية. ورحب الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامى باتفاق السلام الإطارى الذى وقعته الحكومة السودانية وحركة العدالة والتحرير فى الدوحة، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق يعد تطورا نوعيا فى سياق حالة الاستقرار والسلام التى تشهدها دارفور. وأكد إحسان أوغلو أن التقدم الكبير الذى تشهده الساحة الدارفورية فى إطاره السياسى سوف يوفر البيئة الخصبة والملائمة لإنجاح المؤتمر الدولى للمانحين لتنمية وإعمار دارفور، لافتاً إلى أن عدد الجهات المانحة التى سوف تشارك فى المؤتمر قد تجاوز السبعين، مؤكدا أن هذا الزخم لدول أعضاء بالمنظمة، ودول غير أعضاء، ومنظمات غير حكومية ورجال أعمال يعكس الاهتمام الكبير من قبل العالم الإسلامى، والمجتمع الدولى بالحراك الإيجابى فى الإقليم، وضرورة استعادة عجلة الحياة فى دارفور. وبيّن إحسان أوغلو أن المؤتمر يهدف إلى إنعاش عدد من القطاعات الحيوية فى الإقليم، مثل المياه، والتعليم والصحة والزراعة وصناعة الإسمنت وتعبيد الطرق، والتنمية الريفية وتنمية قدرات المرأة، والإسكان، واستقرار الرحل، والتصنيع الزراعى، فضلا عن إنشاء القرى النموذجية التى سوف تعمل على تشجيع العودة الطوعية إلى دارفور. وجدد الأمين العام دعوته للمشاركين إلى مضاعفة مساهماتهم، التى وصفها بأنها ستكون اللبنة الأساسية فى بناء دارفور، مؤكدا أن ذلك يعد واجبا إسلاميا، والتزاما إنسانيا مستحقا. وقال السفير محمد قاسم، مدير إدارة السودان بوزارة الخارجية، إن مصر وتركيا وجها الدعوات لحوالى 80 دولة هى الدول الأعضاء فى منظمة المؤتمر الإسلامى وعدد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة والصين، إضافة إلى الأممالمتحدة والبنك الدولى والاتحاد الأفريقى والجامعة العربية للمشاركة فى هذا المؤتمر. وأكد قاسم أن الهدف من المؤتمر توفير 2 مليار دولار لإقامة عدد من المشروعات التنموية سيتم طرحها خلال المؤتمر وتتضمن 6 مجالات تم التشاور مع الحكومة السودانية حولها وأشرف على تحديدها مجموعة من الخبراء فى منظمة المؤتمر الإسلامى والسودان. وأشار قاسم إلى أن المشروعات تتضمن محطات للمياه وصيانة خزانات المياه وإقامة قرى نموذجية لإعادة التوطين فى ولايات دارفور الثلاث وإنشاء مراكز للتدريب ومصانع للأسمنت وإنشاء الطرق وإدخال التصنيع الزراعى فى المجتمعات المحلية وبرامج زراعية متكاملة وإعادة تأهيل وتشييد المرافق الصحية وتطوير خدماتها والتأهيل النفسى للمتأثرين بالحرب وبناء وصيانة المدارس وتطوير خدمات التعليم والتعليم الفنى. وأوضح قاسم أنه سيتم تشكيل لجنة لمتابعة وتقييم وتحديد المشروعات التى سيتم البدء فى إنشائها على مدار السنوات الثلاث القادمة من خلال صندوق أو بنك توضع فيه حصيلة المنح التى ستتعهد بها الدول خلال المؤتمر والإنفاق منها على هذه المشروعات، مشيراً إلى أنه عقد اجتماعا، قبل يومين، مع سفراء الدول المانحة بالقاهرة لتوضيح المشروعات المطروحة.