ثلاثة أعوام مرت ..على الخروج غير المسبوق للجماهير للمطالبة بإنها حكم الإخوان بعد اقل من عام تكشفت فيه خيوط هدم هوية الدولة المصرية وإحلال الدولة الإخوانية بديلاً لها وفق مشروع الجماعة الموصومة بالإرهابية وتكشفت فيها خطط هدم مؤسسات الدولة بما فيها الجيش والشرطة والقضاء .. وبهدذه الماسبة تطرح " النهار " السؤال ماذا لو لم تحدث ثورة 30 يونيو ؟ إلى أين كانت ستمضى مصر مع مرسى وجماعته ؟ وما المصير الذى كان ينتظرها فى هذا العالم الذى يموج بالتحولات والصراعات والاقتتال الداخلى ؟ لقد اتسمت فترة حكم مرسى بالاضطرابات فى كافة الاتجاهات الاجتماعية و السياسية والاقتصادية التي جعلت خروج المصريين على حكمه وحكم جماعته أمراً حتمياً برز بوجود الملايين فى حر يونيو في الشوارع والميادين في ثورة كبرى لإسقاط النظام الإخوانى الذى كان يسعى لخلق صراع مسلح بين المصريين على غرار ما يجرى فى سوريا وليبيا والعراق .. فقد كانت قرارات وسياسات مرسى تقود كل يوم إلى انقسام الشارع المصري عليه، ويكفى أن نشير إلى أن صحيفة «واشنطن بوست» علقت على زيارات مرسي للخارج بقولها إن مصر أصبحت ملطشة بين الدول في عهد الإخوان تتسول القروض لقد كان لسياسة الرئيس المعزول محمد مرسي الخاطئة ومحاولة انفراده بالحكم بالاشتراك مع جماعته دون النظر للقوى السياسية الأخرى أو للشعب أكبر سببا لخروج الناس ضده وقيام “الجيش ” بالوقوف مع هذه المطالب، وذلك بعد أن نصحه الفريق أول وقتها عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع الرئيس السابق بأن يستمع لمطالب الملايين من المصرين الغاضبين من سياسته لكنه لم يستجب، فقامت ثورة يونيو عام 2013 وأطاحت به وبجماعته ولو لم تأخرت هذه الثورة عن هذا الموعد لدخلت مصر دوامة صراع مسلح كارثية أكلت الأخضر واليابس .. وتم هدم اقدم دولة فى التاريخ دون أن يكون بمقدور أحد إعادة بنائها وإعادة مؤسساتها على ما هى عليه .. بل كنا بحاجة لقرون لتشرب الأرض الدماء و تهدأ النفوس و تلملم المؤسسات أشلائها .. لقد اختار المصريون الوطن كما فعلوا على مدار التاريخ و انقذوه من شطر مستطير