حذرت جامعة الدول العربية من استمرار المحاولات الإسرائيلية لتهويد المناهج التعليمية الفلسطينية ،مطالبة بتضافر الجهود للتصدي لتلك المحاولات والعمل على توفير الدعم اللازم لوكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" لتلبية احتياجات اللاجئين الفلسطينيين. جاء ذلك خلال كلمة السفير سعيد ابو علي الامين العام المساعد للجامعة العربية لشئون فلسطين والاراضي العربية المحتلة ، امام اعمال الاجتماع المشترك الثامن والعشرين بين مسئولي التعليم في الاونروا ومجلس الشئون التربوية لابناء فلسطين ،والذي بدأت أعماله اليوم برئاسة فلسطين خلفا لمصر . ونبه ابو علي في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية ،لخطورة سعي سلطات الاحتلال الاسرائيلي بكافة السبل للعمل على تعطيل المسيرة التعليمية الفلسطينية وتجهيل وافقار المجتمع الفلسطيني وخصوصا في المناطق التي تسمى (ج) ولا سيما في منطقة الاغوار والقدسالمحتلة وضواحيها وعلى نحو خاص استهداف مدارس الوكالة في الخان الاحمر وكذلك بالبلدة القديمة في مدينة الخليل بكل السبل . وشدد ابو علي على اهمية الاجتماع والذي يعقد في ظل وضع غاية في الصعوبة والتعقيد والخطورة من قبل استهداف حل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، مع تصاعد المخططات الاسرائيلية المستمرة لتصفية القضية الفلسطينية وفرض الامر الواقع على الارض من خلال طمس الهوية الفلسطينية باستهداف العملية التعليمية للشعب الفلسطيني ، وذلك باعتبارها احد اسس واعمدة الصمود والتشبث بالارض . كما نبه " ابو علي " الى خطورة محاولات اسرائيل النيل من التعليم في القدس وشطب جزء كبير من مكونات الكتب وتغيير المناهج الفلسطينية الى مناهج اسرائيلية وذلك بربط تحويل ميزانيات مالية الى مدارس في القدسالمحتلة من اجل تنفيذ اعمال ترميم وانشاء وحدات تعليمية جديدة بتطبيق هذه المدارس للمناهج الاسرائيلية ، كذلك لا تزال قوات الاحتلال تعرقل ادخال المواد اللازمة لاعادة بناء المدارس التي دمرتها في حربها على قطاع غزة واضاف " ابو علي " انه في ظل كل هذه التحديات ، فان الشعب الفلسطيني يواصل صموده وتصديه لهذه المحاولات الاسرائيلية بعزيمة واصرار على التعلم حيث حققت العملية التعليمية في فلسطين نتائج متميزة ابهرت العالم . واكد " ابو علي " ان ما تقوم به الاونروا من دور هام في خدمة اللاجئين الفلسطينيين وما تقدمه من خدمات في مناطق عملياتها الخمس في اطار ولايتها وفقا لقرار انشائها هو امر جدير بالتقدير والمساندة ، مشددا على ان الوكالة تواجه محاولات صريحة لتصفيتها وانهاء عملها وذلك بعد قرار الادارة الامريكية الاخير بوقف تمويلها لاحداث ازمة مالية خانقة تؤثر على الاونروا في تقديم خدماتها ، منوها بان التحرك الدولي والدعم الذي حظيت به الوكالة من كافة دول العالم والذي انعكس على التبرعات الاضافية التي تلقتها من العديد من الدول خلال مؤتمر نيويورك الاخير اكد على الثقة والاهمية والمصداقية الكبيرة التي تتمتع بها الوكالة وادارتها ، كما اكد ان المجتمع الدولي يقف مع اللاجئ الفلسطيني وحقه في العيش بكرامة ، وهو ما يوجب علينا جميعا البحث عن سبل توفير تمويل مستدام ودائم للوكالة ، يمكن التنبؤ به سواء من خلال الاممالمتحدة او باي طرق اخرى لضمان استقرارها في القيام بمهامها ، مؤكدا ان استهداف الاونروا هو محاولة لانهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين كاحد قضايا الوضع النهائي . واعرب " ابو علي " في ختام كلمته عن امله في ان يخرج الاجتماع بتوصيات هامة تدعم العملية التعليمية وتفضح وتدين الانتهاكات الاسرائيلية المتواصلة ، وتسهم في تحقيق تقدم المسيرة التعليمية وتحسين جودة التعليم للفلسطينيين بما يمكنهم من الارتقاء بمؤسسات دولتهم الاتية بانهاء الاحتلال الاسرائيلي وتمكينها من ممارسة سيادتها واستقلالها لترتقي الى مستوى الدول المتقدمة علميا ايمانا راسخا بتجسيد حلم الشعب الفلسطيني والامة العربية والاسلامية بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. من جانبها اكدت مصر حرصها على بذل كل الجهود الممكنة لتقديم العون للطلاب العرب في الاراضي العربية المحتلة وخاصة الطلاب الفلسطينيين ، داعية الى تكاتف الجهود العربية لتقديم الدعم والتمويل اللازم للاونروا حتى تستطيع الاستمرار في تقديم خدماتها ومهامها لدعم الفلسطينيين. واكدت حنان حسن عبد الفتاح مدير عام العلاقات الثقافية بوزارة التربية والتعليم ، "رئيس وفد مصر " في كلمتها خلال الاجتماع ، ان الاونروا تلعب دورا رئيسيا في دعم التعليم ولابد من دعمها على كافة المستويات السياسية والمالية وايجاد حل للازمة المالية غير المسبوقة التي تتعرض لها. وانتقدت العدوان الاسرائيلي المتواصل على الاراضي الفلسطينية حيث تقوم بتدمير البنية التحتية للاراضي الفلسطينية ، مؤكدة ان التضامن العربي بات مطلبا ملحا تدفعنا اليه الشعوب العربية الواعية والظروف الدولية المحيطة بنا. واكدت اهمية وضع استراتيجية موحدة لخدمة قضايا الامة العربية ، مشددة في الوقت ذاته على اهميد دعم المسيرة التعليمية لابناء الشعب الفلسطيني .