دعا اجتماع وزراء الخارجية الإسلامي الاستثنائي إلى تشكيل فريق من الخبراء القانونيين، والاجتماع في أقرب وقت، لوضع تصورات قانونية حول المسلك القضائي الذي يمكن من خلاله محاكمة المسؤولين الإسرائيليين الذين خططوا للاعتداء على قافلة الحرية، والأفراد الذين شاركوا في تنفيذها.كما طالب الاجتماع في بيانه الختامي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلو، بتشكيل لجنة دولية مستقلة بغية إجراء تحقيق كامل في الحادثة.وبحث الاجتماع الذي عقدته المنظمة في مقرها بجدة تداعيات الاعتداء الإسرائيلي على أسطول الحرية المتوجه للتضامن مع الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة.وأعرب عن إدانته الشديدة (للعدوان الوحشي الذي نفذته القوات الإسرائيلية ضد السفن المدنية التي تنقل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وهي لم تزل في المياه الإقليمية الدولية).يذكر أن منظمة المؤتمر الإسلامي كانت قد أعلنت عن عقد اجتماع اللجنة التنفيذية الموسع على مستوى وزراء الخارجية، والذي حضره وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، ووزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي، وعدد من وزراء وسفراء الدولي الإسلامية.وطالب البيان الختامي إسرائيل بدفع التعويضات الكاملة وفقا للمعايير الدولية عن فقدان الأرواح والإصابات في صفوف المدنيين، فضلا عن الأضرار المادية التي لحقت بالسفن. وطالب كذلك بإعادة السفن المشاركة في الأسطول والتي أجبرتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على التوجه إلى ميناء أشدود.وفي السياق نفسه، جدد البيان مطالبة الدول الإسلامية بضرورة الإنهاء الفوري للحصار المفروض على قطاع غزة، وأكد أن الحصار (غير المشروع) لا يشكل انتهاكا جسيما فحسب لحقوق الإنسان الفلسطيني، بل ويمثل تهديدا خطيرا للسلام.وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للاجتماع، أكد إحسان أوغلو أن الهجوم يمثل اعتداء على الإنسانية وقيمها، مطالبا في الوقت نفسه بإجراء تحقيق دولي محايد ومستقل وذو مصداقية بما يتفق مع المعايير الدولية بهدف تحديد وتجريم المسؤولين عن ارتكاب هذه الأعمال غير القانونية ضد الإنسانية.وقال الأمين العام للمنظمة إن (هذه اللحظة هي لحظة صدق مع الذات. فإذا كنا في كل مناسبة نناشد المجتمع الدولي بجميع مؤسساته أن يعمل على رفع الحصار.. فإن الأمة الإسلامية مدعوة أيضاً للقيام بكل ما تستطيع من أجل إنهاء الظلم الواقع على شعب فلسطين..). وأضاف بأنه قد آن الأوان لهذه الأمة (الإسلامية) أن تنفض عن نفسها غبار الأزمة، وتترجم ما حباها الله به من مصادر قوة إلى فعل حقيقي يليق بحجمها ودورها ورسالتها.ودعا الأمين العام الدول الأعضاء في المنظمة إلى التكاتف، والعمل مع المجموعات الإقليمية الصديقة والدول الأعضاء الأخرى في الأممالمتحدة من أجل عقد اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة في إطار الاتحاد من اجل السلام لحمل الأممالمتحدة على النهوض بمسؤولياتها في رفع الحصار الظالم عن قطاع غزة.