النمنم يشيد بالدعم الاماراتي لحماية التراث والثقافة المصرية ...والسعودية تؤكد دعمها للعنل الوثائقي للحفاظ على تراث الامة دعت جامعة الدول العربية اليوم الى تضافر الجهود العربية المشتركة من اجل توثيق و حماية الذاكرة التاريخية للامة واستعادة الارشيفات المنهوبة من الدول الاستعمارية خاصة في ظل التحديات الجسيمة التي تواجهها الامة واستمرار الانتهاكات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة والازمات المتساعدة في سوريا والعراق وليبيا وغيرها من دول المنطقة جاء ذلك في كلمة الامين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي امام الاحتفال بيوم الوثيقة العربية الذي شهدته الامانة العامة اليوم بحضور عدد كبير من المسؤولين العرب ورواد الثقافة العربية وقال العربي انه إيمانا من جامعة الدول العربية بأهمية التوثيق والوثيقة، أطلق العام الماضي مشروع "التوثيق المرقمن لذاكرة جامعة الدول العربية 2020" “Digital Documentation” بهدف الحفاظ على ذاكرة جامعة الدول العربية التي هي أحد أهم عناصر الهوية القومية العربية. وتتضمن المرحلة الراهنة للمشروع عملية الرصد لمحتوى الذاكرة، وتأسيس المعمل الرقمي بالأمانة لجامعة الدول العربية تمهيداً لإطلاق منصة الكترونية لحقبة تأسيس جامعة الدول العربية ودعا العربي الى تضافر جهود الدول الأعضاء بالجامعة العربية لدعم مسيرة هذا المشروع. وحبا الامينزالعام في كلمته كل الوثائقيين العرب ومؤسسات ودور الوثائق العربية كما عبر عن شكره وتقديره لصاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة لما يقوم به من جهود مقدرة لرفع شأن الثقافة العربية ودوره الفعال في تشجيع التفاعل والحوار الثقافي على الساحتين العربية والدولية، ولما له من مبادرات هامة لدعم دور الوثائق والأرشيفات العربية ، منوها بدعمه لإنجاز المبنى الجديد لدار الوثائق القومية المصرية بأحدث التجهيزات والأساليب الفنية والتكنولوجية للحفاظ على الإرث الوثائقي المصري. كما هنأ السفير نذير العرباوي المندوب الدائم للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لدى جامعة الدول العربية على النجاح الباهر الذى حققته الفعاليات والتظاهرات الثقافية التي عُقدت في مدينة قسنطينة - مدينة الجسور المعلقة- التي اُختيرت عاصمة للثقافة العربية لعام 2015 وماتوليه هذه المدينة من أهمية قصوى للحفاظ على الهوية الجزائرية من خلال الحفاظ على الوثائق التاريخية لديها.
وقال العربي اننا نحتفل هذا العام بيوم الوثيقة العربية تحت شعار "جامعة الدول العربية...سبعون عاماً من العمل العربى المشترك" والتي جاءت نشأتها فى شهر مارس من عام 1945 تتويجاً لحركة القومية العربية والفكر القومي العربي لتصبح أول منظمة عربية جامعة تُنشأ فى تاريخ العرب الحديث والمعاصر، وأول اطار مؤسسي يجسد حلم الوحدة العربية، وأول منظمة دولية تنشأ بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، والتي كان تأسيسها تجاوباً مع نداءات وتطلعات الشعوب العربية ووعياً منها بأهمية الوحدة فى سبيل تحقيق استقلال الدول العربية والحفاظ على الهوية العربية المشتركة. واشاد العربي في كلمته بالمعرض الوثائقي التاريخي الذي تم افتتاحه على هامش الاحتفال والذى يبرز تاريخ جامعة الدول العربية ومسيرة العمل العربي المشترك في سبعين عاماً، ووجه العربي الشكر لسعادة الدكتور فهد بن عبدالله السِمَّارى المستشاربالديوان الملكي والأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز بالمملكة العربية السعودية على الكتابالوثائقى بعنوان "المملكة العربية السعودية وجامعة الدول العربية...مواقف ووثائق" الذىقامت بإصداره فى هذه المناسبة بالتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية والذىاستطاع أن يجمع فى طياته العديد من الوثائق الرسمية والصور الفوتوغرافية التى تبرزعلاقة المملكة العربية السعودية بجامعة الدول العربية باعتبارها ضمن الدول السبع التي أسست جامعة الدول العربية. واشار العربي الى وجود تحديات جسام تواجه جامعة الدول العربية في هذا المنحنى التاريخي الحاسم تُهدد مستقبل شعوب الدول العربية وأمن واستقرار المنطقة برمتها والعالم. وفي مقدمة هذه التحديات دائماً القضية الفلسطينية، قضية العرب المحورية،موضحا انه على الرغم من الجهود المُضنية الفلسطينية والعربية والإنجازات الدبلوماسية التي تحققت بالفعل، والتي أسفرت عن إصدار قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة بقبول فلسطين كدولة غير عضو ثم برفع علم دولة فلسطين فوق مقارها، الا أن إسرائيل آخر معاقل الأبارتايد والتمييز العنصري في العالم ما زالت تمارس ارهاب الدولة ضد أبناء الشعب الفلسطيني الذي يدافع عن حرمة المسجد الأقصى، بالإضافة إلى ما يتعرض له الأرشيف الوثائقي الفلسطيني من سرقة وتزوير وتشويه. كما تتضمن هذه التحديات الجسيمة التي تواجه المنطقة العربية المحاولات المستمرة لطمس تاريخ الأمة وتراثها العربي والإسلامي، فلا تزال القضايا الخاصة بالأرشيفات العربية المنهوبة لدى الدول الاستعمارية تؤرق بعض الدول العربية الى جانب فلسطين مثل الجزائر وليبيا والعراق. وتسعى هذه الدول الى استرجاع أرشيفاتها الوثائقية المسلوبة، وهو أيضا ما تسعى اليه جامعة الدول العربية وذلك بالتعاون مع الفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف حيث أصدر مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري قراراً هاماًوغير مسبوق في شهر مارس 2014 يؤكد على تقديم الدعم المعنوي والسياسي للفرع الإقليميفي توجهاته الاقليمية والدولية وجهوده المبذولة أمام المنظمات الدولية للمطالبة باسترجاع الأرشيفات العربية المسلوبة لدى الدول الأجنبية والاستعمارية، كما نص القرار على انشاء لجنة فنية مصغرة لوضع استراتيجية عربية متكاملة لاستعادة هذه الأرشيفات المنهوبة. وناشد العربي اعضاء هذه اللجنة بضرورة اتخاذ كافة التدابير اللازمةنحو تحقيق خطوات فعلية وملموسة وسريعة في هذا الشأن من خلال اجتماعها الثالث الذى سيُعقد ضمن فعاليات هذا الاحتفال، خاصة في ضوء ما يقوم به الكيان الصهيوني من تزييفوتشويه للحقائق وحرق الوثائق الفلسطينية التاريخية، وكذلك في ضوء محاولات التدمير المستمرة لتراثنا العربي. واكد العربي اهمية التوقيع على مذكرة تفاهم بين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ودارة الملك عبدالعزيز بالمملكة العربية السعودية في مجال الحفاظ على الوثائق، معربا عن امله في أن تمتد أواصر التعاون المشترك مع الجامعة من أجل حماية الأصول العربية التاريخية. كما اكد اهمية تكريم المؤسسات والشخصيات التي حققت انجازات وإسهامات ملموسة في مجال الحفاظ على الوثيقة العربية، خاصة صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة ، وسعادة الدكتور فهد بن عبدالله السماري المستشار بالديوان الملكي الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز بالمملكة العربية السعودية على كل ما قدموه من انجازات للحفاظ على التراث الوثائقي العربي . من جانبه دعا الدكتور فهد بن عبد الله السماري المستشار بالديوان الملكي السعودي والامين العام المكلف بدارة الملك عبد العزيز في كلمته خلال الاحتفالية إلى ضرورة استغلال مناسبة الاحتفاء بيوم الوثيقة العربية واستثمارها في وضع برنامج عمل فاعل ومؤثر يؤدي إلى هذا المنال، والعمل المطلوب للرقي بأرشيفاتنا، وإبراز وثائقنا، والتعاون بشكل مفتوح معبعضنا مع البعض، ليس على مستوى تبادل الوثائق فحسب، بل أيضاً الرفع من مستوى العاملين والأنظمة والوسائل والإتاحة للباحثين بشكل واسع ومن خلال وسائل التقنية الحديثة. وقال الدكتور السماري :" إن المملكة العربية السعودية تعمل اليوم بشكل منظم ومبرمج بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده وسمو ولي ولي العهد – يحفظهم الله – للارتقاءبمستوي العمل الوثائقي والإفادة من التطورات الحديثة بل وزيادة على ذلك تمكين الإبداع الأرشيفي السعودي والعربي من حيازة مواقع الريادة عالميا بإذن الله تعالي" . وأفاد معاليه أن دارة الملك عبد العزيز بادرت منذ عامين ووضعت اللبنات الأولى لتفعيل الفرع العربي الإقليمي للمجلس الدولي للأرشيف وكانت جامعة الدول العربية حاضرة، وتم إقرار النظام الأساسي الجديد للفرع الذي يكفل له مزيدمن الحركة والتفاعل. وأشاد معالي الدكتور السماري باهتمام الجامعة العربية بالشراكة مع الفرع العربي الإقليمي للمجلس الدولي للأرشيف واحتضانها مناسبة يوم الوثيقة العربية وإعطائه إطاراً تنظيمياً كان مفتقداً في الماضي، مؤكداً أن هذا ليس بغريبعلى الجامعة العربية التي تعيش مرحلة مهمة من الفعالية في شتي المجالات. وقال : " إن التاريخ لا يدون إلا بالوثاق التي هي كل ما تركه الإنسان من أفكار وأعمال ومواقف وعلوم وإبداع سواء كانت مكتوبة أو محسوسة أو مرئية أو الكترونية، والوثائق الجمعية في الأرشفات، ودور الوثائق هي ذاكرة الشعوبأفراداً أو جماعات أو دولاً ". وأشار الدكتور السماري إلى أن " الذاكرة الجمعية " هي الإرث والسلاح للدفاع وللاستنباط والارتباط وتعزيز وحدة المجتمع والدولة والوفاء لأولئك الذين أبدعوا وعملوا، والإفادة من تلك الأخطاء التي حدثت والتجارب التي تمت ليتمتجاوزها مستقبلاً. وأضاف : " بما أننا اليوم نحن العرب على مفترق طرق مهم وبمناسبة تجديد ثوب الجامعة العربية في عامها السبعين لتواكب المستجدات، فإننا نحن المعنيين بالأرشيفات العربية علينا مسؤولية كبيرة تجاه هذا الأمر للنهوض بمؤسساتناوحفظ تراثنا الوثائقي والإفادة منه في تعزيز التعاون العربي البيني، وتأصيل العلاقات المشتركة، ودعم أسس العمل المشترك مجتمعا ودولاً" وأعرب الأمين العام لدارة الملك عبد العزيز، عن تقديره وشكره للجامعة العربية وأمينها العام ومساعديه على تواصلهم واهتمامهم وحسن تنظيمهم غير المستغرب، وكذلك للبلد المضيف "مصر" التي احتضنت هذا اللقاء، وتواصل مسيرتهاالداعمة للعمل العربي المشترك المتأصل في تاريخها وثقافتها الراسخة في أعماق التاريخ من جهتها اكدت السفيرة هيفاء ابو غزالة الامين العام المساعد لدى الجامعة العربية رئيس قطاع الاعلام والاتصال اهمية الاحتفال والذي يأتي ويأتي للتعريف بمكانة الوثيقة العربية التي تحفظ في طياتها الحقوق العربية القومية وإدراكاً من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بأن الوثيقة العربية هي القاعدة الأصيلة التي ترتكز عليها هوية الأمم، وبمناسبة مرور سبعين عاماً على إنشاء جامعة الدول العربية، حيث خُصص الاحتفال هذا العام تحت عنوان "جامعة الدول العربية: 70 عاماً من العمل العربي المشترك".
وحذرت ابو غزالة من المخططات الرامية لنهب وتزوير وتشويه تاريخ الامة العربية مؤكدة اهمية مشروع توثيق ذاكرة الامة الذي تقوم به الجامعة العربية حاليا . من جهته اشاد وزير الثقافة المصري حلمي النمنم في كلمته باهمية التعاون العربي المشترك لحماية التراث والثقافة من التشويه والتزييف واشاد النمنم في كلمته التي القاها نيابة عنه شريف شاهين رئيس دار الكتب والوثائق بدعم الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة للثقافة المصرية ، معربا عن مزيد من التعاون البناء معزالجامعة العربية من اجل توثيق التراث العربي وتعميق التقارب بين شعوب دولها . من جانبه اكد السفير نذير العرباوي مندوب الجزائر الدائم لدى الجامعة العربية دعم بلاده لمشروع توثيق ذاكرة الامة مشددا على ان الوثيقة والارشيف تمثل ذاكرة الشعوب ماضيها وتاريخها وتشكل مستقبلها واشار العرباوي في كلمته امام الاحتفال الى ان الجزائر تهتم بشكل خاص باستعادة ارشيف ثورتها المتواجد في عدد من الدول من بينها تلك التي احتضنت قيادة الثورة التحريرية المحيدة من بينها مصر حيث تحرص الجزائر على تكثيف التعاون لصيانة الذاكرة الجماعية وتخليد نضال الشعب الجزائري ضد الاستعمار . من جهته اعرب الدكتور فهد بن محمد الضوياني رئيس المكتب التنفيذي للفرع الاقليمي العربي للمجلس الدولي للارشيف عن امله في حث الجامعة العربية وتشجيعها الارشيفات ودور الوثائق العربية في الانضمام الى الفرع الاقليمي للاقليمي للمجلس الدولي للارشيف بما يساعد على تمكينه من مد مظلة نشاطه الى كافة الفروع والارشيفات العربية ، مشيرا الى الجهود التي بذلها الفرع لجعل اللغة العربية تستخدم بشكل واسع في المجلس الدولي للارشيف هذا العام في مؤتمره الذي عقد في ايسلاندا وكذلك استخدامه في المؤتمر الدولي القادم في كوريا في سبتمبر 2016 .