دعا وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى ضرورة وقف إطلاق النار فورا في جميع أنحاء سوريا . جاء ذلك في كلمته مساء اليوم الاثنين أمام الجلسة الافتتاحية للدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب لبحث تطورات الأوضاع المأساوية في حلب. كما دعا الشيخ محمد بن عبد الرحمن إلى اعتماد موقف موحد للجامعة العربية والبدء في تحرك جاد لإيجاد آلية تحمل النظام السوري على التوقف عن شن هجمات ضد المدنيين ورفع الحصار عن كل المناطق في سوريا وإفساح المجال لدخول منظمات الاغاثة الدولية والمساعدات الانسانية في المناطق المنكوبة والسماح للمدنيين بمغادرة المدينة حتى تهدأ المعارك . ووجه"الشيخ محمد بن عبد الرحمن في كلمته الشكر لدولة الكويت للدعوة لعقد هذا الاجتماع ، موجهاالتعازي للاشقاء في مصر والأردن والعراق والصومال واليمن وليبيا وسوريا جراءالهجمات الإرهابية التي سلبت لشعوبنا أمنها ، مؤكدا على موقف دولة قطر برفض الارهاب والعنف . وقال إن الازمة السوريةدخلت مرحلة خطيرة وغيرمسبوقة ، مشيرا إلى أن مايجري في حلب ليس بمعزل عن التطورات الحاصلة في سائر المناطق السورية . وأضاف أن مايجري في حلب هو مذبحة وجريمة إنسانية لا ينتظر منها سوى المزيد من العنف، قائلا "إننا نشهد الآن نكبة حلب ، كما نشهد عملية تهجير منظم ولم يشهد العالم عملية هدم منهجي للمدن وقصف بالجو كالتي جرت في سوريا منذ الحرب العالمية الثانية. وقال وزير الخارجية القطري " إن العالم أجمع تابع بشاعة ووحشية النظام السوري بدون أي وازع أخلاقي وهو يستخدم أعتى أنواع الأسلحة لقتل الأبرياء والمدنيين في مدينة حلب وداخل بيوتهم ، فضلا عن تدمير المستشفيات ودور العبادة "، مضيفا"أن الوحشية والدمار الشامل في مدينة حلب يتجاوز كل الحدود الانسانية". وأضاف " يجب ألا نعفي انفسنامن تحمل المسؤولية ، فلايوجد أي مبرر يسمح للجامعة العربية بالتقاعس عن أداء واجباتها تجاه الشعب السوري الشقيق ،محملا النظام السوري مسؤولية المجازر التي ترتكب بحق الشعب السوري الشقيق". وأضاف أن النظام السوري لم يكتفي بالاستعانة بالميليشيات الإرهابية الاجنبية ، بل حول الجيش الرسمي إلى مجموعة ميليشيات". وقال ان الكارثة الانسانية الفريدة في حلب والنداءات اليائسة من المدنيين العالقين في الجحيم تحتم علينا ان نخرج بصوت انساني واحدةللاستجابة ليس فقط في اغاثة المدنيين في هذه المدينة العريقة والمنكوبة بل ايضا في الاستجابة لطموحات شعبها التي يزداد احباطها من مؤسسات العمل العربي المشترك . وقال ان الكارثة الانسانية الفريدة في حلب والنداءات اليائسة من المدنيين العالقين في الجحيم تحتم علينا ان نخرج بصوت انساني واحد للاستجابة ليس فقط في اغاثة المدنيين في هذه المدينة العريقة والمنكوبة بل ايضا في الاستجابة لطموحات شعبها التي يزداد احباطها من مؤسسات العمل العربي المشترك . وأكد أن ما يدعو إلى الاستغراب أن من يتحدث عن الإرهاب ينسى أن هناك جيل ينشئ الآن على صوت المدافع والقنابل المتفجرة وآلات الحرب الوحشية ، والتشريد والتجويع والاهانة والقتل ، متسائلا " ماذا نتوقع من طفل نجا من الموت باعجوبة وماذا نتوقع ان يصبح عندما يتم العشرين ربيعا؟". وحذر وزير الخارجية القطري من الانعكاسات السلبية للازمة السورية في حال عدم معالجتها وهو ما يزيد من انعكاساتها على الاوضاع الانسانية في سوريا وفي المتطقة العربية والعالم ، قائلا " ان التأخر في معالجة الوضع الانساني في سوريا ستكون له انعكاسات خطيرة على مستقبل سوريا "، داعيا الى تبني خطوات جادة وعاجلة والتحرك عربيا ودوليا وفقا لما يتم الاتفاق عليه . وأضاف إن مسؤوليتنا التاريخية تفرض علينا وقفة حاسمة للوقوف بجانب الشعب السوري الشقيق في محنته الأليمة ، مشددا على الحاجة الى التعاون ووحدة الصف أكثر من أي وقت مضى لا سيما في طل عجز مجلس الامن عن ايجاد حل للازمة واستمرار سياسة النظام السوري في انتهاك كافة القيم السماوية والانسانية والقانونية واستمرار تقاعس مجلس الأمن. وأكد أن الهدف يجب أن يكون عودة المهجرين جميعهم إلى بيوتهم، رافضا مخطط التهجير الجماعي والتغيير الديموغرافي في سوريا . وقال وزير خارجية قطر " إن فشل مجلس الأمن يحتم علينا أن نتوحد" ، داعيا الدول العربية الى دعم التحرك لعقد جلسة طارئة للجمعية العامة للامم المتحدة باعتبارها الخيار الوحيد لتحمل مسؤولياته التاريخية ازاء الشعب السوري الشقيق".