"الأم دائما عماد هذه الأمة، فهى خط الدفاع الأول فى بناء هذا الوطن، فعندما تنعدم رحمة الأم وينهار هذا العماد، فلا شئ أبقى ولا شئ أكثر سوء من هدم الوطن على يد من جعلت الجنة تحت أقدامهن".. كلمات قصيرة بدأت بها محكمة جنايات القاهرة حيثيات حكمها على ربة منزل باعت طفلتها بالسجن المشدد 5 سنوات. بدأت الواقعة، بقصة حب ملتهبة بين "هناء. ط"، و"محمد .س"، استطاع الشاب فيها أن يحصل على كل ما يريد من هناء بعد أن سلمت نفسها له فى علاقة جنسية محرمة تحت مسمى الحب والعشق، ولم تمر أشهر قليلة إلا وأيقنت هناء من حملها من هذه العلاقة الآثمة، فذهبت لعشيقها الذى تبرأ منها ورفض أن يعترف بالطفل أو الزواج بها، فحاولت هناء أن تقتل طفلها فى رحمها، إلا أن الأطباء منعوا تلك الجريمة خوفا على حياة الأم أثناء العملية. أنجبت هناء طفلتها الرضيعة بعيدا عن أعين الناس، وفكرت فى أن تقتلها، لكنها مرت بضائقة مالية فلجأت إلى صديقة عمرها "هدى. ص"، فاقترحت عليها بيع الطفلة لأحد الأثرياء. عرضت هناء ابنتها على "فيس بوك" للبيع مقابل 30 ألف جنيه، الأمر الذى لفت انتباه قسم مكافحة الاتجار بالبشر بوزارة الداخلية، فلعب المقدم حسام إبراهيم دور سمسار من طرف إحدى السيدات التى تريد شراء الطفلة مقابل 30 ألف جنيه، وبالفعل كتبت الأم تنازلا عن رضيعتها معترفة بأن الطفلة غير مقيدة فى السجلات، وليس لديها شهادة ميلاد. ألقى رجال المباحث القبض على المتهمتين، وأحالتهما للنيابة العامة لبدء التحقيق فى اتهامهما بالاتجار فى البشر، بعد ضبطهما متلبستين. واعترفت هناء أمام النيابة ببيع طفلتها لحاجتها للمال لمرورها بضيقة مالية شديدة، قائلة: "أنا مشوفتش يوم حلو من يوم ما اتولدت، حتى الإنسان اللى حبيته ضحك عليا، وكان لازم أبيعها بدل ما أقتلها بأيدى، فقولت أبيعها علشان اعرف أعيش وهى كمان تعيش، أنا قعدت 3 أيام من غير أكل فمكانش قدامى حل". وعاقبت محكمة جنايات الجيزة، المنعقدة بالتجمع الخامس، برئاسة المستشار السيد البدوى، المتهمتين "هناء.ط"، و"هدى. ص"، بالسجن المشدد 5 سنوات، وغرامة 100 ألف جنيه، لاتهامهما بالاتجار فى البشر. صدر الحكم بعضوية المستشارين عبد المنعم عبد الستار، ومحمد أحمد الجندى، وأمانة سر محمد فريد وسيد نجاح.
