قال مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية، إن ما تقوم به جماعات العنف هو من قبيل الإفساد في الأرض الذي يستوجب محاربته وتطهير البلاد منه، وأن الممارسات العنيفة للجماعات الإرهابية في الداخل والخارج لا تمت بأدنى صلة للجهاد المشروع في الإسلام، إنما هي تسيس للدين وتأويل خاطئ للآيات والأحاديث من أجل تحقيق المصالح السياسية للجماعة. وأضاف المرصد، في رده على دعوة عاصم عبد الماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، التي دعا فيها جماعة الإخوان إلى تبني خيار"الجهاد" في المنطقة عامة والإعداد العاجل له، على حد قوله، حيث أكد المرصد أن دعوة القيادي الهارب تصب في إطار دعم حركات وجماعات التطرف والعنف في المنطقة، ومحاولة شرعنة عمليات العنف والقتل والتخريب التي تقوم بها جماعات وحركات الإرهاب في مصر والمنطقة. ولفت المرصد إلى دعوة عبد الماجد، تحمل في طياتها تزييفًا للحقائق عبر التدليس في المسميات، حيث وصف عبد الماجد أعمال العنف والقتل والخروج على الدولة والمجتمع بأنه جهاد مشروع لابد منه، وهو أمر ينافي الشرع والواقع بالكلية، فالجهاد له معاني عظيمة وعديدة، وهو طاعة وفضيلة، وهو ذروة سنام الإسلام، وقد شُرع لأهداف وغايات، وليس لمجرد إزهاق النفوس وإراقة الدماء. وتابع المرصد: " فإذا تفلت من الضوابط الشرعية له، ولم تطبق فيه الأركان والشروط والقيود التي ذكرها علماء الشريعة خرج عن أن يكون جهادًا مشروعًا؛ فتارة يصير إفسادًا في الأرض، وتارةً يصير غدرًا وخيانة". وشدد المرصد، على أن دعوة عبد الماجد تسمى إرجافا وليس جهادًا، وهو مصطلح قرآني ذكره الله تعالى في قوله سبحانه: ﴿لَئِن لَمْ يَنْتَهِ المُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالمُرْجِفُونَ فِي المَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلاَّ قَلِيلاً * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً * سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً﴾. وتابع: "وهي كلمة لها مفهومها السيء الذي يعني إثارة الفتن والاضطرابات والقلاقل باستحلال الدماء والأموال بين أبناء المجتمع الواحد تحت دعاوى مختلفة منها: التكفير للحاكم أو للدولة أو لطوائف معينة من الناس، ومنها استحلال دماء المسلمين تحت دعوى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها من دعاوى الإرجاف التي يسولها الشيطان للمرجفين، والتي كان بعضها سببًا لظهور الخوارج في زمن الصحابة ومن جاء بعدهم وشبهًا يبررون بها إفسادهم في الأرض وسفكهم للدماء المحرمة".