أكد الدكتور محمود حمدي زقزوق، وزير الأوقاف المصري ورئيس المجلس الأعلي للشئون الإسلامية، خلال ندوته بمعرض الكتاب أن الإسلام رسالة تنويرية عالمية خالدة لبناء الإنسان الذي ميزه الله بالخلافة في الأرض، وزوده بالعلم و الحرية، وحمله المسئولية وسخر له الكون كله ليمارس فيه نشاطاته المادية والروحية علي السواء .وأضاف زقزوق أن المسلمون بعد فترة زمنية قصيرة نسبياً من ظهور الإسلام استطاعوا بناء حضارة إسلامية، كانت من أطول الحضارات عمراً في التاريخ، حيث استمرت حوالي ثمانية قرون تقدم الي الإنسانية عطاءها الحضاري المتميز في جميع مجالات العلوم والفنون، ثم بدأ دورها يتراجع نتيجة لعوامل عديدة، وعندئذ تلقفت اوروبا راية التقدم وسارت في ذلك خطوات واسعة إلي أن ركن العالم الإسلامي إلي الاسترخاء، وادي ذلك إلي انتشار الجهل والخرافات والأوهام، ولكن دوام الحال من المحال - كما يقال - فبدأ العقلاء من أبناء الأمة الإسلامية في العصر الحديث في محاولات مستمرة لايقاظ وعي الأمة لتنهض من كبوتها، وتشارك بفاعلية في ركب التقدم الحضاري المعاصر.وأوضح وزير الأوقاف أن الإسلام احترم العقل واعتمد عليه في أمور العقيدة والمسئولية والتكليف، وجعل التفكير فريضة دينية تكريما له و سيحاسب الإنسان على مدى حسن أو إساءة استخدامه لها. وشدد على أن عقائد الإسلام واضحة، ليس فيها ما يتعارض مع مقررات العقل السليم، فالإسلام حرص على إزالة كل العقبات التي تعوق العقل عن ممارسة نشاطاته، ومنها أنه رفض التبعية الفكرية والتقليد الأعمى.وعقد زقزوق مقارنة بين التنوير في الإسلام والتنوير الأوروبي، ووصف التنوير الإسلامي بأنه الأشمل والأهم لأنه يجمع بين الدين والعقل، بينما الأوروبي يقف عند العقل ويتجاهل الدين.كما حذر الدكتور زقزوق من المخاطر العديدة التي تهدد هويتنا وثقافتنا الإسلامية في عصر العولمة، ودعا إلى تعاون إسلامي جاد لمواجهة تلك المخاطر.