هاجم رئيس المؤتمر الوطنى العام فى ليبيا نورى أبوسهمين تعيين المبعوث الأممى السابق لليبيا برناردينو ليون مديرا لإحدى المؤسسات فى الإمارات، ووصف هذا الاجراء بأنه ضربة لنزاهته وحياديته وطالب فى رسالة وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون بتوضيح موقفه من هذا التعيين. وقال نورى فى رسالته إن تعيين الوسيط الأساسى الذى عهد إليه بأمانة ومهمة الوسيط المحايد والنزيه لتسيير التوافق بين الشعب الليبى بكافة أطيافه فى منصب مرتبط ارتباطا عضويا بدولة أقحمت نفسها طرفا أساسيا فى النزاع القائم بليبيا، بعد شبهة غير مسبوقة لدور يجب أن يكون حياديا. ولفت أبوسهمين الى ان توقيت هذا التعيين جاء فى وقت حساس بالنسبة للشعب الليبى الذى يُطلب منه القبول والتسليم باقتراحات ليون باعتبارها اقتراحات نزيهة ومحايدة، مشيرا إلى أن هذا الأمر يمثّل استهتارا بدماء الشعب الليبى وتضحياته منذ بدء ثورة 17 فبراير. وطلب رئيس المؤتمر الوطنى من بان كى مون توضيح موقفه وموقف الأممالمتحدة والدول الأعضاء فى مجلس الأمن حيال هذا التعيين الذى اعتبر أنه يشكك فى مصداقية رئاسة ليون لبعثة الدعم فى ليبيا، والذى يهدد بنسف المسار السياسى، حسب قوله. كانت صحيفة جارديان البريطانية قد كشفت أن المبعوث الأممى إلى ليبيا -برناردينو ليون- كان خلال فترة الصيف الماضى يتفاوض على قبول وظيفة براتب 35 ألف جنيه إسترلينى شهريا (53 ألف دولار أمريكى) مع دولة الإمارات، هى رئيس "أكاديمية الدبلوماسية". كما اعلنت الامارات أن ليون قبل العمل كرئيس لهذه الأكاديمية، وهى مؤسسة بحثية مدعومة من الحكومة أسست السنة الماضية لتسويق السياسة الخارجية الإماراتية وعلاقاتها الاستراتيجية ولتدريب دبلوماسييها، وإثر ذلك تم تعيين الدبلوماسى الألمانى مارتن كوبلر خلفاً له. كما بيّنت جارديان أن المبعوث الأممى إلى ليبيا الذى انتهت مهمته، أكد فى أغسطس الماضى أنه سيسافر للاستقرار مع عائلته فى أبوظبى. وبحسب ما جاء فى الصحيفة البريطانية فإن الإسبانى ليون قال فى رسالة -وجهها إلى مسئول إماراتى- إنه لن يكون قادرا على إيجاد مسكن بمبلغ 360 ألف درهم (63 ألف جنيه إسترلينى، 97 ألف دولار). واعتبر مراقبون أن وظيفة ليون الجديدة فى دولة الإمارات العربية المتحدة تشكك فى نزاهته كمبعوث أممى. ومما كشفته الصحيفة أنه وبعد خمسة أشهر من تعيينه وسيطا فى ليبيا، أرسل ليون من بريده الخاص رسالة إلى وزير إماراتى. ويؤكد ليون فى رسالته تلك أنه يريد دعم البرلمان الليبى المنحل فى طبرق، كما يؤكد ليون فى رسالته أنه لن يدعو كل الأطراف إلى الحوار، كما يؤكد بوضوح أنه سيستخدم استراتيجية لإفقاد المؤتمر الوطنى العام فى طرابلس وحكومته أى شرعية. كما أوضحت الصحيفة أن ليون ذكر أن كل خطواته واقتراحاته تمت بالتشاور مع أو باقتراح من السفير الليبى إلى الإمارات عراف النايض، ومع رئيس الوزراء الليبى السابق المقيم فى الإمارات محمود جبريل. كان ليون أعلن مطلع أكتوبر الماضى اتفاقا بين أطراف النزاع الليبى يقضى بتشكيل حكومة وحدة وطنية واقتراح أسمائها، لكن الاتفاق قوبل بتحفظات من قبل الأطراف المختلفة، كما خرجت مظاهرات رافضة فى طرابلس وفى مدن شرقى ليبيا ترفض تشكيلة حكومة التوافق.